لم نعثر على مصطلح الحجر الصحي ضمن مقتضيات المرسوم رقم 406.20.2 المتعلق بتمديد سريان مفعول حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب الوطني لمدة شهر؛ وإنما نجد تخفيف إجراءات/ تدابير حالة الطوارئ. مما خلق ارتباكا لدى فئة كبيرة بالمجتمع حول الفرق بين مفهوم حالة الطوارئ الصحية ومفهوم الحجر الصحي. نقول بأن هذا الأخير ما هو إلا إجراء/ تدبير يهدف إلى احتواء الفيروس يخضع له الأشخاص الذين تعرضوا لمرض معد، وذلك ببقائهم في المناطق التي ظهر بها الفيروس إما داخل منازلهم أو في أماكن تحددها السلطات العمومية لهم. أما حالة الطوارئ الصحية فهي إطار عام يتم من خلاله اتخاذ مجموعة من التدابير لحفظ الصحة العامة للمجتمع، من بينها إجراء الحجر الصحي، وارتداء الكمامة، التباعد الاجتماعي، منع التنقل بين المدن، منع التجمعات في المقاهي والأعراس، إلغاء التظاهرات... إلخ، بقصد محاربة فيروس كورنا كوفيد19.

إن حالة الطوارئ الصحية تعد تدبيرا احترازيا لحالة استثنائية تشكل خطرا على الصحة العامة للمواطنات والمواطنين المغاربة، يتخذ من قبل السلطات العمومية الموكول لها الحفاظ على سلامة السكان. كما أن حالة الطوارئ الصحية تعتبر وضعا قانونيا ضروريا يتعلق بتأطير الحالة الصحية الناتجة عن ظهور مرض معد. يتيح للدولة الأدوات اللازمة لمواجهة الوباء؛ حيث صادق مجلس الحكومة يوم الثلاثاء 9 يونيو 2020 على مرسوم تمديد سريان مفعول حالة الطوارئ الصحية لمدة شهر. ونص البلاغ المشترك بين وزارة الداخلية ووزارة الصحة على الانتقال التدريجي، في إطار مخطط التخفيف من تدابير الحجر الصحي، من مرحلة إلى أخرى، سيخضع مسبقا لعملية تقييم الإجراءات الواجب تنفيذها والشروط اللازم توفرها على مستوى كل عمالة أو إقليم، وذلك من طرف لجان اليقظة والتتبع، يترأسها السادة الولاة والعمال.

وقصد محاصرة الوباء والحفاظ على حقوق المواطنين تم في هذا الاتجاه تقسيم المغرب إلى فئتين/منطقتين منطقة 1 ومنطقة 2، حسب تطور الحالة الوبائية. ففي المنطقة الأولى تم إسقاط ورقة/ رخصة التنقل الاستثنائية وتم الاكتفاء بالإدلاء بالبطاقة الوطنية التي تتبث هوية الشخص المنتمي لهذه المنطقة. يمكن الحديث بهذه الأقاليم عن حالة الطوارئ الصحية بدون حجر صحي إلزامي. أما سكان أقاليم المنطقة 2 فهم ملزمون بالإدلاء بورقة/ رخصة التنقل الاستثنائية الخاصة بالتطبيب أو العمل...إلخ. مع إغلاق المتاجر على الساعة 8 مساء. أما بخصوص تخفيف الحجر الصحي، فالأمر هنا يشير إلى إطلاق حركة الاقتصاد كالصناعة والتجارة والصناعة التقليدية والمهن الحرة وفتح الأسواق الأسبوعية...إلخ، مع استثناء فتح المطاعم والمقاهي في عين المكان والحمامات والمسرح ودور السينما وأماكن التجمعات.

- سعيد شكاك، باحث في السياسة العمومية