السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

سعيد جعفر: هذه هي الوصفة لهزم العدالة والتنمية

سعيد جعفر: هذه هي الوصفة لهزم العدالة والتنمية سعيد جعفر
أحزاب كثيرة اليوم تقدم هدايا مجانية للبيجيدي. نقط ضعف البيجيدي اليوم كثيرة ويجب التركيز عليها وحدها وليس غيرها.
في التدافع مع البيجيدي يجب القيام بحرب عصابات، ملف بملف، و خطأ بخطأ، و سقطة بسقطة.
من يريد أن يجر البيجيدي لمعارك ثقافية أو سياسية من المؤكد أن معطياته عن البيجيدي غير دقيقة أو أن من يقدم له النصائح و التخريجات ضعيف فكريا وناقص خبرة سياسية .
التدافع مع البيجيدي ليس نزوة قد تأتيك في مكتب مكيف، أو في سيارة خدمة. التدافع مع البيجيدي معركة تقنية دقيقة تحتاج فهما عميقا و عميقا جدا لبنية البيجيدي وأماكن خطئه وحدود قراءاته لنتائج مخططاته.
البيجيدي يخطئ في شيئين اثنين، يخطئ أفراده شخصيا وهذه معركة مربوحة، ويخطئ في القرارات التي يفرضها ولاءه الإيديولوجي.
يصح في حق البيجيدي المثل الانجليزي "لا ينصح أن تصارع خنزيرا يفرح هو وتتسخ أنت".
كثيرون اليوم في كل الأحزاب تقريبا يصارعون البيجيدي فيتسخون هم ويخرج هو سعيدا.
آخر أربع نقط خسرها البيجيدي هي:
- فضيحة يتيم وماء العينين
- فضيحة الرميد وأمكراز
- فضيحة رابطة التعليم الخاص
- فضيحة مساندة تركيا تجاريا ضد المغرب.
في هذه المعارك الأربع خسر البيجيدي جزء من الرأي العام وجزء من المتعاطفين. ربما خسر حوالي 150000 صوت من العاطفين. لمن يضبط حسابات التصويت يمكنه أن يعود لتحليل توجهات الرأي العام الذي تعكسه نقط التقاء الناس البسطاء في حوانيت البقالة والمقاهي وأبواب المساجد و السويقات...هؤلاء الذين شكلوا قوة دعم اضافية لمرشحي البيجيدي اليوم يعلنون غضبهم من البيجيدي ليس لقراراتهم في الحكومة.
فقد اتخذوا قرارات أسوأ مع بنكيران وتم إعادة انتخابهم. هؤلاء غاضبون منهم ويتوعدونهم بعدم التصويت عليهم لنفاقهم.
لننتبه لكلمة نفاق فهي مهمة عند شعب محافظ كالمغاربة، فالمغربي له حساسية خاصة من الدين ومن النفاق، ويمكنك أن تمس خبزه اليومي لكن لا يمكنك أن تضحك عليه أو تستغفله.
هذا ما حدث للبيجيدي من خلال سلوكات مرشحه. حتى بنكيران الذي نجح في اقناع البسطاء بأن قرارات التقاعد و المقاصة والكهرباء كانت ضرورية لانقاذ الاقتصاد الوطني لم يستطع اقناع الناس بما صدر عن يتيم و ماء العينين، بل لم يقنع جزء من حزبه.
ورغم أن لجنة الأخلاقيات حاولت إيجاد مخرج للرميد وأمكراز فإنها لم تقنع الرأي العام.
نقطة ضعف البيجيدي هي منطلق قوتهم وهي الخطاب الأخلاقوي وخدمة الملك. يجب التركيز على فضح كذب هاتين الركيزتين وسينهار تبعا لذلك كل البناء.
الذين يهندسون عبر إسقاط البيجيدي بالكاو بمسيرات ولد زروال الثقافية والسياسية والإعلامية لا يعرفون أبدا السياسة. منهم صبيان سياسيون وعمرهم قصير جدا جدا جدا في السياسة، ومنهم من هو فقط يغشى السياسة ولا يعرف منها ألا بضع أبجديات فانتقل مباشرة للتقرير والهندسة فيها.
في عز أزمة تصريحات شباط حول موريتانيا كانت لي معه جلسة بدعوة من مؤسسة علال الفاسي حيث كنا نعد سلسلة ندوات وورشات كخبير في المسألة الدينية.
قلت لشباط، وللإشارة هو رجل آفاقي شجاع، لكنه يعتمد قنوات خاصة لاستجماع معطياته و ما يقوله سياسيا، السيد الرئيس منحنى تصريحاتك ومواقفك فيه منحنيات حادة.
ابتسم كنقابي أكثر منه سياسي قائلا:
المسؤول السياسي غالبا يصرف آراء مختلفة لفريق عمله فتختلف الإيقاعات.
كنت في تلك اللحظة أتخيل وجوها من هذا الفريق، بعضها كان لا زال غرا سياسيا و الصورة غير واضحة له، ومنهم من كانت الحماسة تأخذه أكثر من وقع الكلمات.
رجاء في هذه المرحلة التي تسبق الانتخابات لا تعطوا هدايا للبيجيدي،وعولوا على مستشارين حكماء ورزينون وفاهمين مزيان ذهنية الإسلاميين، وليس مستشارين الصورة مضببة ووردية أمامهم. ما يصدر عن التجمع هذه الأيام تجاه البيجيدي مضحك ومؤلم ومبكي. أحزاب أخرى ترتكب نفس الأخطاء.
 
سعيد جعفر، باحث