الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

لموير :الصمت الطويل الذي تعامل به المغرب مع ملف سبتة ومليلية كان له وقع سلبي

لموير :الصمت الطويل الذي تعامل به المغرب مع ملف سبتة ومليلية كان له وقع سلبي شريفة لموير
الأكيد أنه آن أوان فتح هذا ملف سبتة ومليلية المسكوت عنه طويلا لقرابة خمس عقود، دون أي تقدم أو حسم في هذه القضية التي ظلت لعقود في تصريحات الأخذ والرد دون أن تبرح مكانها بل و تأزمت، تصريحات رئيس الحكومة سعد الدين العثماني الأخيرة بإقراره بقرب فتح هذا الملف كانت صائبة وملحة خصوصا في الوقت الذي استنكرت فيه اسبانيا الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء الذي كانت اسبانيا أحد الأطراف المتسببة به تاريخيا متناسية.
من جهة ثانية، إنها لازالت تستعمر مدينتين مغربيتين، وهذا ما لا يخدم علاقات حسن الجوار والشراكة الإستراتيجية بين المملكتين المغربية والإسبانية، بالإضافة إلى أنه من الضروري التعامل بجدية مع هذه التصريحات فالأجدر بالمغرب، اليوم و بعد بداية انفراج قضية الصحراء المغربية كقضية أولى للملكة، التحرك وإصدار موقف داعم لهذا الملف، لان الصمت الطويل الذي تعامل به المغرب مع هذا الملف كان له وقع سلبي خصوصا على المغاربة بالمدينتين.
وإذا كان المغرب في مقاربته لهذا الملف يتعامل بالكثير من التريث و الصبر خصوصا وأننا نعرف على أن اسبانيا هي ثاني شريك اقتصادي للمغرب بعد فرنسا، في مقابل التوتر الذي يطبع العلاقة بين البلدين في الجانب السياسي، واقتناع المغرب في ثمانينيات القرن الماضي بضرورة تغيير طريقة التعاطي مع هذا الملف خصوصا في ظل تعنت اسبانيا مما كان يلوح بنزاع عسكري .
هذه الواقعية السياسية التي تعامل بها المغرب طيلة عقود تفرض اليوم الضغط و التمسك بحق استرجاع هذه المدن المغربية إلى جانب الجزر المجاورة لها التي وأن ظل احتلالها من طرف الجارة الإسبانية لعقود لا ينفي عنها و عن ساكنتها مغربيتهم . فالحقوق المغربية يكفلها القانون والمنطق التاريخي والمعطيات الجغرافية، على الرغم من المحاولات الإسبانية لتغيير الواقع الديمغرافي والعقدي الاجتماعي.
ومن المؤكد أن المطالبة باسترجاع المدنيتين ليس وليد اليوم فالوزير الأول السابق عباس الفاسي كان قد دعا من قبل إسبانيا إلى الحوار من أجل إنهاء احتلال سبتة ومليلية والجزر المجاورة لهما وذلك وفق منظور مستقبلي موضحا أن هذا يستوجب الأخذ بعين الاعتبار المصالح المشتركة للبلدين، إلا ان الجانب الإسباني الذي كان دائما يؤكد في كل مناسبة على عدم إمكانية طرح استرجاع المدينتين للنقاش لكونهما اسبانيتان. وإذا كانت اسبانيا لا تزال متمسكة بهذا الموقف الرافض لإرجاع سبتة ومليلية المحتلتين، فإن التوتر سيكون الطابع المخيم بين البلدين ،خصوصا في البيان الصحافي لوزارة الخارجية الإسبانية التي صرحت أن مدريد “تتوقع من جميع شركائها احترام سيادة ووحدة أراضي بلادها”.
قطع المغرب لهذه الأشواط الطويلة في شأن القضية الوطنية المتمثلة في قضية الأقاليم الجنوبية الذي توج بتأييد دولي ،يحتم على المغرب اليوم التعاطي الجاد مع ملف المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية والجزر المجاورة لهما، في إطار سعي المغرب لاستكمال وحدته الترابية التي لازالت لن تكتمل إلا باسترجاع السيادة على سبتة ومليلية، لذلك فمن الضروري اليوم دعم هذه التصريحات التي جاءت على لسان رئيس الحكومة بموقف رسمي للبلاد من أجل استرجاع المدينتين المحتلتين
شريفة لموير، باحثة في العلاقات الدولية والعلوم السياسية