الجمعة 26 إبريل 2024
مجتمع

بلالي: تمغربيت الحقة  لا تدعو إلى التفرقة بين من هو عربي وغيره من المكونات المغربية

بلالي: تمغربيت الحقة  لا تدعو إلى التفرقة بين من هو عربي وغيره من المكونات المغربية نور الدين بلالي
قام نور الدين بلالي، قيادي سابق بالبوليساريو، وأحد العائدين إلى أرض الوطن، صاحب كتاب حول القضية المغربية  تحت عنوان "حتى لا تتكرر نفس الأخطاء" بتوجيه رد قوي إلى مدير قناة تمغربيت، جوابا عن مقال نشر في هذه القناة حول نسب قبيلة الشرفاء الرقيبات. وذكر بلالي أن رده يأتي دفاعا عن تمغربيت الحقة الخالية من نزعات الكراهية التي تميل كل الميل إلى الدعوة إلى التفرقة بين من هو عربي وغيره من المكونات المغربية؛ وهذا هو نص الرد كما توصلت به "أنفاس بريس"

"إن تمغربيت الحقة تعني أن العرب القادمين من المشرق  وسكان المغرب الأمازيغ اندمجوا مع بعضهم في وحدة وانسجام قل نظيرها، يوحدهم الاعتصام بالعقيدة الإسلامية السمحاء والتحلى بقيمها الفاضلة، مما مكنهم من تشكيل أكبر إمبراطورية تمتد من الأندلس إلى تخوم الصحراء الكبرى والمغرب العربي بمختلف كياناته الحالية.
ان هذه الوحدة والامتزاج هي ما نسميه تمغربيت التي يتعايش فيها الأمازيغي والعربي والزنجي وغيرهم من المكونات التي دخلت تحت لواء الإسلام، مما أفرز  تمغربيت بشكلها الحالى التي لا تقبل التفريق بين  من هو أمازيغي أو عربي أو زنجى، وأخذت تمغربيت شكلها الحالى الذي ينبذ الطرح العنصري من أى كان.
لقد جاء في قتاة تمغربيت مقالا عن قبيلة الشرفاء الرقيبات يطعن في نسبهم الشريف بحجج واهية ما أنزل الله بها من سلطان، منها أن الشرفاء أهل حضر والرقيبات أهل بدو. وقد غاب عن صاحب المقال أن الشرفاء في عهد موسى بن ابى العافية المكناسي الذي كان حكمه في سنة 1313ه تعرض الشرفاء  في عهده للتصفية حتى فرغت فاس من الأشراف وهرب الكل إلى الأطراف والصحارى والبراري والجبال طلبا للنجاة بأنفسهم والكثير منهم اخفى نسبه خوفا على روحه.
ويوجد واد في بني ملال يعرف بواد الشرفاء يؤكد المؤرخون أن موسى بن أبي العافية قطع فيه رؤوس 400 شريف وأخذ هذا الوادى اسمه من هذه المذبحة الشنيعة.
 ويؤكد المؤرخون لجوء مجموعات كبيرة من الشرفاء إلى  قلعة حجر النسر في جبال قبيلة سماتة. ومن الأشراف من التجأ  إلى قبائل المصامدة قبائل سوس، ومنهم من التجأ إلى صحراء فكيك وغيرها من أنحاء المغرب ودام تخفي الشرفاء وتشتتهم في مختلف الأصقاع حتى ظهور دولة الشرفاء السعديين، وبعدهم دولة الشرفاء العلويين الذين ردوا لهم الاعتبار وتحقيق أنسابهم ومنحوهم ظهائر الاحترام والتوقير.
وأجداد قبيلة الشرفاء الرقيبات من هؤلاء الشرفاء الذين فروا إلى البوادي طلبا للنجاة بأنفسهم وتناسلوا هناك وتكاثروا وانضمت لهم مجموعات من مختلف المكونات تبركا واندمجت معهم؛ ولكن كل واحد يعرف نسبه وأصله والشرفاء أهل زاوية يجمعون ولا يفرقون بين الناس تطبيقا لحديث جدهم:ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى.
والأشراف يتمسكون بتراث جدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والتشبث برسالته السمحاء بحديثه الشريف: بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.
أما في ما يخص النسب هناك مقولة فقهية يجمع عليها العلماء وهي أن الناس مصدقون في انسابهم ما لم يثبت العكس.
أما نسب الشرفاء الرقيبات المنتمين نسبا إلى الشيخ سيد أحمد الرقيبي سليل القطب الرباني مولاي عبد السلام بن مشيش ثابت من خلال شجرات النسب المصححة، ومن خلال تحقيق نسب الشرفاء الأدارسة في المغرب، وأيضا من خلال ظهائر لملوك العلويين المتعاقبين، وأيضا من خلال التواتر والحيازة عبر الأجيال الممتدة من مولاي ادريس الى الشيخ سيد احمد الرقيبى.
اما القول في  القناة المذكورة إن الشرفاء الرقيبات يطالبون بتقرير المصير، فهذه كذبة شيطانية يبثها دعاة التفرقة والكراهية ويلتقون مع الطرح الانفصالي في محاولة لبث الفرقة بين مكونات الأمة المغربية التي تشكل جوهرها "تمغربيت" التي تنصهر فيها مختلف مكونات الامة المغربية من عرب وامازيغ  وزنوج وغيرهم من المجموعات البشرية التي شكل إندماجها وتعايشها ما نسميه بتمغربيت.
إن النسب شأنه شأن الأملاك العقارية يثبت بالتواتر المستمر عبر الأجيال وينقله الأجداد للأحفاد بالتوارث، كما يتوارثون عقود الأملاك العقارية، وكذلك نسب هؤلاء الشرفاء ثابتة من خلال مئات الكتب والمخطوطات  المؤلفة عبر اجيال واجيال وهذه اثباتات يقينية  يصعب التصدى لها من دعاة التفرقة وشياطين الكراهية والبغضاء.
وأحيل صاحب المقال إلى المراجع التالية عسى أن يصحح  معلوماته ان كان  صادقا غير متحامل وهي غيض من فيض في هذا المجال:
كتاب "المعسول" للعلامة المختار السوسي الجزء12
كتاب "الرقيبات" لمحمد الغربي
موسوعة "حياة موريتانيا" للأستاذ المختار ولد حامدون الصادر عن المعهد الموريتاني للبحث العلمي
كتاب "الوسيط في تراجم أدباء شنقيط"
كتاب "جوامع المهمات في أمور الرقيبات"، وهو مخطوط للعلامة محمد سالم ولد لحبيب ولد عبد الحي. الصادر سنة 1940
كتاب "الشرفاء الرقيبات" للدكتور إدريس نقوري
كتاب "الشرفاء الرقيبات في الصحراء المغربية" تأليف الأستاذ منير عبد العزيز
كتاب "الليث سيد احمد الرقيبي" تأليف الأستاذ الباهي محمد
كتاب "قبائل الشرفاء الأدارسة وغيرهم في المغرب" تأليف الدكتور عبد الهادي التازي
كتاب "قبائل الصحراء" تأليف الدكتور حمداتي ماء العينين
كتاب "ابن مشيش شيخ الشاذلي" تأليف الأستاذة زكية زوانات
كتاب صوفي كارتيني وغيرها من الكتب والمخطوطات والشجرات النسبية المصححة والظهائر الملكية لعدة ملوك في أزمنة مختلفة.