السبت 27 إبريل 2024
مجتمع

الراقي: بلاغ وزارة التربية الوطنية كرس الغموض وخلق البلبلة في القطاع 

الراقي: بلاغ وزارة التربية الوطنية كرس الغموض وخلق البلبلة في القطاع  عبد الغني الراقي
يرى عبد الغني الراقي، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم (ك د ش)، أن وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والتكوين المهني والبحث العلمي، أخلفت الموعد ولم تكن في مستوى انتظارات الأباء وأولياء الأمور والمغاربة بشكل عام فيما يتعلق بتدبير الدخول المدرسي، وتدبير انطلاق السنة الدراسية.
وشدد القيادي الكونفدرالي على أن الوزارة الوصية تفتقد للشجاعة والجرأة في اختيار نموذج بيداغوجي واضح وحاسم الذي يضمن شروط تكافؤ الفرص بين الجميع.

 
ما تعليقك على البلاغ الأخير لوزارة التربية الوطنية بخصوص تدبير الدخول المدرسي؟ 
 
- شكل بلاغ وزارة التربية الصادر يوم 22 غشت 2020، صدمة كبيرة لاسيما أن البلاغ جاء باختيار اقل ما يقال عليه انه لا اختيار، لأنه بلاغ كرس الغموض وخلق البلبلة في القطاع. 
 البلاغ اختار ان يكون التعليم بشكل عام عن بعد لكنه ترك الإمكانية مفتوحة، لأن يكون حضوريا للراغبين في ذلك، بمعنى سيصبح عندنا فئتين الأولى للتلاميذ الحاضرين بالمؤسسات التعليمية ويواكبون التعليم حضوريا، وفئة اخرى تواكب التعليم عن بعد، وهذا ما ينم عن غياب الشجاعة والجرئة في اختيار نموذج بيداغوجي واضح وحاسم الذي يضمن شروط تكافؤ الفرص بين الجميع. ما نفهم من بلاغ الوزارة هو انه من يريد الدراسة حضوريا فيتحمل مسؤوليته في الإصابة بالوباء ، ومن اختار التعليم عن بعد بدوره يتحمل مسؤولية اختياره إذا تلقى دروسا رديئة جدا. هذا (لا اختيار) يطرح مجموعة من الإشكالات العملية، ابرزها :ماذا لو اختار جميع الآباء أو جلهم  التعليم الحضوري؟ وهل مؤسسات التعليم جاهزة لاستقبالهم خاصة في الشق المرتبط بالتباعد؟ نحن نعرف مسبقا الجواب ، لأن الشروط غير متوفرة وهذا مأزق حقيقي يمكن ان يحول المؤسسات التعليمية إلى بؤر للوباء، وهذا ما لا نتمناه لبلادنا.
الإشكال الثاني، هو ماذا لو اختار الأباء التعليم عن بعد؟ هذا الاختيار جربناه في السنة الماضية وأبان عن فشله فشلا ذريعا باقرار رسمي من طرف الوزارة حيث لم تعتمد التعليم عن بعد في تقييم تعلمات التلاميذ، ولم تعتمد سوى الدروس التي كانت حضوريا قبل 16 مارس 2020. 
 
 في نظرك كيف يمكن أن تدبر الوزارة اختيارها الذي أعلنت عنه رسميا؟ 
 
-  اعتقد ان اختيار الوزارة يطرح أشكالا عمليا ميدانيا، وهو كيف سندبر هذه العملية، بمعنى كيف لأستاذ أن يلقي درسا حضوريا وفي نفس الوقت يكون الدرس عن بعد للتلاميذ الذين لم يحضروا للفصل واختاروا التعليم عن بعد؟، هذه عملية مستحيلة، ولا أتصور اَي عاقل يقر بهذه الطريقة، صحيح يمكن ان يقال ان الاستاذ سيلقي درسا حضوريا لتلاميذ الحاضرين وبعد ذلك يلقي درسا عن بعد، هذه العملية تعني بكل بساطة مضاعفة الغلاف الزمني للأستاذ، وهذه العملية كذلك شبه مستحيلة، الأمر الذي سيضع النموذج الذي اختارته الوزارة في مأزق وفي أفق مسدود. نحن في النقابة نرى ان اختيار الوزارة فيه الكثير من عدم الجرأة ومن غياب الشجاعة في اختيار نموذج واضح محدد يضمن تكافؤ الفرص.... 
 
هل لديكم كنقابة اقتراح أخر بديل للاقتراح الذي تقدمت به الوزارة؟  
 
- نحن اقترحنا منهجية التناوب عن الحضور إلى المؤسسة،  إما التناوب عن طريق الأفواج حسب إمكانيات استقبال المؤسسات التعليمية، بحيث يكون نصف التلاميذ يتلقون الدروس حضوريا والنصف الأخر يتابع التعليم عن بعد، هذا مقترح يجب التفكير فيه بشكل جدي ويبدل فيه مجهود بيداغوجي من اجل إنجاحها، إذ يحدد فيه الدروس التي يجب تلقيها حضوريا وماهي الدروس التي يمكن ان تقدم عن بعد، وهذا هو ما كان يجب أن تشتغل عليه الوزارة خلال فترة الصيف وفترة الحجر الصحي تحسبا لكل طارئ.
هذا الخيار بالنسبة لنا كنقابة يحكمه هاجس ضمان نوع من المساواة وتكافؤ الفرص بين أبناء المغاربة.
في تقديري الخاص أن الوزارة أخلفت الموعد ولم تكن في مستوى انتظارات الأباء وأولياء الأمور والمغاربة بشكل عام فيما يتعلق بتدبير الدخول المدرسي وتدبير انطلاق السنة الدراسية، أتمنى ان يتم تدارك هذا الأمر وتعمل الوزارة على الحد من البلبلة التي انطلقت عمليا في الساحة التعليمية.