عرفت العلاقة بين مؤسسات التعليم الخصوصي والأسر بمراكش توترا كبيرا، مدا وجزرا بسبب الخلاف حول مصاريف التمدرس عن الأشهر الثلاثة الأخيرة بعد توقف الدروس الحضورية منذ 16 مارس الماضي ،ففي الوقت الذي حسمت بعض المؤسسات الأمر بإصدار بلاغات امتصت غضب الأسر، مازالت العديد من المؤسسات تتشبث باستخلاص هذه المصاريف كاملة، في الوقت الذي يطالب مجموعة من الأمهات والآباء بإعفاء كلي أو جزئي.
وقد تأجج هذا الخلاف وتأسست تنسيقيات عن بعد عبر وسائل التواصل الفوري ، صاغت ملفات مطلبية تطالب بتقويم فعلي لكلفة التعليم عن بعد التي قدمتها هذه المؤسسات،كما نم تنظيم وقفات احتجاجية أمام بعض مؤسسات التعليم الخصوصي، والتلويح بمغادرات جماعية لأبنائهم نحو مؤسسات التعليم العمومي.
وفي محاولة لرأب الصدع نظمت الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش آسفي لقاء بتاريخ 8 يونيو الجاري بين ممثلي هذه المؤسسات وممثليجمعيات الأمهات والآباء ،بمقر الاكاديمية ترأسه مدير الاكاديمية ، وبحضور المديرين الإقليميين لأقاليم مراكش والرحامنة والصويرة ، اللقاء الذي امتد لساعات ،تم تتويجه ببلاغ مشترك ، وقعت عليه الأطراف الحاضرة ليكون خارطة طريق لحل الخلافات العالقة بسبب هذا المشكل الذي ينذر بأزمة تربوية جوهرية ،قد تمتد تداعياتها على الدخول المدرسي المقبل.
وأشار البلاغ إلى ضرورة جعل مصلحة التلميذ فوق كل اعتبار وعدم الزج به في أي خلاف ،مع الحرص على ضمان الاستمرارية البيداغوجية وإتمام جميع العمليات المرتبطة بنهاية الموسم الدراسية،والحفاظ على المقعد الدراسي لكل تلميذ بمؤسسته الخصوصية ،برسم الموسم الدراسي المقبل ،إلى جانب الإعفاء الكلي من مستحقات خدمات النقل المدرسي والإطعام منذ توقف الدراسة الحضورية.
واتفق الطرفان أيضا على أن تتعامل المؤسسات الخصوصية بكل مرونة مع الأسر التي تأثرت وضعيتها المادية جراء تداعيات الوباء، بفقدان معيلها لشغلهم ،إما بالإعفاء الكلي أو الجزئي أو جدولة الأداء كل حسب حالته .
كما نص البلاغ الذي توج أشغال هذا اللقاء إلى العمل بمنطق التضامن والتواصل الدائم بين الأسرة والمؤسسة الخصوصية ،وحل جميع القضايا الخلافية إقليميا ومحليا عن طريق الحوار بين المؤسسة الخصوصية والأسر بوساطة ممثلي جمعيات أمهات وآباء وأولياء أمور التلاميذ .