الأربعاء 8 مايو 2024
كتاب الرأي

حسن برما: أحقاد غريبة من بلد المليون شهيد

حسن برما: أحقاد غريبة من بلد المليون شهيد حسن برما
تعرض صديقنا الناقد سعيد يقطين لهجوم غبي من مثقفين جزائريين انبطحوا للجنرالات وصاروا أبواقا صدئة تدمن الأكاذيب والادعاءات .
في مقالة نشرها الناقد سعيد يقطين على صفحته الفايسبوكية تحدث فيها عن الكسكس الذي جعل دول المغرب العربي تتحد وتتقدم لمنظمة اليونيسكو لاعتباره تراثا لا ماديا، وأشار إلى رفض المنظمة طلب الجزائر التي تهافتت قبل ذلك على محاولة احتكار الكسكس لوحدها، وقبلت طلب دول المغرب وتونس وموريتانيا والجزائر مجتمعة فيما رفضت الجزائر انضمام ليبيا للائحة..
وهذا ما أثار الإخوة في الجزائر وهجموا بسعار لا محدود على صفحة الناقد، وكالوا التهم والسباب والشتائم له في محاولة للنيل منه ومن مغربيته القحة.
من جهتي نصحت صديقي العزيز سعيد الناقد ألا يحاول إقناع من نشأ وتربى على حقد وكره المغرب ذي الحضارة العريقة والتاريخ الموغل في الأصالة الراسخة في بطون الكتب والأبحاث الموضوعية .
الصحراء مغربية فكيف تحاور من يحلم بتمزيق وطننا بمبررات بهلوانية تدعي قدم دولة جزائرية وتتجاهل تاريخا ظل يئن تحت الاستعمار العثماني والفرنسي لقرون طويلة ولم يعرف العالم جزائري سوى في ستينيات القرن الميت ؟!!!
تخيلوا .. بكل الوقاحة المثيرة للسخرية، يقولون أنهم أول دولة اعترفت بأمريكا قبل المغرب سنة 1777 فيما العالم كله يشهد أن دولة جيراننا لم تتأسس سوى بعد 1960 .
حتى فتح الأندلس اعتبروه جزائريا فيما العالم كله يعرف أن طارق بن زياد ويوسف بن تاشفين المغربيين هما من قاما بفتح الأندلس وحملا معهما مؤثرات الحضارة المغربية، واستمرت مراكش ودولة المرابطين تحمي مسلمي الأندلس من هجومات الإسبان.
في صفحتي الفايسبوكية العديد من الأحبة الجزائريين والجزائريات، وأستغرب كثيرا كيف يرددون أسطوانة مشروخة يعرفون جيدا أنها مجرد أحقاد غبية تتوخى تقسيم وطني العصي على التقسيم .. وعوض انتقاد الطغمة العسكرية الدكتاتورية كما نفعل نحن هنا في المغرب مع الفاسدين والذئاب المفترسة يقومون بترديد هلوسات مرضية مضحكة .. والنتيجة واضحة للعموم .
وقد وصلت بهم الوقاحة إلى تجريد المجاهد عبد الكريم الخطابي من مغربيته وادعوا انتماءه للجزائر.
بل وبالغوا في الكذب بوضع أحاديث نبوية نسبها خطباء الجنيرالات للرسول ورددوا فوق منابر مسوسة بدودة الوهم أن الرسول في إحدى أحاديثه ردد ثلاث مرات أن أحب بلاد الله له هي "الجزائر الجزائر الجزائر" ، علما أن الجزائر كانت في علم الغيب ولم تتكون ككيان ودولة سوى في النصف الثاني من القرن العشرين.
وحين توجه مذكرة رسمية لخطباء الجمعة كي يربطوا بين احتلال إسرائيل لفلسطين وادعاء احتلال المغرب لصحرائه المغربية وإرغام المعلمين والمعلمات على تلقين تلامذتهم الأكاذيب المضللة حيث برمجوا بسرعة البرق دروسا غبية وغيروا المقررات ليفسحوا المجال لتناول ما وقع في الگرگرات على أنه اعتداء مغربي على المرتزقة فهذا يعني أن داء الحقد على المغرب والمغاربة قد استفحل عند الإخوة الجزائريين .
والمثير في إخواننا الجزائريين أنهم يكذبون دون أن ترمش لهم جفون .
شيوخ جنرالات الجزائر يجهلون السياسة ويقودون النظام بشعارات صدئة تجاوزها التاريخ ويحكمون على أساس نظام فاشل متهور في السياسة و الاقتصاد، مازالوا مهووسين برغبتهم العمياء في إضعاف المغرب ودغدغة ميولاتهم الشاذة في اعتبار الجزائر وحدها قوة إقليمية في محيط جيو سياسي واقتصادي لا يؤمن ببطولات وهمية قائمة على أساس الكذب والبروباگندا والتحريض واستفزاز الأشقاء والجيران .
حاصروا شرذمة من مساخيط الشعب والجغرافيا، صنعوا البوليساريو، بدروا الملايير في قضية خاسرة، حرموا الشعب الجزائري من تلك الأموال السائبة وتركوه يعاني من الجوع وأزمات غذائية اضطرتهم للوقوف في صفوف طويلة للتزود بأكياس دقيق و بطاطس وحليب وطماطم مستوردة من فرنسا فيما الدينار المسكين يواصل رحلة الهبوط المريع أمام عملات دول تعرف كيف تحمي مصادر أموالها بسياسات حكيمة بعيدة عن الوهم وتداعيات هبوط أثمان النفط.
الآن انقلب السحر على الساحر، وآن أوان تدخل حكماء الجزائر لإيقاف هذه المهزلة والخروج من ورطة تدبير فاشل لجنرالات يسرقون ويكدسون الملايير في الأمارات ويختبئون وراء يافطة دعم شعب غير موجود سوى في مخيلات المرضى بداء كره المغرب ..
وكفى المؤمنين شر القتال !