الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

العماري: نقوم بجامعة سطات بتطوير المنتجات التقنية للحد من تفشي الوباء

العماري: نقوم بجامعة سطات بتطوير المنتجات التقنية للحد من تفشي الوباء الباحث حميد العماري في صورة لخلفية كورونية

يرى الباحث حميد العماري، رئيس "مركز الابتكار والطاقات المتجددة، البيئة والتنمية" بكلية العلوم والتقنيات بجامعة الحسن الأول بسطات، بأن الوضع في المغرب ناجح في احتوائه لجائحة كورونا، بفضل التدابير المتخذة. موضحا، في حوار خص به "أنفاس بريس"، أن جامعة الحسن الأول ومركز الابتكار بسطات، يقومان بتطوير العديد من المنتجات التقنية للحد من  تفشي هذا الوباء.

 

+ كيف تقرأ الإجراءات المتخذة في إطار محاربة وباء كورونا؟

- وباء فيروس كورونا (الفيروس التاجي) هو صدمة ألمت بالأرض قاطبة، على الرغم من التأخير النسبي الذي عرفه انتشاره من دولة إلى أخرى؛ إلا أنه أصبح يربك الدول العظمى منها، كالولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية. وتعد الصين البؤرة الأولى ومهدا لهذا الوباء الذي ظهر في مدينة ووهان في ديسمبر 2019، لينتقل بعد ذلك إلى دول عدة، إلى أن وصل إلى المغرب. وللحد من هذا الوباء، يتعين اتخاذ العديد من حالات الطوارئ في الوقت المناسب لتجنب أي انتشار سريع للوباء. لذا فالمغرب، رغم إمكانياته المحدودة، يعد من بين الأوائل في العالم الذي كانت لديه الجرأة والشجاعة الكبيرتين في اتخاذ قرارات حكيمة ومتتالية مبكرا إجراءات استباقية على الرغم من تأثيرها الكبير على جميع الأصعدة والمستويات، سواء الاقتصادية منها والاجتماعية.. وهكذا أغلق المغرب جميع حدوده سواء أكانت برية أو بحرية أو جوية؛ إلا أنه، ولنجاحها، يجب على جميع فئات المجتمع أن تنخرط جسدا واحدا بشكل جدي للتصدي لهذه الجائحة.... لا مجال للعبث إذا، فالمغرب عازم بحول الله وعونه على أن يضع حدا لانتشار هذا الفيروس المستجد.

هذا القرار الأول، والذي كانت تتبعه قرارات أخرى كما سوف نرى، مكنه من الحد من الوباء الآتي من خارج الوطن، ليتم بعد ذلك تضافر الجهود والتركيز على كيفية حصاره والحد منه، خصوصا الناجم عن وصول بعض الأشخاص المصابة إلى الأراضي المغربية قبل أن تغلق الحدود؛ وذلك إما عن طريق السياحة أو عن طريق عودة المغاربة المقيمين أو الآتون من الخارج، خاصة من الدول الأوروبية.

الإجراء الرئيسي الثاني الذي اتخذه المغرب، هو إيقاف الدروس الحضورية في الأقسام، والذي عُمِّم على جميع المستويات الأكاديمية والجامعية العامة والخاصة، واستبدالها بدروس عن بعد عبر الأنترنيت، بدأت فورا عند توقف الدروس الحضورية.

تَمً اتخاذ جميع هذه الإجراءات والقرارات، وإعدادها مع أخرى آتية بعدها بالتوالي وتطبيقها تباعا ووفقا لانتشار الوباء، بحيث يتم احتواءه في أقرب وقت ممكن ودون أن يؤدّي ذلك لأي نوع من الهلع للساكنة من حيث الضروريات من المؤن والسلع الأساسية وتجنب أي نوع من نقصانها ولو على الفور.

العديد من حملات التوعية الإعلامية -السمعية منها والبصرية وعبر الإنترنت) تستمر في البث في هذا الاتجاه لتشجيع جميع المغاربة للتحلي بالصبر والعمل بالقوانين الجاري بها العمل للحد من انتشار هذا الفيروس التاجي. ووضعت تحت تصرف المواطنين عدة أرقام هاتفية للتواصل عند الحاجة مع جميع الجهات المسؤولة حول جل حالات الطوارئ وأخذ المعلومات اللازمة منها حول كل ما يتعلق بهذا الوباء.

بعد كل هذا اتُخِذت تدابير أخرى بنفس القدر من الأهمية والمسؤولية، خاصة تلك التي تهم البؤر التجارية، الصناعية والعائلية؛ إنه الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي مع إلزامية ارتداء أقنعة واقية لجميع الأشخاص الذين يضطرون إلى الخروج، سواء للعمل أو لقضاء حاجياتهم من اقتناء مؤن أو أدوية وغيرها مع تقديم تصاريح الخروج المؤقتة. ولتزويد المواطنين بالقدر الكافي من هاته الكمامات الواقية، بات المغرب ينتج أزيد من خمس ملايين كمامة يوميا ما قد يمكنه من تصدير الفائض منها.

 

+ إلى أي حد كانت التدابير الاحترازية المتخذة ناجعة، خاصة بعد تمديد فترة الطوارئ الصحية؟

- حسب العديد من الخبراء، الوضع في المغرب هو في احتواء ناجح، كما يبينه المنحنى التالي: مدى فعالية قرار استعمال الكلوروكين كمادة أولية مع مصاحبتها بأدوية أخرى. ونظرا لأهميتها، فقد تم اقتناء هذه المادة الأولية كليا، وعلى الفور، من المصانع الموجودة في مدينة الدار البيضاء. استعمال هذا الدواء قد أعطى نتائج جد إيجابية خلال بضعة أيام، حيث أن عدد حالات الشفاء أصبح يناهز ضعف عدد الأموات رحمة الله عليهم.

يمكننا القول بأن المغرب وبحول الله وعونه هو بصدد السيطرة على الوضع الصحي والوبائي الجائحة كوفيد19 بطريقة فعالة وناجعة كما تظهره وتيرة المنحنى السابق الذكر، ولِمَ لا وقد اتسعت دائرة التحاليل المخبرية إلى ست من المستشفيات الجهوية المغربية زيادة على مراكز الفحص المخبري الأولى واستخدام الأدوية اللازمة لشفاء المصابين.

 

+ ما هي مساهمات جامعة الحسن الأول بسطات في البحث العلمي والابتكار لمواجهة هذه الجائحة؟

- من حيث الابتكار والبحث العلمي، تقوم جامعة الحسن الأول ومركز الابتكار بسطات، بمنأى عن الجامعات والمؤسسات المغربية الأخرى، بتطوير العديد من المنتجات التقنية للحد من تفشي هذا الوباء، ونخص بالذكر: وحدات التنفس الاصطناعي؛ أقنعة طبية عادية وأخرى ذكية؛ منتجات تكنولوجية معقمة محافظة للبيئة...

مركز الابتكار والبحث بسطات في طريقه لتجهيز نفسه بمعدات محددة للغاية، ونحن بصدد تلقيها واقتنائها أسبوعا بعد أسبوع للمضي قدما، وقريبا جدا إن شاء الله، في إنتاج نوعين إلى ثلاثة أنواع من الأقنعة، عادية كانت أو ذكية مخصصة للعاملين في المجال الصحي أو جمهور أوسع. أذكر أن جامعة الحسن الأول فازت للتو بجائزة في مسابقة عالمية تنظمها مدرسة البوليتكنيك في فرنسا.

لدينا أيضا إمكانية تنفيذ مشروع وحدة تنفس اصطناعي قد تمت دراستها من قبل في جامعتنا، لكنها تنتظر حتى يتم اقتناء معدات إضافية لبدء تطوير هاته المنتجات محليا. فيما يتعلق بالمنتجات المعقمة، فقد قدّمنا يومه الجمعة الماضي 10 أبريل 2020 ملف دعم بشراكة مع شركة مغربية تصميم وإنتاج منتجات معقمة تحترم البيئة ودون استخدام مواد كيماوية؛ وقبل نهاية هذا الشهر سيتم إيداع ملف آخر لدى المركز الوطني للبحث العلمي والتكنولوجي التابع لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي.

وأود أن أتوجه بالشكر إلى جميع الأطر والأطقم الطبية والتمريضية ورجال الأمن والوقاية المدنية وكذا عمال النظافة وغيرهم من الأشخاص والأفراد ومختلف الموظفين لجميع القطاعات الأخرى والموجودة على الخطوط الأمامية والأساسية التي تواجه هذا الوباء. كما لا يمكنني أن أنسى طلابنا وتلامذتنا الأعزاء وأطفال المدارس العمومية منها والخصوصية وجميع أعضاء هيئة التدريس على جميع الجهود المبذولة حتى يتناغم العلم مع الحياة اليومية التي نعيشها في هاته الظروف مع الحجر الصحي، وفتح فرصة للجميع لتعلم العلوم بجميع أنواعها، واستغلال الوقت المتاح بشكل أفضل من خلال اعتماد استعمال زمني معقول تخصيص أوقات للدراسة عن بعد وللمراجعة، وأوقات أخرى للقراءة والترفيه وممارسة بعض التمارين الرياضية.

بتظافر جهود الجميع، وأكررها، وباحترام القوانين الجاري بها العمل، سوف نتمكن بحول الله وعونه من الخروج من هاته الأزمة بأقل ضرر وأقل تكلفة. وكذلك لا ننسى أن نساند الدولة المغربية، حيث إننا بدعمنا لها، نحمي وطننا وأنفسنا. وختاما ''نبقاو في الدار - ربّ ضارة نافعة"...