Sunday 9 November 2025

سياسة

الخوف أم السياسة؟.. خبير آسيوي يفضح سبب رفض الجزائر للسلام مع المغرب

الخوف أم السياسة؟.. خبير آسيوي يفضح سبب رفض الجزائر للسلام مع المغرب الملك محمد السادس، وعبد المجيد تبون
في لحظة إقليمية مشحونة بالتوتر بين المغرب والجزائر، يبرز تحليل جديد للخبير الأمني الآسيوي دامسانا رانادهيران، يضع الأزمة في إطار غير تقليدي: الرفض الجزائري للسلام ليس موقفًا جيوسياسيًا بقدر ما هو انعكاس لهشاشة النظام الداخلي.

هذا الطرح يفتح الباب أمام قراءة جريئة للعلاقة بين السلطة في الجزائر وملف العداء للمغرب، باعتباره أداة لحفظ التماسك الداخلي أكثر منه خيارًا دبلوماسيًا.
 
الخوف من كشف الهشاشة
يؤكد رانادهيران أن المؤسسة العسكرية في الجزائر تخشى فقدان “العدو الخارجي” الذي يبرر استمرارها في السلطة.
فأي تقارب أو اتفاق سلام مع المغرب سيقوض “خطاب العداء” الذي يُستخدم لتبرير السيطرة على مؤسسات الدولة والتغطية على الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.
وبذلك، يتحول “السلام” إلى خطر وجودي على بنية الحكم العسكري أكثر من كونه فرصة للمنطقة.
 
“تقرير المصير” كغطاء استراتيجي
الخبير الآسيوي لا يتردد في وصف شعار “حق تقرير المصير” الذي ترفعه الجزائر بأنه غطاء سياسي يخدم استمرار السيطرة العسكرية، لا دفاعًا عن قضية إنسانية.
ويشير إلى أن الخطاب الرسمي الجزائري يوظف هذا المبدأ لتبرير معاداة كل ما هو مغربي، ولصرف الأنظار عن قضايا الحريات وسوء إدارة الموارد الداخلية.
 
ثمن الجمود المغاربي
انعكاسات هذا الموقف لا تتوقف عند حدود البلدين، إذ يرى رانادهيران أن المنطقة المغاربية بأكملها تدفع ثمن العداء المزمن.
فإغلاق الحدود وتعطيل مشروع اتحاد المغرب العربي حرم شعوب المنطقة من فرص اقتصادية هائلة، ورفع كلفة النقل والتجارة، وأضاع إمكانات التكامل بين خمس دول تمتلك من المقومات ما يجعلها قوة إقليمية موحدة.
 
واشنطن والموقف من مبادرة الحكم الذاتي
وفي السياق ذاته، يضع الخبير الدعم الأمريكي لمبادرة الحكم الذاتي المغربية في إطار استراتيجي طويل المدى، معتبرًا أن واشنطن ترى في المغرب ركيزة استقرار تمتد أهميتها من المحيط الأطلسي إلى الساحل الإفريقي.
هذا الموقف يعكس قناعة متنامية بأن المبادرة المغربية تمثل الحل الواقعي والعملي للنزاع الإقليمي، وتدعم دور المملكة في محاربة الإرهاب وتأمين الممرات التجارية.
 
دعوة ملكية للحوار... واحترام متبادل
في مقابل التحليل القائم على دوافع الخوف، تبرز المقاربة المغربية القائمة على الحوار والحكمة.
فقد دعا الملك محمد السادس، في رسالة مباشرة إلى الرئيس الجزائري، إلى “حوار أخوي صادق” وتعاون مبني على الثقة وحسن الجوار، مع تجديد الالتزام بإحياء اتحاد المغرب العربي على أسس التكامل والاحترام المتبادل.
دعوة تضع الكرة في الملعب الجزائري، وتكشف أن الرباط تبحث عن بناء المستقبل لا إعادة إنتاج الخلافات.
 
مفترق طرق
في النهاية، تكشف تصريحات رانادهيران أن المنطقة أمام منعطف تاريخي:
- إما أن تنخرط الجزائر في مسار الحوار وتفتح صفحة جديدة من التعاون المغاربي،
- وإما أن تؤكد للعالم أن الخوف من الداخل أقوى من أي إرادة للسلام.
وفي المقابل، يثبت المغرب بموقفه المتزن أن الحكمة السياسية قادرة على كشف هشاشة العداء المصطنع، وأن المستقبل لن يكون إلا لمن يختار الشجاعة على الخوف.