الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

الروخ مخاطبا أمزازي: كورونا ليس بنفس خطورة تخريب مجتمع من الداخل وتدمير جهازه التعليمي

الروخ مخاطبا أمزازي: كورونا ليس بنفس خطورة تخريب مجتمع من الداخل وتدمير جهازه التعليمي إدريس الروخ(يمينا) وسعيد أمزازي (يسارا)
لم يعد قاموسي في اللغة يسعفني لكتابة هذه الرسالة .. فكل الحروف وعلى أهميتها ضاقت بي وغادرت قريحتي وانطلقت الى عوالم أكثر رحابة وأكثر حرية وأكثر فعالية ونجاعة في الأخد بمعانيها ومصطلحاتها ولاستعمالاتها المتعددة في أمكنتها وأزمنتها الحقيقية ..
انني اغرق في بحر من الضياع .. وأكاد افقد وعيي من هول ما قررتم وما اعتمدتم في تصريحكم الأخير الذي احدث صداعا وسط الأسر المغربية التي تعاني من مشاكل عدة والتي كانت تأمل في ان وزارتكم قادرة على ان تفكر في وضع خطة بمعايير منطقية تراعي قدرات الأوساط الشعبية وغيرها في تتبع التعليم (بمراحله المختلفة) عن قرب وخلق جسر الثقة بين المحيط الأسري والدراسي / التعليمي ..دون الخوض في بحيرة عكرة  ماءها قذر ورائحتها نتنة، مريعة تفقدك الشهية في الاقتراب من محيطها .. أو الارتماء فيها ..
ان قراركم بجعل التعليم يتأرجح بين بعد وقرب ما هو إلا ارتجال بدون قواعد وبدون مخيلة قادرة على ترسيخ خطاب واضح يساهم في إنجاح مسلسل التعليم الذي تعطلت عجلته منذ مدة طويلة ولم يعد احد ينتشي بلذته او يحلم بآفاقه .. مادام الضباب ينتشر على طول طريق مشروع اصلاحه ..
ان آليات التحديث والتحيين و تطوير مناهجه دخلت في نفق مظلم ولم تعد قادرة على الخروج الى دائرة الضوء .. بل أصبحت تنعم بحلكة في الفهم وتشخيص الداء وتشريح الجسد الذي يعاني من إعاقة في التفكير .. وعوض ان يستعين بمن لهم خبرة في التواصل مع العالم الخارجي ..وهم قادرون على إخراج التعليم من فوهة مضيئة تربط عالمها بعالم كل الذين يؤمنون بان الأمل في خلق اوراش إصلاح منظومتنا التعليمية هو أيضا أمل في خلق جيل من التلاميذ والطلاب بشكل يجعلهم قادرين على قيادة الحافلة بأمان .. وبان المغرب الذي نحب ونعشق ونحترم ونقدر تاريخه وبطولاته وننحني لكل الاسماء التي ضحت بدمها وحريتها من اجل ان يظل التعليم في الواجهة كمحرك أساس من أجل التطور ..
لقد قرأت قراركم بحيرة وبحزن عميق .. وعشت ساعات من لا فهم ..وكبر القلق بداخلي ..لقد احسست بأنني أعيش في محيط لا يكثرث بنا وبابنائنا وبمستقبلهم .. قد نكون نحن في آخر المحطة وسنرحل الى وجهتنا النهائية ..ولكن سيرحل معنا خوف تواجد ابناءنا في محيطكم ..وسنبقى معلقين بين اختيار القرب منهم او البعد عنهم ....هنا سنقر أن الاختيار في احتضان ابنائنا والتمسك بهم ومساعدتهم على الخروج من أزمة قرار حكومة برمتها وليس فقط وزارة بعينها هو القرار الصائب ..
ان فيروس كورونا أشع علينا بحقائق كثيرة .. وبالرغم من خطورته في الانتشار بسرعة وقتل الاجساد الضعيفة ..فهو ليس بنفس خطورة تخريب مجتمع من الداخل وتدمير جهازه التعليمي واحداث فوضى في شرايينه،  أن المجتمع كالجسد كلما اعتنيت به من الداخل ومن الخارج تقوت أعضاءه وتكون بداخله مناعة قوية المفعول للدفاع عن كل ما يهدد سلامته ..ألم يقال ان العقل السليم في الجسم السليم .
ان التكوين في المدرسة ومع الأساتذة وبعقلية تعليمية ممنهجة..وبخطة وقائية تراعي تطبيق بروتوكول صحي يضمن السلامة للجميع ..ولكن في نفس الان يضمن استمرار الثقة في المؤسسة التعليمية وانخراط الجميع من اجل إنجاحها .