الثلاثاء 23 إبريل 2024
كتاب الرأي

السملالي: الدراعة كمكون هوياتي مغربي وليست دعاية سياسية

السملالي: الدراعة كمكون هوياتي مغربي وليست دعاية سياسية العبديل ماء العينين السملالي
في اللحظة التي يظهر فيها الجميع وبفرح مرتديًا الدراعة، لم يسعني إلا أن أتذكر انعقاد مؤتمر البوليساريو الخامس في شهر أكتوبر سنة  1982 على وجه التحديد عندما أعلنت قيادة البوليساريو، كذبا، اكتشافها  لشبكة تجسس تعمل لحساب موريتانيا للقضاء على الساكنة الصحراوية المتواجدة في تيندوف.
منذ ذلك التاريخ، كان ارتداء الدراعة  يعني دعاية للثقافة الموريتانية. والأسوأ من ذلك، إلى جانب الدراعة مُنعت آنذاك الموسيقى الموريتانية من البث في إذاعة البوليساريو التي تبث من تندوف. الدراعة  والموسيقى الموريتانية كل هذا كان بالنسبة  لقيادة البوليساريو نشر ثقافة "اهل لكريعات" أعداء الامس أي موريتانيا الشقيقة.
في كل مناسبة، لم يفوت مفوضو التنظيم السياسي لجبهة البوليساريو، أوان اجتماعاتهم التنكرية بالتذكير أن موريتانيا هي عدو الأمس الذي لا يجب نسيانه أبدًا، وهذا على الرغم من أن هذا البلد المتهم ظلماً بمحاولة إبادة الساكنة الصحراوية في تيندوف على يد جواسيسه، قد اعترف بالجمهورية التي تم الإعلان عنها من قبل قيادة البوليساريو.
فقط في سنة 1987، أثناء زيارة بعثة الأمم المتحدة التي اجتمعت مع الصحراويين المقيمين في موريتانيا، لاحظت البوليساريو الأهمية الانتخابية للصحراويين المقيمين في هذا البلد الشقيق. وبالتالي اضطرت إلى اختيار موقف أقل فظاعة من حيث الاتهام الكاذب تجاه موريتانيا، كما توقف التنظيم السياسي للجبهة عن انتقاداته لأرتداء الدراعة والموسيقى الموريتانية.
اليوم في المغرب، على عكس القيادة السياسية لجبهة البوليساريو، قرر البرلمان المغربي يوم عمل لأرتداء الدراعة، الأمر الذي أوضح الأهمية التي توليها هذه المملكة متعددة الثقافات وذلك للثقافات المختلفة التي تتكون منها، كما عزز ذلك صورة الدراعة لأن نوابنا المحترمين تم تقليدهم من قبل الجميع، تقريبًا وبسرور.