السبت 27 إبريل 2024
فن وثقافة

يحدث هذا اليوم.. سرطانات الأغنية والكوميديا تلتهم زمننا الجميل!!

يحدث هذا اليوم.. سرطانات الأغنية والكوميديا تلتهم زمننا الجميل!! نعيمة سميح أيقونة الغناء الصافي والداسوكين صانع الفرجة الهادفة
في السابق في الجيل الذهبي للأغنية المغربية، صناعة "نجم" كانت تستغرق سنوات من العرق والمثابرة والتضحيات، لذلك كانت الفنانات والفنانون يعدون على رؤوس الأصابع. لكن قبل أن يقدم نفسه إلى الجمهور  يكون ذلك "الفنان" قد بلغ مرحلة متقدمة من النضج الفني والوعي بأنّ لا مجال لارتكاب الحماقات بعد هذا الماراطون كي يصنع اسمه، والأمثلة الكثيرة على الأسماء الفنية الخالدة التي تركت بصماتها وأعداد أغانيها تتفوق على أعداد فضائحها، إذا كانت هناك فضيحة بالمرة، لأن الوعي الذي تحدثنا عنه كان يدفع الفنان إلى تقاسم الأطباق الفنية مع الجمهور وانتهى الكلام.
في العالم الجديد، بعد اكتشاف "مارك زوكربيرج" للكوكب الأزرق، وانفتاح القنوات الفضائية على "تلفزيون الواقع"، وغزو الإعلانات "المزعجة" بيوتنا، وسيطرة "اليوتوب" على منصات وسائط التواصل السمعي-البصري، تسرّبت هذه "المسوخ" التي نشاهدها اليوم، وانسلخ الذوق الفني من كل القيم الجميلة والضوابط الصارمة التي كانت تجعل من ولادة نجم تشبه الولادة "القيصيرية". ما نشاهده اليوم هي "أجنّة" مشوهة، وأطفال "أنابيب" الصرف الصحي، وعاهات "اليوتوب" التي استبدلت "شهقات" الإعجاب بأزرار الإعجاب. من هنا تغير مفهوم صناعة النجم، وتغير الذوق من طبق "الطاجين" الذي كان يطبخ على نار هادئة وبداخله جميع التوابل وأنواع الخضروات المرتبة طبقات، إلى وجبات "الفاست فود" كل مكوناتها نيئة ومن مركبات كيماوية "مسرطنة". لذا التهمت "السرطانات" الأغنية المغربية، فأصبحنا أمام "عاهات" و"مانكانات" وأصوات غنائية من "الجنس الثالث". ولأن الفضاء لا يتسع لوجودهم/هن جميعا، نشبت حروب ضروس بينهم/هن من أجل البقاء، ومبارزات بالألسن وليس الأصوات. التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي أصبحت "مزاراع دجاج" تفقس يوميا المئات من "الصّيصان" غير مكتملة النمو. ولا داعي لذكر الأسماء التي تثير الخجل.
ما يقال عن الأغنية المغربية ينطبق على برامج "تفقيس" الكوميديين،  مثل "ستانداب"، وهو النسخة "المشوهة" من برنامج "كوميديا" السيئ الذكر، بدليل أن أرقام الفضائح والملاسنات فاقت بكثير أرقام إبداعاتهم!!
ولا داعي لذكر الأمثلة، فأنا أخجل من نفسي حتى عند لفظ أسمائهم.. فمعذرة!!
رجاء أعيدوا لنا عالمنا الجميل!!