الأربعاء 24 إبريل 2024
مجتمع

منعم وحتي : جريمة ضد الإنسانية تستهدف طالبات الحي الجامعي في زمن كورونا

منعم وحتي :  جريمة ضد الإنسانية تستهدف طالبات الحي الجامعي في زمن كورونا منعم وحتي، ومشهد لطالبات بحي جامعي
الأحياء الجامعية، تكون عادة الملجأ الأخير لعدد من الأسر المغربية، من أجل وضع بناتهم وأبنائهم بمكان فيه حدود دنيا للأمن، وبثمن يمكن أن يساير ولو بصعوبة، وضعهم المعيشي المتدني أو المتوسط.. 
تلقيت اتصالا من عدة طالبات بالحي الجامعي "بيت المعرفة" في مدينة العرفان بالرباط، والذي تم بناؤه بالشراكة مع جامعة محمد الخامس أكدال ووزارة الاقتصاد والمالية عبر مديرية ممتلكات الدولة، وبدأت الخدمة فيه منذ 2007، والاتصال كان بمثابة شكاية مفادها أن إدارة الحي الجامعي راسلتهم لإجبارهم على الأداء الإجباري لأقساطهم السكنية، وإلا ستترتب غرامات مالية على الطلبة، في حالة عدم سداد هاته المبالغ. 
إنها جريمة ضد الإنسانية بكل المقاييس، في حق شريحة هشة في طور الدراسة، وبظروف وبائية صعبة جدا.. وللتذكير فالطلبة غادروا الحي الجامعي منذ منتصف مارس 2020، وتوقفت الاستفادة من السكن والخدمات، بسبب توقف الدراسة التي تتم عن بعد وفي ظروف مزرية جدا.. ولا زالت أغراض الطلبة رهينة في غرفهم بالحي الجامعي، نظرا لسرعة تنفيذ قرار الحجر الصحي..
فإذا كان بناء الحي الجامعي تم على أراضي أملاك الدولة وتمويلها، وهناك معلومات كون صندوق الإيداع والتدبير CDG قد تبرع ب 8000 سرير لهذا الحي الجامعي، فإن تفويض هذا التدبير لخواص يمصون دماء الطلبة في عز الأزمة.. انتهاك صارخ لأحقية الطلبة في ظروف أنسب للدراسة، دون ضغط متوحش لتكريس أرباح الرأسمال.
إن الطلبة هم خميرة المستقبل، وتركهم بهاته الطريقة اللاأخلاقية عرضة لنهش لحومهم وسلخ جلود أسرهم من طرف سماسرة السكن، تصرف غير مقبول في زمن كورونا الأسود والذي يزيده الجشع سواداً آخر. 
ولمزيد من المعلومات، فإنه يقطن بهذا الحي الجامعي، طالبات وطلبة من مختلف التخصصات الطبية، من صيدلة وطب وطب الأسنان، مع بقية الشعب الهندسية..
فهل هذا تعامل حضاري مع هاته التخصصات الحساسة التي نشكوا قلتها والعوز في مجالاتها بهذا الزمان الوبائي الأغبر.. 
على الدولة تحمل مسؤولياتها بشكل مستعجل، وهاته الفئة أولوية..