الخميس 25 إبريل 2024
فن وثقافة

عيطة "اَلرًادُونِي" بأحاسيس حسن "مُولْ اَلْعَوْدْ" وفارس "مُولْ اَلْبَرْﯖِي" بأسفي

عيطة "اَلرًادُونِي" بأحاسيس حسن "مُولْ اَلْعَوْدْ" وفارس "مُولْ اَلْبَرْﯖِي" بأسفي مجموعة فارس "مول البركي" حسن السرغيني الملقب بـ "مول العود"

جيل جديد من الشباب العبدي يحمل مشعل فن العيطة، ويتأبط آلاته الوترية والإيقاعية لإتحاف وتشنيف مسامع الجمهور بأرقى العيوط العبدية التي تشكلت ونشأت بالمنطقة. شباب يتقنون العزف والإيقاع على جميع الآلات التي مَنَحَتْ للعيطة تألقها بأصواتهم الشجية والجميلة، تتلمذوا على يد أشياخ عبدة، وجالسوا مجموعة من الباحثين والدارسين لمتونها، وحفظوا عن ظهر قلب أمهات العيوط، وألحانها و"عْتُوبْهَا" وانتقالاتها و"قَطِيبَاتِهَا"، والأشعار الزجلية البدوية الرائعة التي توثق لفترت من تاريخ عبدة وأسفي وما إليه.

 

من هذا الشلال المتدفق حبا وعشقا لأرض عبدة ومجالها الطبيعي وذاكرتها التاريخية، انبعث الفينيق من رماده، وامتطى الشيخ حسن السرغيني صهوة لَوْتَارْ والطعريجة بمنطقة "مُولْ اَلْبَرْﯖِي"، التي ورث فن التبوريدة بتربتها الطيبة تحت سقف الأجداد وفي عش عائلته التي حرصت على تسليم رجلها الشيخ والفارس والعلام "مُولْ اَلْعَوْدْ" مفتاح صندوق العدة والعتاد واقتفاء أثر الرواد من كبار الفنانين والفرسان.

 

هم ثلة من شباب شيوخ فن العيطة بمدينة أسفي شكلوا فرقتهم الموسيقية العبدية تحت سماء "مُولْ اَلْبَرْﯖِي" برئاسة الشيخ حسن "مُولْ اَلْعًوْدْ" الذي أبدع رفقتهم في أداء "عَيْطَةْ اَلرًادُونِي" التي سمعها كل واحد منهم بأسلوب شيوخهم باختلاف مدارسهم، لكن الشيخ حسن السرغيني رفقة كتيبة فرسانه المبدعين (أمين الورديني، ورشيد لميح الملقب بعابدين، والشيخ عبد الرحيم رياب، وإبراهيم لهوير، وزين الدين الذهبي، وعز الدين، وأحمد، وعبد الخالق مهيول) تحت سقف خيمة التراث أبدع رفقتهم في عيطة الرادوني.

 

"العمل الجديد الذي قمنا بتسجيله بمنطقة مُولْ اَلْبَرْﯖِي، هو عمل قديم/ جديد، على اعتبار أن عيطة اَلرًادُونِي من بين أصعب القطع الموسيقية العبدية التي وجب تقديمها بأسلوب يمزج بين جودة النص والمحافظة على متونه و كلماته الأصلية وألحانه الرائعة، من هنا قررنا استعمال الآلات الوترية (الكَنبري، ولوتار، والسويسي، والعود والآلات الإيقاعية التقليدية الطعريجة والبندير) واختيار الأصوات المناسبة.."، يؤكد حسن السرغيني ورشيد لميح.

 

العمل الفني لـ "عيطة الرًادُونِي" الذي دَشًنَ به الشيخ حسن السرغيني "مُولْ اَلْعَوْدْ" رفقة مجموعته الشبابية لقائه المباشر مع الجمهور بعد سنة من المعاناة مع الجائحة التي جمدت مفاصل الحركة الفنية، هو عمل عبارة عن فيديو كليب سيرى النور في الأيام القليلة القادمة، استثمر فيه المناظر الطبيعية في فصل الربيع لموسم 2021، ومشاهد أصيلة من تراث التبوريدة وعادات وتقاليد الفرسان بمنطقة عبدة، ووثق من خلاله مشهد بانورامي لدار القايد عيسى بن عمر كمعلمة ورابط تاريخي له أهميته في ذاكرة العيطة الحصباوية.

 

وأفاد الشيخ رشيد لميح، لـ "أنفاس بريس"، قائلا: "عيطة الرادوني التي قمنا بتسجيلها برئاسة الشيخ حسن السرغيني الملقب بـ (مُولْ اَلْعَوْدْ) هي نفس العيطة التي أدتها بكعبها العالي وصوتها الرخيم وطبوعها الجميلة الشيخة عيدة رفقة الشيخ الدعباجي رحمه الله، حيث حرصنا على توظيف نفس الأسلوب و أغلب متونها الشعرية، والدروس الفنية التي تعلمناها عن الرواد من شيوخ أسفي وغيرهم"

 

في نفس السياق علمت "أنفاس بريس" أن نفس المجموعة العيطية برئاسة الشيخ حسن السرغيني تعكف على تسجيل فيديو كليب آخر لعيطة "بِينْ اَلجًمْعَةْ وَالثًلَاثْ" التي ستحدث رجة فنية على المستوى الفني والكلمات والأداء والعزف بحيث أنه تم توظيف أغلب متونها الشعرية وانتقالاتها الجميلة. وتدارك كلمة "اَلسًكًةْ" التي كانت غائبة في متنها العيطي "بِينْ اَلجًمْعَةْ وُالثْلَاثْ، اَلسًكًةْ حَبْسَاتْ وُرِيتَاتْ". (أنظر حلقاتنا من سلسلة شعر الغزل في فن العيطة بجريدة "أنفاس بريس").

 

وللتعريف بالفنان حسن السرغيني "مُولْ اَلْعَوْدْ" سنخصص حلقة خاصة (بورتريه) عن الشيخ الفنان حسن السرغيني الملقب بـ "مُولْ اَلْعَوْدْ" الذي جمع بين اَلْحُسْنَيَيْنِ بصفته فارسا يتقن فن التبوريدة ضمن سربة العلام شرف البحراوي، وشيخا يتفنن في عزفه على آلاته الوترية والإيقاعية، وحافظا لمتون العيطة المغربية وصديقا حميما لكل شيوخ العيطة المغربية وفرسان الوطن...