الجمعة 26 إبريل 2024
مجتمع

سيداتي السلامي.. رحيل أول إذاعي التحق براديو العيون

سيداتي السلامي.. رحيل أول إذاعي التحق براديو العيون الراحل سيداتي السلامي

حزن شديد خيم على رفاق سيداتي السلامي، العالم والشاعر والإذاعي، المنحدر من الأقاليم الصحراوية، إذ شكلت وفاته يوم السبت 9 ماي 2020، بإحدى مصحات أكادير، خسارة كبيرة للثقافة الحسانية، حيث كان خزانة متنقلة امتدت لموريتانيا..

 

هو العالم والفقيه سيداتي ابن السلامي ابن لحبيب ابن المصطفى ابن السيد ابن عبد الوهاب وأمه تفرح منت الشيخ الولي وابن الشيخ ماء العينين. ولد سنة1941 بمنطقة نكجير، كف بصره في السنة الثانية من عمره لكن الله عوضه ببصيرة حادة.

 

نشأ وترعرع في إقليم وادي الذهب بتيرس خصوصا، وحفظ القرآن الكريم وهو ابن 12 سنة على يد علماء وشيوخ أجلاء منهم محمد البيرة ومحمد فية البركة بن خطري ومصطفي ول صنيبة ومحمدو ومحمد حمنا ول ماء العينين ومحمد عبد الله التيدراريني وأجازه في القرآن الشيخ محمد لمام ول الشيخ ماء العينين وماء العينين العتيق واحمد فال ول بيمين والسعد ول الشيخ حسنا ومحمد ول عبد الله الغلاوي وغيرهم. ثم درس النحو والفقه والأدب واللغة والتاريخ والفلسفة الاسلامية على يد علماء وأساتذة منهم أحمد حبيب الله ولد بوه ولعبدة ول بيمين وماء العينين يحجبو وغيرهم .

 

كان رحمه الله يعتبر من أكبر شعراء المنطقة، وله إنتاجات شعرية وجمع ديوانا من ثمانية عشر جزء استمر في جمعه لأكثر من ثلاث وعشرين سنة وضاع سنة 1987 على إثر الاعتقال التعسفي آنذاك مع ما ضاع من أشرطة ومخطوطات تاريخية اخرى تعني المنطقة وتراثها وتاريخها.

 

وفي سنة 1956م انخرط في جيش التحرير، وقاوم المستعمر، وعلى إثرها عانى من عاهات مستديمة صاحبته في حياته الاجتماعية والعملية، إلى أن التحق بالرفيق الأعلى.

 

عمل في التجارة مند بلوغه سن الرشد الى أن التحق بإذاعة العيون سنة 1962 فاشتغل منسقا للقسم الحساني والديني والأدبي وهو في سن العشرينيات، وفي سنة 1972م ساهم في أول برنامج تلفزي في لاس بالماس وحاز على اثرها جائزة وشهادة تقديرية سلمت له من طرف الحاكم الاسباني فرانشيسكو فرانكو لهدا السبب تعتبر هذه الشهادة من الدرجة الثانية في مملكة إسبانيا في سباق البرامج المحلي والدولي .

 

وشارك، قيد حياته، في عدد كبير من الملتقيات والمؤتمرات على الصعيدين الإقليمي والوطني والدولي وله شواهد تقديرية وشرفية. ويعتبر من أهم أعضاء منظمات المكفوفين كمنظمة المكفوفين الاسبانية، وشغل سنة 1982 منصب عضو في المجلس العلمي بالعيون وفي سنة 1986 عين شيخا قرويا، قبل تجريده من هاته المناصب سنة 1987 على إثر الاعتقال التعسفي.

 

له انتاجات وبرامج ثقافية وأدبية، سواء الإذاعة أوالتلفزة المحليتين؛ وله إسهامات في مجال الأدب والتراث الحساني الخاص بالباحثين المتخصصين في هذا المجال.