الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

اسمهان عمور: أحولي أقرب للموت منها للحياة

اسمهان عمور: أحولي أقرب للموت منها للحياة اسمهان عمور ومشهد من منطقة أحولي
ضيعات التفاح الممتدة، مراعي لأجود أصناف الماشية، منابع مياه نهر يرتمي في حضن البحر الأبيض وغطاء نباتي يتربع شجر الأرز على عرش طبيعته . هكذا هي الطريق التي تقودك إلى مدينة يحتفل ساكنوها بفاكهة قضمها أهل الجنة فكانت الأرض الوعد والموعد. هي ذي ميدلت المدينة التي نالت من بعض الحضارة نصيبا، مقاهي ومطاعم ومصالح إدارية ومؤسسات ومجسم فاكهة التفاح يتوسط المدينة .
دليلنا في مقامنا ٱثر أن نقطع المسافة زمنا وإسفلتا .... لا تبعد أحولي عن الوسط إلا قليلا هكذا قال ...
ما إن بدأنا في طي المسافة حتى بدت طواحين هوائية مولدة للطاقة وعلى الجانب الآخر المقابل ٱثار حفر للمناجم تسبقه ضيعات لأشجار مثمرة هي حديثة الميلاد ...
هنا امي بلادن قال دليلنا ، جل البيوت هي بقايا سكان المعمر .
فرنسا المستعمرة اكتشفت مبكرا خيرات جوف الأرض فمدت الإسفلت بين الفجاج ، وفوق النهر قناطر هي اليوم بقايا صامدة تتحمل ثقل ما جناه المنقبون في غياهيب المناجم .
جبال تتهاوى صخورها جداول جفت مياهها وأشجار الدفلى المزهرة هي الوحيدة التي تنبئ بالحياة .
أحولي منبع الخير والرزق قال دليلنا هنا المعادن ثروة البلاد ....
فرنسا جلبت الأدمغة كما السواعد، شيدت إقامات عالقة بصدر الجبل وبيوتا حجرية مقاومة للتٱكل، ومدت سكة الحديد لترحيل ما استخرج من معادن ، وللترفيه بنت قاعة للسينما ليمتص الشريط المعروض عرق وإجهاد السواعد.
هكذا كانت الحياة في أحولي قال دليلنا.
انشطرت ذاكرتي بين مجد المكان: أول سينما ومصباح نور وسكة حديد وقناطر وطريق معبدة بين الفجاج، وحاضر يشي بحياة هي أقرب إلى الموت : بقايا البنايات، صدأ يعلو القناطر وقاعة عرض الشريط السينمائي هي اليوم خراب !!!
أهكذا صارت أحولي منبع الخير والرزق إلى شبح يأوي إليها شباب قذف بهم الفقر إلى المكان ليدفنوا أجسادهم النحيفة في غياهيب ما تبقى من المناجم عل سواعدهم الضئيلة تجلب لهم ما يمكن أن يندس في جوفهم.
التقطي لك صورا في المكان لتذكرك بخيرات ومجد أحولي قال دليلنا. قلت يا ليت من أنابهم سكان أحولي ليكونوا صوتهم في المنابر وليترافعوا عنهم لمد إسفلت جديد، وصد حجر الجبال من التدحرج وبناء القناطر أن يأخدوا لهم صورا للذكرى في مكان هو اليوم أقرب للموت منه للحياة !!!!!