الجمعة 29 مارس 2024
كورونا

د. نبيل الزويني: التباعد الاجتماعي أحد سبل تجنب الإصابة بفيروس كوفيد 19

د. نبيل الزويني: التباعد الاجتماعي أحد سبل تجنب الإصابة بفيروس كوفيد 19 د. نبيل الزويني

ينفي د. نبيل الزويني، المدير السابق للمستشفى الإقليمي محمد الخامس وعضو اللجنة الإقليمية لليقظة الوبائية، ما راج في الفترة السابقة من أخبار زائفة عن تحول مكناس إلى بؤرة لفيروس كورونا المستجد؛ مضيفا بأن الأساسي كان بالنسبة للجنة الإقليمية لليقظة الوبائية في المرحلة السابقة هو كشف أكبر عدد من حالات الإصابة بالفيروس وفي أسرع وقت ممكن، علما أن مكناس لها وضع خاص بسبب الرحلة المشؤومة التي نظمت إلى بلد عربي، والتي كانت سببا في ظهور حالات كثيرة للإصابة بالفيروس في صفوف المشاركين فيها. مشيرا إلى أن اللجنة استطاعت كشف حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس وكشف مخالطيهم في وقت مبكر، كما قامت بعدها بإخضاعهم للحجر الصحي، الأمر الذي مكن من تكسير سلسلة انتقال العدوى، وهو المعطى الذي يفسر ارتفاع نسبة حالات الشفاء بمكناس، والتي وصلت إلى 20 حالة شفاء من أصل 97 حالة شفاء على المستوى الوطني..

 

+ على ضوء المعطيات الجديدة والمتعلقة بتسجيل حالتي شفاء بمدينة مكناس، ليصل مجموع حالات الشفاء حاليا إلى 20 حالة، ما هي توقعاتك للأيام المقبلة؟

- لا يمكن توقع ما ستسفر عنه الأيام القادمة بمدينة مكناس، فحتى الخبراء في الطب لا يمكنهم توقع ذلك، وما يمكن قوله أن الفيروس بمكناس تحت السيطرة، والتوقعات ترتبط بشكل أساسي بعنصر أساسي يساهم في نقل العدوى وهو المواطن، فاذا التزم المواطن بالحجر المنزلي فمن المؤكد أننا سنتمكن من الحد من انتشار الوباء، ولكن اذا ظل الناس يتعاملون مع الوباء بنوع من الاستهتار، فمن الممكن بروز بؤرة وبائية كبيرة.

 

+ على ضوء قرار الحكومة فرض ارتداء الكمامات تحت ذريعة المساءلة القانونية، هل سيكون لهذا القرار وقع على مستوى جهة فاس- مكناس؟

- في ضوء المستجدات العلمية، وبناء على وجود حالات سواء على المستوى الوطني أو الدولي لأشخاص حاملين للفيروس ولا يحملون أية أعراض (غياب الحمى والسعال، الخ) وينقلون العدوى، وبالتالي أصبح من الضرورة تطبيق مقولة كان يرددها الصينيون في بداية الوباء: "من الأفضل أن نتعامل على أساس أن الكل مصاب بالفيروس، وعلى أساس أننا أيضا حاملون للفيروس"؛ كي لا ننقل العدوى، لأسرنا ولأقربائنا، وبالتالي فارتداء الكمامة سيساهم في الحد من انتشار الفيروس، شريطة أن تكون هذه الكمامات تستجيب للمعايير، مع ضرورة التأكيد على أنه لا وجود لكمامات بإمكانها أن توفر حماية مضمونة من الفيروس أكثر من الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي.

 

+ البعض يعتقد أن ارتداء الكمامات قد يحميه من عدوى الفيروس، وهو ما يجعلهم يتعاملون مع الوضع بثقة زائدة، ما رأيك ؟

- تماما.. ارتداء الكمامات والقفازات لدى البعض قد يعطيهم شعورا بالأمان، وهذا الشعور يعد بمثابة سيف ذو حدين، فهو ما يجعل هذا الشخص لا يكترث لعدد من التصرفات من قبيل لمسح الأسطح، الاقتراب أكثر من الأشخاص، محاولا إقناع نفسه بأنه يرتدي الكمامة أو القفاز، علما أن القفاز يساهم في نشر الفيروس بشكل كبير، مع ضرورة الإشارة إلى أن أهم عضو ينقل عدوى فيروس كورونا هو اليدين. وللإشارة ففيروس كورونا يمكن أن يعيش في الهواء لمدة ثلاث ساعات، ويمكن أن يظل على النحاس مدة 4 ساعات، في حين يبقى على الفولاذ والحديد والبلاستيك مدة ثلاثة أيام أو أكثر حسب رطوبة الجو ودرجة الحرارة، لهذا لابد من اتخاذ الاحتياطات اللازمة بهذا الخصوص.

 

+ مع بداية تفشي الوباء بدا للبعض أن مدينة مكناس تشكل بؤرة لفيروس كورونا المستجد، لكن مع تصاعد أرقام الحالات المؤكدة بكل من الدار البيضاء ومراكش والرباط اتضح العكس تماما، فهل يمكن القول أن جهة فاس - مكناس أضحت في مأمن من تفشي الوباء؟

- فيروس كورونا المستجد موجود ومازال يتفشى في المغرب ككل، وعودة إلى النقطة المتعلقة بمدينة مكناس فلابد من العثور على حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس في أسرع وقت. فبمكناس قامت خلية اليقظة الوبائية الإقليمية بمجهود جبار الى جانب المجهود الذي بذلته السلطات الإقليمية وعلى رأسها السيد العامل الذي قام بمجهود كبير، كما ظل يواكب عمل اللجنة عن كثب، إلى جانب مجهود الأطر الطبية بالمستشفى العسكري بمكناس وأطباء القوات المسلحة الملكية، والوقاية المدنية وأجهزة الأمن والدرك الملكي، دون إغفال المجهود المبذول من طرف المجتمع المدني ورجال الصحافة في إطار التوعية والتحسيس. إذا كان هناك مجهود جبار بمكناس مكننا من اكتشاف أكبر عدد من الحالات، وهو الأمر الذي جعل البعض يصف مكناس بـ "بؤرة الفيروس".

لا.. مكناس ليست بؤرة، فالأساسي كان بالنسبة لنا هو كشف أكبر عدد من حالات الإصابة بالفيروس وفي أسرع وقت ممكن، علما أن مكناس لها وضع خاص بسبب الرحلة المشؤومة التي نظمت إلى بلد عربي، والتي كانت سببا في ظهور حالات كثيرة للإصابة بالفيروس في صفوف المشاركين فيها، وقد استطعنا كشف هذه الحالات، وكذا كشف مخالطيهم في وقت مبكر، وقمنا بعدها بالحجر الصحي لهذه الحالات، وإخراجها من وسطها الاجتماعي، وهو الأمر الذي مكننا من تكسير سلسلة انتقال العدوى، ولعل هذا المعطى يفسر أيضا ارتفاع نسبة حالات الشفاء بمكناس، فالعمل الجبار والمبكر الذي قمنا به مكننا من الإسراع في تقديم العلاج وفق البروتوكول الذي وضعته وزارة الصحة، وقد سجلنا تجاوب كبيرا مع العلاج ولله الحمد والذي وصل إلى 20 حالة شفاء من أصل 97 حالة شفاء على المستوى الوطني.

ولابد من التأكيد أن هناك مزيد من الحالات المشتبه فيها ولابد من العثور عليها، كما لا يفوتني التأكيد أن هناك جهود كبيرة تبذل سوى على مستوى الرباط او الدار البيضاء، لكن الدور الأساسي يعود للمواطن من خلال التزامه بالحجر المنزلي فهو السبيل للحد من العدوى، وبالنسبة لي فالبطل الحقيقي هو الشخص الذي يلتزم بالحجر المنزلي لكي لا يصاب ولكي لا يتسبب في نقل العدوى.

 

+ ماذا عن ظهور البؤر العائلية؟

- كما أشار إلى ذلك الدكتور محمد اليوبي، مدير الأوبئة بوزارة الصحة، فقد لاحظنا وجود بؤر عائلية، سواء على مستوى جهة فاس- مكناس أو على المستوى الوطني، وهنا لابد من تقديم التعازي للأسر التي فقدت أقربائها نتيجة هذا الوباء، حيث حدثت للأسف مآسي عائلية، حيث سجلت على سبيل المثال ثلاث وفيات في نفس الأسرة، حيث اعتقد الكثيرون أن الحجر المنزلي فرصة لتجميع العائلة، في حين أن الحجر المنزلي وضع من أجل حماية الأفراد من عدوى الفيروس، وبسبب غياب الصرامة في ما يتعلق بالتباعد الاجتماعي تفشى الفيروس، وعدم الالتزام بتدابير الوقاية والنظافة، علما أن هناك عدد من حاملي الفيروس لا يحملون أية أعراض لفيروس كورونا المستجد.. ولهذا لابد من وضع مزيد من الحواجز للتعامل مع الوضع، فنحن أمام فيروس جديد، ومجهول، ونحن لا نعرف إن كان من الممكن أن يحقق طفرة أخرى، وليس له لقاح ودواء.. وأنا لا أنصح أي شخص باستضافة هذا الفيروس الجديد داخل جسمه، وللحيلولة دون استضافة هذا الجسم الغريب لابد من الإكثار من الحواجز ومن بينها أولها التباعد الاجتماعي، اتخاذ الوقاية اللازمة من غسل اليدين بشكل متكرر خصوصا عند ملامسة الأسطح، التقليل من التنقلات، والخروج فقط للضرورة، واقتناء مستلزمات البيت بكمية كافية.. فليس هناك مكان أكثر أمانا من البيوت، ولابد أيضا من إخضاع المشتريات للتعقيم، وغسل الخضر والفواكه في إناء ممزوج بالماء ومحلول جافيل بشكل جيد.. ولابد أيضا من استعمال أدوات خاصة بكل فرد داخل المنزل، من أواني، وفرشاة الأسنان، إلخ.