الخميس 25 إبريل 2024
فن وثقافة

الفنان يوسف بوروش: الرابح الأكبر من البرامج الفنية على "الأولى" هو "مُولْ اَلشْكَارَةْ"

الفنان يوسف بوروش: الرابح الأكبر من البرامج الفنية على "الأولى" هو "مُولْ اَلشْكَارَةْ" المطرب يوسف بوروش ومقدم برنامج "جماعتنا زينة" نسيم حداد (يسارا)
على هامش السجال المحتد الذي عرفته منصات مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص حلقات برنامج "جْمَاعْتْنَا زِينَةْ" الذي يقدمه وينشطه نسيم حداد بالقناة الأولى بالتلفزيون المغربي، استضافت جريدة "الوطن الآن" و" أنفاس بريس" المطرب والفنان يوسف بوروش الملقب بـ "مُولْ لَغْنَا"الذي يعتبر من الأوائل الذين تألقوا في أداء الغناء الخليجي بنكهة مغربية.
ضيف الجريدتين الفنان يوسف بوروش كانت له أول مشاركة فنية وهو مازال في سن الثالثة عشرة من عمره في برنامج سباق المدن، حيث سينتقل بعد ذلك للعيش فترة طويلة في دول الخليج والطايلاند. وصور أول كليب سنة 2002. له عدة مشاركات فنية في مختلف المهرجانات الدولية والعربية والوطنية ومعروف بلقب "مُولْ لَغْنَا" في السوشل ميديا لإتقانه العديد من الأنماط الغنائية.
في سياق متصل تتأسف الجريدتان لعدم استجابة منشط ذات البرنامج نسيم حداد للإجابة عن أسئلة حوارنا لأسباب تتعلق بعمله والعقدة المبرمة مع الشركة المنتجة لبرنامج "جْمَاعْتْنَا زِينَةْ"، على اعتبار أن جريدتي "الوطن الآن" و " أنفاس بريس" كانتا تروم تقديم وجهة نظر مقدم ومنشط البرنامج لتنوير الرأي العام في عدة قضايا تتعلق بملف الحوار.
 
+ ما هو تقييمك للمشهد الفني ووضعية الفنان المغربي منذ انتشار جائحة كورونا ؟
في زمن كورونا، سألخص لكم المشهد الفني في هذه الجملة:"المشهد الفني الله يْرَحْمُو"، بل أنني اعتبر المشهد الفني اليوم "مَيِتًا"، بحكم أن الفنان المغربي يعيش أزمة اقتصادية واجتماعية وإنسانية خانقة جراء حصار الجائحة، فلا يمكن للفنان أن يبدع في غياب مدخول مالي مستقر يغطي نفقات الحياة العادية.ولا يمكن للفنان أن يبدع وهو لا يجد ما يَسُدٌ به رمق أفراد أسرته. فعلا لقد أتت الجائحة على الأخضر واليابس والعالم كله اكتوى بنارها.
لقد كان الفنان ضحية الجائحة التي اسقطته بالضربة القاضية بعد أن عاش وضعا هشا، وجائحة كورونا تعد بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير" كما يقال. على العموموباختصار شديد المشهد الفني "مَاتَ وَاَلسًلَامْ".
+ ما هو موقفك بخصوص جائحة "مُولْ اَلشْكًارَةْ" الذي يهيمن ويحتكر برامج التلفزة المغربية؟
لا أخفيكم سرا إن قلت لكم أنني منذ سنة وأنا أحتج وأناضل من أجل تحسين الوضعية المتأزمة للفنان (المطرب/المغني/الموسيقي) عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي على اعتبار أن ما يقع اليوم "مَا أَتَى بِهِ اَلًلهْ مِنْ سُلْطَانْ"،عيب وعار ما يقع اليوم، "حْشُومَةْ هَاذْ اَلشِي اَلِلي وَاقَعْ اَلْيُومْ" في التلفزة المغربية. سأكون صريحا معك وأنا أتحدث عن القناة الأولى، كون القناة الثانية تنهج سياسة التعامل المباشر مع الفنان والمبدع دون الإعتماد على وساطة "مُولْ اَلشْكُارَةْ"، حيث معد البرنامج في قناة 2M، يتحمل المسؤولية المباشرة في التواصل مع الفنان، وحتى لا يمكن أن أكون مثل الذي "يقطر العسل فوق السمن" فقد ناضلت من أجل الوصول إلى القناة الثانية كفنان، وواجهت سياسة الإقصاء من برامج القناة الأولى كذلك.
في حين يعتبر "مُولْ اَلشْكًارَةْ" هو الوسيط بين الفنان والقناة الأولى،علما أنه يتواجد منذ زمن بَعِيدْ بكواليس القناة الأولى، أما في القناة الثانية فتواجده مقتصر على إنتاج المسلسلات أو بعض البرامج الفنية وهي قليلة جدا (موجهة للأطفال أو ثقافة الطبخ..)، وبالسنبة للبرامج الفنية والغنائية في القناة الثانية فهناك قسم إداري مختص هو الذي يتواصل مع الفنانين والمبدعين وينتج البرامج الفنية ويؤدي الأتعاب والمستحقات دون وسيط.
أعتقد أن "مُولْ اَلشْكَارَةْ" في القناة الأولى بالتلفزة المغربية مثله مثل أخطبوط "نَهِمْ وجَشِعْ" بأيادي متفرعة تمتد إلى افتراس مختلف البرامج الفنية الأخرى بنفس القناة. الأخطر من ذلك أن "مُولْ اَلشْكًارَةْ" أصبح بقدرة قادر هو "مُولْ اَلتًلْفَزَةْ"، وأضحت التلفزة تشتغل عند "مُولْ اَلشْكَارَةْ"، أي أنه أصبح يتحكم في كل كبيرة وصغيرة، ويتحكم في "الفن" و "الفنان" مع العلم أنه لا يفقه شيئا في الإبداع والفنون الموسيقية والغنائية بمختلف روافدها وأنماطها.
لقد تواصلت مع "مُولْ اَلشْكَارَةْ" واكتشفت فيه الشخص الذي لا يفقه شيئا في المجال الفني، بل أنه لا يعرف حتى أسماء بعض الفنانين والفنانات، أليس من العيب والعار أن يكون المنتج"مُولْ اَلشْكَارَةْ" جاهلا بأمور الفن وأسماء الفنانين ويجهل عناوين أغانيهم وأسماء الموسيقيين و الملحنين والشعراء من كتاب الكلمات؟
من العيب والعار على "مُولْ اَلشْكًارَةْ" أن يستدعي فنانين للبرامج الفنية التي يشتغل عليها، ويطلب منهم الغناء والمرور في برامج القناة مجانا بدون تقديم أتعابهم ومستحقاتهم المالية، فكيف يستقيم الفن والإبداع ويتطور معه الذوق الفني و التأطير والإشعاع المجتمعي وإحياء ذاكرته الفنية والإبداعية، في ظل احتكار مثل هذه النماذج المشهد الفني والإعلامي وتسخيره لمصالحهم الخاصة. مما يؤجج قلق الجمهور/المتلقي ويدفع به إلى الإحتجاج عبر مواقع التواصل الاجتماعي حين يتم تقديم فقرات تفتقد للمسة الفنية والجمالية على المستوى الموسيقي والغنائي.
+ تبعا لتصريحاته السابقة، هل فعلا أخرج مقدم البرنامج الجديد "جْمَاعَتْنَا زِينَةْ" نسيم حداد أسلوب وطريقةتقديم وتنشيط السهرات الفنية من "النمطية"؟
للأسف الشديد، لقد أملى "مُولْ اَلشْكَارَةْ" وعقله المقاولاتي على نسيم حداد ما يقول لوسائل الإعلام، وأوقعوه في خطأ فادح بعد خروجه بتصريح لوسائل الإعلام، ليقول لنا بأن برنامج "جْمَاعْتْنَا زِينَةْ"، خرج و ابتعد عن النمطية. فهل بلعبة "الكاريوكا" سنخرج من النمطية التي أشار إليها؟ وهل تقليد برنامج جزائري يعني لنسيم حداد الإبتعاد فعلا عن النمطية؟. أماالسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح على نسيم حداد فهو أين تجلت له النمطية قبل برنامج "جْمَاعْتْنَا زِينَةْ"؟
أنا أعرف أن الحرب كانت مشتعلة ضد سهرة "نجوم الأولى" علما أن هذا البرنامج الفني حقق شهرته من خلال حضور مختلف الفنانين، و تعدد وتنوع فقراته، و كان يستدعي ستة فنانين في السهرة الواحدة ويغطي أغلب الأنماط الغنائية (عصري، شعبي، راي، ...) وكانكل ضيف من الفنانين يحضر معه مجموعة من مرافقيه (تصل إلى 8 فنانين في الموسيقى والإيقاع) بمعنى أن المستفيدين من جرة "عَلِي بَابَا" يشكلون عددا مهما وليس بالهين.
+ يروج البعض أن الحلقة الواحدة من برنامج "جْمَاعْتْنَا زِينَةْ" تلتهم مبلغ 36 مليون؟
إذا كان مبلغ 36 مليون سم مخصص لكل حلقة من سهرة برنامج "جماعتنا زينة" فهو مبلغ كبير، لكن الحقيقة المرة، لا يستفيد منه الفنانون/الضيوف بالشكل الذي يصون كرامتهم، بحيث لا تتجاوز حصة الضيوف الأربعة على أبعد تقدير وفي أحسن الأحوال 40 ألف درهم (أربع ملايين سم).لينتصب سؤال أين يذهب مبلغ 36 مليون سم المخصص لكل حلقة، رغم أن نسيم حداد أراد أن يضخم عدد المشتغلين (أكثر من 80 فرد) في فريق الإعداد أثناء وبعد التصوير والتقديم.
لا أعتقد أن يشتغل 80 فرد في مثل هذا البرنامج الفني، لأنه برنامج بسيط لا يحتاج إلى هذا الجيش من العاملين اللهم إذا كان "مُولْ اَلشْكَارَةْ" يحتسب ويضيف في لائحة فريق العمل: حراس "اَلْبًارْكِينْ"، و "تْرِيتُورْالْمَاكْلَةْ"، وأصدقاء أفراد الجوق وأصحاب المكلف بالديكور و الإنارة و الصوت...وهلم جرا...لي اليقين أن كل حلقة لن تكلف "مُولْ اَلشْكَارَةْ" سوى مبلغ 10 ملايين سم. لذلك فسؤال الصفقات والنفخ في فصولها يجب أن يوجه للمدير فيصل العرايشي.وملزم أن يجيب عليه كذلك من يوقع على صرف غلاف المبلغ المالي المخصص لكل حلقة. على اعتبار أن مبلغ 900 مليون سم المخصص للبرنامج ككل هو مبلغ خيالي مقابل ما يقدم من منتوج لا يلبي شغف المتلقي المغربي بفنه، إلا أن الرابح هو "مُولْ اَلشْكًارَةْ" الذي ربح "ما لم يفلح به أشعب الطماع".
كان على نسيم حداد أن لا يخرج للواجهة الإعلامية، بعد أن أجمع أغلب المهتمين بالفن والغناء والتنشيط على أنه قد أبان عن ضعف كبير في التقديم والتنشيط والتواصل. كان عليه أن يكتفي بصفة (العالم النووي) وصفةفنان يغني بعض الأنماط الغنائية حيث كان سيبقى كبيرا في أعين المغاربة من خلال البرامج الفنية التي كانت تستضيفه بالقنوات التلفزيونية المغربية ليقدم منتوجه الفني.
إن مهمة التقديم والتنشيط من أصعب المسؤوليات خصوصا على شاشة التلفزة التي تقتحم البيوت وتعبر القارات، فالتنشيط والتقديم له أناس متخصصون، لهم كفاءة وقدرة على خلق دينامية التنشيط الفني والثقافي ويتوفرون على قدر كبير من الثقافة العامة في الميدان الفني والموسيقي والغنائي. إلا أن شخصية نسيم حداد / المنشط بدت للعموم أنها شخصية "مُحَنًطَةْ" على مستوى التقديم و التنشيط. شخصية"بَارِدَةْ" أترث ببرودتها على البرنامج والضيوف وخلقت نوعا من الملل، لأن شخصية المنشط نسيم حداد تفتقد للقدرة على إبهار المتلقي واستقطابه والسيطرة على مشاعره ووجدانه عاطفيا وفنيا على مستوى الإلقاء والحركة. مما خلق نوعا من الملل والرتابة التي لا تكسرها سوى الفقرات الموسيقية.
لذلك أطرح السؤال التالي: أليس هناك أي جهة مسؤولة تحمل نبضات قلب ضمير الوطن لتفتح تحقيقا في هذه المهازل التلفزيونية، وتوقف هذا العبث؟ أين هو المجلس الأعلى للحسابات ليحقق ويحاسب القائمين على تدبير المال العام؟ أين تذهب هذه الأموال بدون حسيب أو رقيب؟. لقد عشنا سابقا وتابعنا وتلذذنا بأجود الأصوات الغنائية وأكفأ المنشطين ومقدمي السهرات الفنية في برامجالتلفزيون المغربي سواء في برنامج "نجوم الأولى" أو البرامج الفنية بالقناة الأمازيغية وغيرها.
+ ما هو تقييمك للحلقة السابقة لبرنامج "جْمَاعْتْنَا زِينَةْ"؟
شهادة بدون تزلف أو مجاملةفإن الحلقة التي استضاف فيها نسيم حداد الفنانة سناء مراحتي والفنان علي أنور (الأصوات الجميلة) أضفى عليها بهجةومرحا الفنان حسن فلان والممثلة سعاد العلوي، أما الحلقات الأخرى فيصعب على المشاهد العربي أو المغربي أن يتقبلها كعمل فني نابع من أرض الفنانين والفنانات. من حقي أن انتقد فنانة صوتها نشاز حين تؤدي نمط غنائي مغاير للون الذي تتقنه (الحديث عن إكرام العبدية).فما معنى أن يتابع ملايين المشاهدين فنانة اختلط عليها عنوان أغنية بـ "اَلْمَوًالْ" ومازالت لا تفرق بين الغناء والمواويل. ونترك الحلقة تمر دون حذف مثل هذه الأخطاء الفادحة التي تخدش صورة الفن والفنانين المغاربة، وأين كان "عَالِمَ اَلْعَيْطَةْ" حتى تمر مثل هذه الشطحات غير المناسبة المقام والتي يصدق عليها قول المثل الشعبي "أبًاكَ صَاحْبِي" و "سَعْدَاتْ اَلِلي أُمُو نَـﯖًافَةْ وُتْجِيبْ لِيهْ كَعْبْ لَغْزَالْ".
+ كم يلتهم صاحبنا "مول الشكارة" من صفقات برامج التلفزة بالقناة الأولى؟
هناك حديث عن ثلاثة ملايير سم تقريبا، في السنة بحيث أن برنامج "لَالَةْ اَلْعْرُوسَةْ" يلتهم مليار سم، في حين خُصِصَ لبرنامج "جْمَاعْتْنَا زِينَةْ" حوالي 900 مليون سم، وبرنامج خاص بـ "اَلْقَفْطَانْ" خصصت له حوالي 700 مليون سم. للإشارة فالحلقة الواحدة من برنامج "لالة العروسة" تلتهم 100 مليون سم، في الوقت الذي يتحدث فيه بعض الفنانين الذين مروا من البرنامج وقدموا أغانيهم بأنهم لم يتسلموا أتعابهم ومستحقاتهم المالية، بل أنهم كرروا العمل دون مقابل ولم يحصلوا ولو على درهم واحد. مع العلم أن مجموعة من الخدمات يستفيد منها "مُولْ اَلشْكَارَةْ" في برنامج لالة العروسة بالمجان مثل اَلنًـﯖَافَاتْ اللواتي يطمحن للإستفادة من إشهار مقاولتهن، وإقامة العروسين في بعض الفنادق بالمجان، وتسليمهم شقة للفائزين من طرف شركة معينة...ليبقى السؤال أين تصرف صفقة المليار المخصصة لبرنامج "لالة لعروسة" وماهي استفادة الفنان المغربي من ذلك؟ بل ما هو وقع ما يقارب ثلاثة ملايير على واقع الفن والفنان المأزوم؟