الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

احتجاجات تنزولين: هل هي مقدمة لثورة العطش الثانية بزاكورة؟

احتجاجات تنزولين: هل هي مقدمة لثورة العطش الثانية بزاكورة؟ جانب من ثورة العطش بجماعة تينزولين
خرج عشرات المواطنين القاطنين بدواوير الجماعة القروية تنزولين(ايت الحاج لحساين، الحدان، تينزولين المركز ، الدرب....) بإقليم زاكورة، وعلى مدى 3 أيام متتالية للاحتجاج على قلة مياه الشرب، حيث نظم المحتجون، الاثنين 3 غشت 2020، وقفة احتجاجية أمام مقر الجماعة القروية أعقبتها وقفة احتجاجية ثانية أمام مقر القيادة وتوجهت أمس الأربعاء5 غشت 2020، بمسيرة جابت مختلف أزقة الجماعة، اختتمت بوقفة أمام القيادة تنديدا بحرمانهم من الماء الصالح للشرب .
وعبر المحتجون عن امتعاضهم الشديد لما أسموه “الوعود الكاذبة” التي يتلقونها من المسؤولين المحليين لإيجاد حلول آنية ومستعجلة لمعضلة "العطش" التي تفاقمت حدتها في ظل ظروف وباء كورونا وحرارة تتجاوز 48 درجة حرارية، أصبحت معها جل الدواوير خاصة المحظوظة منها تنعم بساعة أو ساعتين من الماء الشروب.
وقد رفع المشاركون في هذه الوقفات الاحتجاجية شعارات قوية ضد منتخبي الجماعة، منددين بسياسة التماطل التي يولونها لمشاكل الساكنة والتي لازالت تنتظر منهم إيجاد حلول مستعجلة لها.
وطالب المواطنون الغاضبون بتوفير الماء الصالح للشرب بدون انقطاع بصبيب قوي مع ضرورة تغيير عاجل لشبكته وإصلاحها ضمانا لإيصال الماء للدواوير بدون مشاكل، داعين إلى النظر في الانقطاعات المتتالية للماء وإيجاد حلول جذرية لها وتزويد المنطقة بشبكة التطهير السائل..
ومن أجل الوقوف على حقيقة النقص الحاد في الماء الشروب بهذه المنطقة وأسباب ذلك، انتقلت جريدة" أنفاس بريس" إلى جماعة تينزولين 34 كلم شمال مدينة زاكورة في اتجاه ورزازات، حيث وقفت على غياب هذه المادة في مجموعة من الدواوير.
وعن أسباب هذا الخصاص المهول صرح للجريدة أحد أعضاء المجلس الجماعي لتينزولين (ج.م)، إن الماء الشروب متوفر بالكمية الكافية بالبئر المزود للجماعة بمنطقة " ادار"، إلا أن المشكل يكمن في المضخة التي تضخ الماء والتي هي من الحجم الصغير جدا والتي لا يمكنها توفير الماء الكافي لساكنة تتجاوز6000 نسمة ومئات رؤوس الأغنام، ونتيجة اشتغالها على مدار الساعة، فإنها غالبا تتعطل أو"تحترق" -يقول المستشار الجماعي-.
ومن جهته أكد رئيس الجماعة القروية لتزولين في تصريح لـ"أنفاس بريس"، حقيقة ما وقفت عليه الجريدة من خصاص في الماء الشروب ومدة تواجده، وقد حاول الرئيس إرجاع جزء مهم من أسبابه إلى الفوضى والتسيب الذي تعرفه الشبكة حسب قوله والناتج عن تدبير المجالس الجماعية السابقة، وكذلك قروض بعض المشاريع الفاشلة ، التي لازالت الجماعة تسدد أقساطها لحد الآن، إضافة إلى ضعف الاعتمادات المالية المخصصة للماء بالميزانية.وعدم تفاعل السلطة المحلية بالسرعة اللازمة مع طلبات الجماعة بخصوص الماء، إضافة تعرض نواب الجماعات السلالية على عمليات التعميق للبئرين المزودين للجماعة بالماء الشروب بمنطقة ادار.
وأشار المصدر نفسه، إلى أن من بين الجهود المبذولة حاليا لتجاوز الأزمة تنقية البئر وتوفير العدادات لضبط كمية الاستهلاك ولوازم إصلاح القنوات والشبكة من اجل إيصال الماء للدواوير التي تعاني الخصاص أو تلك المحرومة من الماء .
وللإشارة فإن عامل اقليم زاكورة، ومن أجل البحث عن حلول لازمة الماء الصالح للشرب بجماعة تنزولين، سبق له أن شكل لجنة إقليمية تضم في عضويتها عمالة الإقليم وجماعة تنزولين والسلطات المحلية، كلفت بالبحث الدقيق عن أسباب خصاص الماء الصالح للشرب بهذا التجمع السكاني والحلول الناجعة لعدم تكرار هذه الأزمة.
وحسب محضر اللجنة الذي اطلعت عليه الجريدة فالماء متوفر بالكمية الكافية لضمان الماء الشروب لساكنة الجماعة ككل، إلا أن المشكل يكمن حسب اللجنة في كيفية توزيعه على المستفيدين؟؟؟
ذلك أن الكمية الصادرة انطلاقا من الصهريج والبئر تكفي لسد حاجيات جميع مواطني هذه الجماعة ، إلا أن الأمر يختلف في الميدان مما يؤشر على أن الخلل في التوزيع.وفي السياق ذاته اعتبر المجلس الجماعي لتينزولين توفير المجلس الاقليمي لزاكورة، للماء الشروب لفائدة الساكنة عبر الحاويات المتنقلة تدخلا في شؤونه الداخلية ومحاولة مصادرة اختصاصاتها بدوافع معروفة؟