الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد القدسي: الموسم الدراسي مازال قابلا للتدارك إذا لم يحدث ما لم يكن في الحسبان

محمد القدسي: الموسم الدراسي مازال قابلا للتدارك إذا لم يحدث ما لم يكن في الحسبان محمد القدسي

بالرغم من الظروف الحرجة التي يمر بها المغرب في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وضمنها المدرسة العمومية والمنظومة التربوية، نتيجة جائحة كورونا، فإن ما يروج له حول السنة البيضاء وضياع الموسم الدراسي من المستبعد جدا (إذا لم يمدد الحجر الصحي مرة ثالثة)، خصوصا وأن نسبة كبيرة من المقررات الدراسية في جميع المستويات قد أنجزت بنسب ما بين (65 و75 بالمئة).

 

هذا إذا أضفنا أن الشغيلة بمختلف فئاتها ومهامها من أطر تربوية وإدارية وتقنيين يقومون بمجهودات جبارة عبر مختلف قنوات التواصل الاجتماعي من واتساب وفيسبوك ويوتوب؛ وكذا عبر المنصات التي خلقتها الوزارة:teams  الأقسام الافتراضية ومنصة timidtice، زد على ذلك القنوات التلفزية التي تنقل الدروس والتمارين للتلاميذ، وغيرها من المجهودات التي يقوم بها الأستاذات والأساتذة في سبيل البقاء في تواصل تربوي وبيداغوجي تعليمي مع تلامذتهم.. كما لا ننسى أسر كل التلاميذ والتلميذات ودعمهم نفسيا، ونشر الاطمئنان في الأوساط الأسرية والعائلية، مما جعل المدرسة تدخل إلى مختلف البيوت المغربية، وجعل التعليم يحتل الواجهة إلى جانب المنظومة الصحية؛ وهو المعطى الذي يفرض على المسؤولين جعلهما أوليتين حقيقيتين وفعليتين..

 

وبالمناسبة لا يسعني إلا أن أشد بحرارة على أيدي الأستاذات والأساتذة وسائر الأطر التربوية والإدارية والتقنية الذين يبذلون جهودا جبارة ويعبرون دوما على استعدادهم التام من أجل انقاد الموسم الدراسي، رغم الإكراهات والصعوبات.

 

أما في ما يخص التعليم عن بعد، فإنه رغم الإكراهات والصعوبات المحيطة به من حيث قلة الوسائل والإمكانيات والفقر والحاجة التي تعاني منها الكثير من الأسر المغربية، وكذا النقص الحاصل في العتاد واللوجيستيك والوسائل البيداغوجية، من حيث قلة التكوينات وإعادة التكوين لغالبية الأطر التربوية والإدارية؛ فإن هذه الأخيرة وبفضل تضحياتنا الجسام المعهودة فيها؛ استطاعت أن تعوض جزءا كبيرا من الدروس التي كانت ستذهب سدى لولاها تدخلات الجميع: مدرسات ومدرسين ومديرات ومديرين وكل الأطر الإدارية والتقنية؛ وكذا مركزيا من قبل الوزارة ومختلف مصالحها الخارجية في الأكاديميات الجهوية والمديرات الإقليمية التابعة لها .

 

ولا ننسى أن التعليم عن بعد مهما كان متطورا لا يمكنه أن يعوض التعليم الحضوري؛ كما أنه يكرس عدم تكافؤ الفرص بين التلاميذ والتلميذات على اعتبار أن الطبقات الاجتماعية الأكثر هشاشة لا يمكنها أن توفر لأبنائها مختلف وسائل وظروف التعليم والتعلم المتوفرة لدى باقي الطبقات، وهذا ما نطالب به من ضرورة الاهتمام أكثر بالمدرسة العمومية وجعلها من الأولويات، فالمدرسة لا يجب أن تخضع لمنطق السوق: العرض والطلب.

 

وعلى أية حال فليس المجال الآن لتقديم الانتقادات وإنما يجب أن ينضبط الكل للتعليمات التي تحافظ على مختلف توجيهات الإبقاء على الحجر الصحي...

 

أما في ما يخص السيناريوهات الممكنة لإنقاذ الموسم الدراسي، فأعتقد أن مختلف المعنيين بالمدرسة العمومية من مسؤولين مركزيين وجهويين وإقليميين ومحليين؛ وأساتذة وتلاميذ؛ وكل عناصر المجتمع المدرسي وأصدقاء المدرسة وشركائها من جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ ونقابات، لا أحد من هذه الأطراف يريد -أو يتمنى حتى-  ضياع الموسم الدراسي.

 

وأمام إبداء الاستعداد وتقديم مزيد من التضحيات من قبل الشغيلة التعليمية بمختلف أطرها وفئاتها ومهامها؛ وخاصة الأستاذات والأساتذة، فإننا مستعدين جميعا تدارك الأمر بتقديم دروس الدعم والتقوية للتلاميذ وتعويضهم عما ضاع من الزمن المدرسي.

 

كما يمكن تأخير السنة الدراسية بمدة معينة قد تصل إلى شهر أو شهر ونص، وتأخير الدخول المدرسي إلى ما بعد منتصف شهر شتنبر. وأؤكد مرة أخرى أن الموسم الدراسي لازال قابلا للتدارك اذا لم يحدث ما لم يكن في الحسبان.

 

- محمد القدسي، رئيس الجمعية الوطنية لمديرات ومديري الثانويات العمومية بالمغرب