الثلاثاء 19 مارس 2024
مجتمع

أحمد بومعيز: كدح أبناء سيدي بوالذهب بآسفي أقوى من "كورونا" بكثير..

أحمد بومعيز: كدح أبناء سيدي بوالذهب بآسفي أقوى من "كورونا" بكثير.. أحمد بومعيز يكشف عن بوابات الكدح بأسفي في زمن كورونا

نعم. آسفي مدينة صامدة. آسفي مناضلة. مدينة آسفي مهمشة. واسألوا أهل سيدي بو الذهب إن كنتم فاعلين.

 

آسفي تشهد على الحصة الوطنية في التهميش كاملة وغير منقوصة. آسفي عاشته وعايشته. وإن أهل عبدة للذاكرة لحافظين.

 

وأما أمر "كورونا" وبأسها فليس بالجديد على آسفي. فهي الخبيرة بمكر الوباء والبأس والتاريخ.

 

في البداية، بداية الجائحة. صمدت آسفي وأهلها أكثر من اللازم. وهي تعرف بالتجربة أن الوباء يتربص بها أكثر من غيرها. حتى أن أبناءها الفقراء صنعوا يومها بوابات من دخلها صار معقما. لكن المصالح المختصة رأت أن البوابات تخالف البروتكول الرسمي للتعقيم الرسمي. فألغي ولوج بوابات تعقيم القرب ذات الصنع المحلي، وفتحت بوابات أخرى للإصابة بالعدوى الجماعية والجمعية.

 

إنها بوابات الكدح يا رفيقي. إنها بوابات المعامل يا رفيقي. فيا رفيقي البروليتارية هنا. وهنا آسفي. وآسفي للبروليتاريين والبروليتاريات. ومن زعم غير ذلك فهو كاذب وخائن لكل مبادئ الرفاقية. ومتنكر لكل أحلام العمال والعاملات الجميلات والفقيرات.

 

وكورونا لا تحب العاملات ولا تحب الفقراء ولا تحب الكادحات ولا تحب الكادحين. والباطرونات وأرباب المعامل لا تعنيهم حكاية الفقر وعلاقته بكورونا. الباطرون يهمه الربح فقط حتى بدون تجديد قوة العمل. الشوماج والفقر والحاجة توفر الفائض في طلب الكدح المبين. الباطرون "يلهف على طول". وللعمال وللفقراء وللكادحين الجائحة والمحنة. ولهم كورونا كلها، وبكل الأرقام والأعداد التي تريد. وملء شدق البراحة والمعلنين.

 

وهناك، على شاشات التلفزة الرسمية. بعض المذيعين يتباهون ويذكرون الشعب بإنجازات وصولات وجولات الحكومة إبان الحجر على المواطن الفقير لما كانت كورونا منشغلة بسكان الحي الغربي. ويعلنون في السر إطلاق سراح الفقر وسلطة وقسوة الباطرون وكورونا.

 

فلا تقلقوا، ولا تهتموا كثيرا، ولا تتعبوا في تعديل خطاب الاستراتيجية والتباهي. وحتى إغلاق حدود المدينة والأحياء لن تلغي الفقر والمرض، وتنكر الباطرون، وشجع "الكبانية". فآسفي ستخرج من كورونا أكثر صمودا وأشد فقرا مما كانت. وسيتباهى المذيع الأنيق باسم الحكومة على قدرة الفقراء والكادحين على قهر الجائحة بالكدح أكثر. والضامن سيدي بوالذهب.