الجمعة 26 إبريل 2024
فن وثقافة

بوجمعة أشفري يقف "على عتبة العدم" مترجما إدموند جابيس

بوجمعة أشفري يقف "على عتبة العدم" مترجما إدموند جابيس بوجمعة أشفري يتوسط الشاعر الفرنسي إدموند جابيس وغلاف الكتاب المترجم

صدر حديثا عن دار خطوط وظلال للنشر والترجمة والتوزيع بالعاصمة الأردنية عمان كتاب بعنوان "على عتبة العدم" للشاعر والكاتب الفرنسي (من أصل مصري) إدموند جابيس، بترجمة الشاعر والباحث الجمالي المغربي بوجمعة أشفري؛ ويتكونُ من مقاطع وشذرات اختارها المترجم من أحد أهم كتب جابيس الأساسية "كتاب الأسئلة"، الذي أعيد نشره في جزأين بدار النشر الشهيرة غاليمار بباريس عام 1988.

 

في كلمة تصدرت ظهر الغلاف نقرأ ما يلي:

"داخل "كتاب الأسئلة" يطأ القارئ "عتبة العدم"، حيث ينطفئ ظمأ الصحراء. (ذلك لأن إدموند جابيس يُعلِّمُنا أنَّ الجذورَ تتكلمُ، والألفاظَ تتفتقُ، والخطابَ الشعري ينتعشُ في الجُرح).

مقاطع جابيس الشعرية طَيَّاتٌ رمليَّةٌ في مَهبِّ الرِّيح. لا تكادُ تستأنِسُ بواحِدٍ منها حتى يَتفصَّدَ عَرقاً في جُرحِ الكِتاب.

هكذا، يَكمنُ جُرحُ الاسم الشخصي، في هذا الكِتاب، حِداداً على أفُولِ الكلام وعماءِ الكتابة. إذ أن الكتابةَ في الكِتابِ مَحوٌ يبتدِئُ تِرحالهُ مِن سِفرِ التكوينِ إلى سِفرِ الخروج. لهذا يظل الكاتبُ/ القارِئ محاصرا بالغياب، محاصراً بالفراغ، داخل الكِتاب وخارجَهُ.

وسيكونُ الكِتابُ، في نهاية المطاف، مثلَ "صرخةٍ استيقظَ وَعيُها".

 

الكتابة عند إدموند جابيس تحايث "ما لا يوصف" عبر عبورها من تجربة الوقوف على حدود القسوة والمنفى؛ والتي ما هي سوى ذاك الجرح الكامن في الكاتب والكِتاب. ولعل هذا ما جعل أقطاب الفكر الفرنسي في سبعينيات القرن العشرين (جاك ديريدا، إيمانييل ليفيناس، موريس بلانشو، ميشال ليريس...) ينتبهون لمقاطع وشذرات إدموند جابيس وما تتضمنه من تأمل وتفكير في موضوعات وأسئلة الوجود والكينونة وفي العدم الذي يكمن في الكِتاب، حتى إن العدم نفسه ليس إلا أثرا زال وامحى.

 

"اكتشفتُ، تدريجيا، أن الكتابة لم تكن أبدا، رغم كل ما نقوله، انتصارا على العدم، لكنَّها، على العكس تماما، استكشافٌ للعدم من خلال اللفظ"، يقول جابيس.

 

ملحوظة: الرؤية الفنية لغلاف الكتاب من إنجاز الفنان والشاعر محمد العامري، ونفد تصميمه بسام حمدان.