الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

الدبيش: العثماني أفرغ من فؤاد أم موسى !

الدبيش: العثماني أفرغ من فؤاد أم موسى ! عبد الوهاب الدبيش
كنت دوما أصف اسلاميي المغرب وغيرهم بكونهم، أفرغ من فؤاد امً موسى. وتعليل هذا الوصف أن الله أفرغ عقولهم من المعرفة العقلية كما أفرغ الله قلب امً موسى من حنانها فرمت به في البحر حتى لا يأخذه عدو لله وعدو لها فيقتله.
في بداية تسعينيات القرن الماضي، وقد يكون حدث ذلك قبلها كنت ألاحظ وأنا أستاذ لمادة التاريخ، تواجد سي العثماني بفضاء كلية الاداب بنً مسيك بالبيضاء، وفي ساعات متأخرة من الليل، أي إلى ما بعد انتهاء الأساتذة والإدارة من عملهم بالكلية بعد السادسة. 
وقد قدر لي أن أكون من بين المتأخرين بالكلية، فأرقب صاحبنا مع حاشيةً من الأتباع في مناطق هوامش الكلية في جانب المدرجات الثلاث التي تنتهي إلى الأرض الفارغة من البناء بالكلية. 
بداية الأمر لم أعر الأمر اهتماما، من باب ماشي شغلي، فإن للكليةً عيون  تراقب كل شاذة وفادة من الداخلين والخارجين والممارسين. وقد كنت على رأس من يثيرهم  بتحركاتي المثيرة لهم. 
لكن بعد تعدد زيارات سي العثماني أردت استشارة بعض الزملاء القريبين من أفكاري، فأجابني بأنه طبيب نفساني !!!! وقلت مستدركا على إجابة زميلي، وماذا يفعل طبيب نفساني في ضيافة طلبة شعبة الدراسات الاسلامية؟
فحسب علمي فإن أرقى التخصصات الطبية المؤمنة بدور العقل في أشغالها هي تخصص علم النفس، وكم كانت تغمرني الفرحة وأنا استمع إلى شروحات الطبيب الأستاذ الموساوي، رحمة الله عليه فأترحم عليه وهو حي يرزق لأن إفاداته على القناة الثانية كانت مفيدة جدا وبعيدة عن عوالم الكهنوت .
آنذاك تيقنت أن الرجل الذي كان يؤطر هؤلاء أشباه الطلبة، يقوم بذلك بمعية المثير للجدل أبو زيد المقرئ وآخرين لا مجال لذكر أسمائهم هنا احتراما لمبدأ الزمالة. 
حين أصبح سي العثماني وزيرا للخارجية، تحت رئاسة غير المأسوف على رحيله، أقسمت أن الرجل سيرتكب حماقات في الدبلوماسية ستكون خيباتها على المغرب أكثر وطأة من أي ازمة اخرى، وفعلا صدق حدسي وغاب الرجل بعد أخطاء دبلوماسية لا يرتكبها أبسط الناس المحسوبين على الميدان. 
أما حين أصبح رئيسا للحكومة فقد أقسمت أن البلد في عهد تدبيره سيعرف انتكاسة لن يستطيع بعدها الوقوف على قدميه. 
أخبركم أنكم لن تتمتعوا بمغرب افضل معه ومع من ينتمي الى هيكله فإنهم والله أفرغ وأخوى من قلب أم موسى وهارون وكل أنبياء الدنيا، ولن يستطيعوا أن ياتوا ولو بفكرة تنموية، ولو اجتمعوا على ذلك قبيلا.