Monday 14 July 2025
مجتمع

باحثات مغربيات يتحدثن عن دلالة الاحتفاء بيوم عاشوراء

باحثات مغربيات يتحدثن عن دلالة الاحتفاء بيوم عاشوراء الإحتفال بعاشوراء أصبح ممنوعا بسبب كورونا
في صفحة صديقات أجمل العمر كان اللقاء حميميا بوجود أربع باحثات مغربيات وهن مينة لمغاري، صفية أكطاي، لطيفة حليم العلوي ثم مليكة غبار، وكان اللقاء غنيا بتنوع المقاربات من ضبط الدلالة اللغوية للعاشوراء والتأريخ لها وفق اختلاف المرجعيات ..
وحسب ورقة أنجزتها مليكة غبار توصلت "أنفاس بريس" بنسخة منها، من إحدى المشاركات، فقد انصب اللقاء على استعراض مفارقات الاحتفال بعاشوراء بين الركون للحزن والدعوة إلى الفرح؛ وبين تبادل الرش بالماء وإشعال النار والمفرقعات، وما يصاحب ذلك من ضحك وصراخ ؛ وبين ممارسة الشعائر الدينية وطقوس الشعوذة ؛وبين ...التمرد والخضوع...
ولهذا كان اللقاء ممتعا بين الباحثات باستحضار ذكريات مرتبطة بعاشوراء كما عاشتها في الطفولة وروتها كل واحدة منهن
افتتحت اللقاء الأستاذة لطيفة حليم العلوي بالترحيب بالحضور بلباس تقليدي مغربي وهي تحمل بين يديها (دف ) أو كعنوان دال على فرحة الاحتفاء بيوم ليس كسائر الأيام ؛تعبيرا منها على حرص المغاربة على تخليد هذا اليوم رغم أنه لا يصنف من بين الأعياد الدينية ولا من الأعياد الوطنية كذلك؛ وخاصة وان أغلبية سكان المغرب يحتفلون به كتقليد متوارث عبر العصور ويجهل جلهم أصوله السياسية والدينية والاجتماعية...
وتناولت الكلمة بعدها صفية اكطاي بمداخلة تناولت فيها تحليل الدلالة اللغوية لكلمة عاشوراء ) الذي يصادف اليوم العاشر من شهر محرم في التقويم الهجري- كما تدل على ذلك العديد على المراجع - وذلك ارتباطا من ناحية بيوم نجاة النبي موسى عليه السلام من فرعون وجنده مما يبرر مظاهر الفرح والبهجة.. ومن ناحية ثانية تزامن عاشوراء مع يوم مقتل الحسين ابن علي في كربلاء، وهو ما يفسر الحزن وجلد الذات في الكثير من الأحيان ؛وأضافت اكطاي أن يوم عاشوراء ارتبط أيضا بنجاة النبي نوح من الطوفان وكذلك إنقاذ النبي إبراهيم من النار..
من جهتها ركزت مينة لمغاري في تدخلها حول عاشوراء على نتائج تنقيبها في الذاكرة الجمعية؛ فلاحظت التداخل بين الدين والطقوس الاجتماعية التي قد تمتد جذورها إلى ما قبل الإسلام بكثير مثل صوم اليهود يوما كامال )24 ساعة( إحياء لذكرى غرق فرعون ومن معه ) عند مطاردته لنبي الله موسى ... ثم تناولت بعض العادات التي عايشتها في الطفولة معبرة عن أسفها عن اختفائها وعدم الحفاظ عليها ونقلها وتمريرها إلى أطفالها لتبقى وشما جميلا تتوارثه الأجيال كلما حلت الذكرى ، وذكرت من ضمن تلك العادات الحرص على وضع مختلف الفواكه الجافة "التمر والشريحة الخ في صينية ثم توزيعها على كل فرد من العائلة كومة "تيكوديين بالأمازيغية " وما يتبقى يوزع قسط منه على الجيران والمعارف والضيوف مع تبادل عبارات التبريك بالمناسبة وتحدثت مينة لمغاري عن عادة ظلت عالقة في ذهنها وهي أنه عند تمشيط الشعر كان يتم الاحتفاظ – يوما بعد يوم طيلة السنة- بما تبقى في المشط من الشعر-المشاكة- في قطعة من القماش لتتكون في شكل رزمة متكاملة يتم دفنها يوم عاشوراء تحت شجيرة وذلك تيمنا بالذكرى وحفاظا على استمرار طول شعر صاحبة الرزمة وجماله... ومن ضمن ما تذكرته مينة لمغاري، أيضا في مدينة الصويرة، مشاهد تجمع شباب الحي -أبناء الشبانات كمثال- في وقت محدد محملين بالطعاريج
والبنادر -الدفوف- ووفق إيقاع متناغم يتوجهون نحو ساحة كبيرة بالمدينة حيث يلتقون بشباب حي آخر -أبناء حي بني عنتر مثال- في ساحة كبيرة بالمدينة حيث يتم رفع وتيرة العزف والغناء إلى أن يعلن عن انتهاء المشهد بتكسير الطعارج...
حكي مينة مغاري خلق نوعا من تداعي الذكريات وتكلمت الحاضرات في جو حميمي عن ذكريات ممتعة مطابقة في العمق لفكرة تقاسم الفواكه الجافة والكسكس بالقديد والكرداس مضاف إليه ذيل الخروف المجفف الذي يحتفظ به من لحم خروف عيد الأضحى ... وخروج الفتيات والشبان إلى الشوارع للعزف والغناء والشعالة والتغني بحرية النساء"هذا عايشور ما علينا الحكام" .
وعبرت الأستاذة لطيفة حليم العلوي على أن العاشوراء هو مناسبة لتحرر النساء وأن عيد المولد هو عيد للرجال ...
كما تم الكلام عن المظاهر المتناقضة في إحياء يوم عاشوراء وذلك للتضارب بين الخلفيات السياسية والإيديولوجية التي يراد
لها أن تتخذ طابعا دينيا وأن هذا الطابع الذي يزاوج بين الحزن والفرح عند أغلب الأسر المغربية يجد أصله في اختلاف أنواع الحكم التي توالت على المغرب والأندلس مثل الأمويين والأدارسة والمرابطين وما يتزامن ويتداخل مع ذلك من مذاهب وفرق عقدية من شيعة وسنة ..
هذا ولم تفت المجموعة فرصة أثارة الكتابات والمراجع التي تناولت العاشوراء بصفة خاصة في المغرب من بينها كتاب المعسول  لصاحبه العلامة محمد المختار السوسي وعاشوراء عند المغاربة ومراجع.