الخميس 18 إبريل 2024
فن وثقافة

الدكتور تدمري: في بعض مظاهر ما بعد كورونا.. مزيدا من التسول ومزيدا من التدنيس للكرامة الإنسانية

الدكتور تدمري: في بعض مظاهر ما بعد كورونا.. مزيدا من التسول ومزيدا من التدنيس للكرامة الإنسانية تدمري عبد الوهاب
في زمن الكوارث عند الشعوب المتقدمة لا يوجد شيء اسمه المساعدات الإنسانية بل تكون فيه الدولة مسؤولة أمام مواطنيها في تقديم الدعم بما لا يتعارض والانتقاص من كرامتهم .
أما عند شعوب دول العالم الثالث فتغيب مسؤولية الدولة وتصبح المساعدات الإنسانية عامل قهر و تدنيس للكرامة ، تزداد معها الاتكالية لدى فئات واسعة من هذه المجتمعات لتتحول إلى فئات تمتهن التسول . وتزداد الانتهازية لدى فئات أخرى تعمل على استغلال ظروف الأزمة لصالحها .
ويزداد كذلك أعداد المتسولين النشطين، كما تحدث تحولات في مسلكيات هذه الفئات إذ تصبح أكثر عدوانية وأكثر جرأة .وهو ما بدأنا نلاحظه في الآونة الأخيرة في مجتمعنا المغربي علاقة بأزمة كورونا .
إذ أصبحنا نشاهد متسولين يحتلون الأرصفة وأيديهم ممدودة طلبا للمساعدة أو الصدقات بل و يعترضون طرق السيارات بعد أن امتلأت بهم مفترق الطرقات و أماكن أضواء الإشارة والأسواق ناهيك عن الأعداد الكبيرة للمتسولين السلبيين القابعين في منازلهم في انتظار قفة أو دعم مادي هزيل .
إن ما بعد كورونا سوف لن يكون كما قبله بل سنكون قد هيئنا فئات جديدة تمتهن التسول بكل إشكاله ليس فقط علاقة بظروف الأزمة الاقتصادية التي ستزداد حدتها بل بما تزرعه الدولة من معاملات حاطة بالكرامة حتى وأن أخذت طابعا دينيا ستؤدي بالضرورة إلى تحول في سلوكات فئات واسعة من المجتمع وستزداد ظاهرة التسول التي لا يمكن إيعازها فقط إلى الحاجة والفقر بل إلى التدنيس المستمر والمنهج للكرامة الإنسانية .
وخير دليل على ذلك هو وجود مجتمعات فقيرة بإمكانيات اقتصادية ضعيفة لكنها لا تفرط في ذرة من الكرامة وتحمل في ثقافاتها مقومات عزة النفس والمقاومة.
د.تدمري عبد الوهاب