الجمعة 19 إبريل 2024
اقتصاد

دليلة الأوديي: الحاجة إلى البحث العلمي للحفاظ على الأمن الوطني والصحي والاقتصادي..

دليلة الأوديي: الحاجة إلى البحث العلمي للحفاظ على الأمن الوطني والصحي والاقتصادي.. دليلة الأوديي

أكدت، د. دليلة الأوديي، أستاذة التعليم العالي، علوم وتقنيات البيئة، بجامعة الحسن الثاني الدار البيضاء، أن البحث العلمي أصبح ضرورة ملحة ليس فقط من أجل الإقلاع الاقتصادي والتنمية، بل بات مرتبطا بالحفاظ على الأمن الوطني، وهذا ما لمسناه خلال جائحة  "كورونا".  مضيفة أنه حان الوقت للانتباه إلى دور البحث العلمي وإيلائه المكانة المستحقة في سياسات بلادنا، وتقدير القيمة العلمية للكفاءات المغربية داخل وخارج بلادنا.

 

+ كيف ترين هيكلة ودور البحث العلمي بالمغرب؟

- دور البحث العلمي في أي بلد بمثابة قاطرة للتنمية وتقدمه في جميع القطاعات، البحث العلمي أو براءة الاختراع يمكن من تطور الاقتصاد، ويدفع الى الامام قطاع الصناعة أو الطب أو الفلاحة أو أي قطاع في المجال الاقتصادي والاجتماعي، هذا من جهة.

على مستوى هيكلة البحث العلمي في المغرب، تتوفر بلادنا على 12 جامعة عمومية بمختبراتها مؤهلة قانونيا لإنجاز البحث العلمي، إضافة إلى جامعات خاصة توجهت بدورها للبحث العلمي. وما يزيد عن حوالي 126 مؤسسة غير تابعة للجامعة، تسيرها الوزارة الوصية، البعض منها يقوم بالبحث العلمي كمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، المدرسة الحسنية للأشغال العمومية.. وهذه أمثلة لمؤسسات تقوم بالبحث العلمي وغير تابعة للجامعة.

 

+ هل ينبغي مراجعة الميزانية المرصودة للبحث العلمي ببلادنا؟

- عندما نفحص الميزانية التي تخصصها الدولة للبحث العلمي نجد أنها لا تتجاوز 0.8 في المائة من الناتج الداخلي الخام. وهي نسبة هزيلة وهزيلة جدا بالنسبة لبلد يجب أن تعطى فيه المكانة اللائقة للبحث العلمي للقيام بدوره في التنمية.

دور البحث العلمي في هذه الظرفية هو السبيل لإيجاد حلول ملائمة للمشاكل الوطنية والمحلية التي يعاني منها كل بلد. إذا أخذنا الكوارث الطبيعية مثلا فهي تختلف بين المغرب والهند أو الولايات المتحدة الأمريكية. نعاني من الجفاف والزلازل في حين بلدان أخرى تعاني من الفيضانات والبراكين، فكل بلد له خصوصياته. إذن فالبحث العلمي الوطني هو الكفيل بإيجاد حلول وأجوبة.

وفي هذا السياق، أحيي مبادرة محمودة قامت بها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عبر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني بإطلاق برنامج دعم البحث العلمي متعدد التخصصات في المجالات ذات الصلة بجائحة "كوفيد-19" (خصص له غلاف مالي بحوالي عشرة ملايين درهم)، سواء على المستوى الصحي او التقني وتأثير هذه الجائحة على المستوى الاقتصادي..

البحث العلمي أصبح ضرورة ملحة ليس فقط من أجل الإقلاع الاقتصادي والتنمية، بل بات مرتبطا بالحفاظ على الأمن الوطني، وهذا ما لمسناه خلال أزمة "كورونا"، فالعلماء والباحثون من بإمكانهم وضع حلول لهذه الجائحة التي تشكل خطرا على اقتصاد وأمن البلاد. إذن فالبحث العلمي مهم جدا من أجل الحفاظ على الأمن الوطني والصحي والاقتصادي والطاقي والمائي.

 

+ ما هي العبر التي يمكن استخلاصها من جائحة "كورونا"؟

 - الدروس التي يمكن استخلاصها من جائحة "كورونا"، إيلاء البحث العلمي مكانته وأهميته على مستويات عدة ولدى مسيري الشأن العام، مع الاعتماد على مواردنا البشرية والكفاءات التي تتوفر عليها بلادنا من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي في جميع الميادين. ويمكن أخذ نماذج من بلدان كيف طورت اقتصادها بعد الحرب العالمية الثانية، ونستحضر هنا نهضة اليابان بسبب أهمية اعتماده على البحث العلمي.

 

+ لماذا لا نقدم براءات اختراع وأبحاث علمية كل عام؟ وما هي أسباب تخلف الجامعة في مسايرة تطور والحاجيات الوطنية؟

- في هذا السياق، أشير الى تراجع  عدد المسجلين في سلك الدكتوراه، ونسبة وصول الطلبة إلى اجتياز الدكتوراه بالنظر لمجموعة من العوامل: أولا عوامل مادية، ثانيا المرتبطة بعوامل تقنية إذ ان مجموعة من المختبرات تعاني من نقص في الموارد التقنية والمادية التي تمكن من تشجيع البحث العلمي.

من جهة أخرى هناك ارتفاع كبير في عدد الطلبة بالجامعات مقابل تراجع عدد الأساتذة الباحثين بسبب ذهاب نسبة منها الى التقاعد وعدم تجديد المناصب المالية المخصصة للتعليم العالي والبحث العلمي.

وتزايد عدد الطلبة يحد من نسبة التأطير، إذ نجد عددا قليلا من الأساتذة مقابل عدد كبير من الطلبة مما يؤثر على مردودية الأساتذة في تخصيص الوقت الكافي للبحث العلمي.

خلاصة القول فقد حان الوقت للانتباه إلى دور البحث العلمي وإيلائه المكانة المستحقة في سياسات بلادنا، وتقدير القيمة العلمية للكفاءات الوطنية، فضلا عن دور الكفاءات المغربية بالخارج للمساهمة في تطور المغرب والإقلاع الاقتصادي والتنموي لبلادنا.