الخميس 25 إبريل 2024
كورونا

هل تتوفر المستشفيات التي تتكلف بمرضى كورونا على منظومة متكاملة لتدبير النفايات الطبية؟

هل تتوفر المستشفيات التي تتكلف بمرضى كورونا على منظومة متكاملة لتدبير النفايات الطبية؟ رحال لحسيني، ومشهد للنفايات الطبية
سؤال يفرض نفسه بقوه، ونحن نخوض حربا مستمرة كل من موقعه لتصدي لفيروس كورونا المستجَد، وما يخلفه من أضرار خطيرة على جميع المستويات بما فيها الجانب البيئي، فأثناء المعارك اليومية التي تخوضها الطواقم الطبية لمجابهة هذا الفيروس والحد من انتشاره، تطرح تساؤلات كثيرة حول طريقة تدبير النفايات الناتجة سواء عن الاستعمالات العمومية، المنزلية والشخصية أو عن العلاجات الطبية بالمؤسسات الصحية المخصصة للتكفل بمرضى كوفيد-19.
خصوصا وأن أي تقصير في تدبير النفايات الطبية المرتبطة بهذا الفيروس ممكن أن يشكل خطرا على صحة المواطنين، ويقوض جهود الدولة في احتوائه والحد من انتشاره.
ويرى رحال لحسيني، نائب الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للصحة، على أن وزارة الصحة معنية بشكل مباشر وغير مباشر بمعية بعض القطاعات والمصالح والمؤسسات ذات العلاقة بالصحة والبيئة بتدبير النفايات الطبية خاصة في هذه الفترة الحرجة التي تمر منها البلاد والمرتبطة بفيروس كورونا.
فبعد سنوات من التدبير الذاتي لنفاياتها، فوضت وزارة الصحة تدبيرها لشركات خاصة، حتى يتم تدبيرها والتخلص منها بشكل يحترم المعايير المعمول بها في هذا المجال، وتفادي اللجوء إلى الحرق الذي كان معمول به سابقا، بعد الوقوف على أضراره صحية وبيئة.
أما بخصوص تدبير النفايات الطبية المرتبطة بتتبع وعلاج حالات المصابين بوباء كورونا، يؤكد محاورنا على أن الأمر يحتاج لتدخل أكثر نجاعة من طرف الوزارة الوصية ومسؤوليها على مستوى المناطق والجهات، وذلك ما يتم رصد بوادره - وفق المعطيات المتوصل بها- في عدد من المستشفيات التي تم تزويدها بحاويات حمراء صغيرة لتجميع النفايات مزودة بأكياس بلاستيكية بنفس اللون، تخضع بدورها للفرز، وتعقيمها قبل وضعها في الأماكن المخصصة لتخزينها المؤقت قبل أن تكفل الشركة المعنية بإخراجها، والتخلص منها، وفق ما هو مسطر في دفاتر التحملات.
غير أن الأمر هذا الأمر -يقول رحال لحسيني- ما يزال يحتاج للمزيد من المجهود نظرا للأخطار المضاعفة التي تشكلها النفايات الطبية في هذه الفترة الوبائية وتهديدها للعموم ولنساء ورجال الصحة الذين يوجدون في مواجهة مباشرة مع هذا الوباء.
وكشف لحسيني، في تصريح لـ "أنفاس بريس" أن الأطقم الصحية المعنية خضعت حسب المعطيات المتوفرة في بعض المراكز الصحية لتكوينات خاصة حول كيفية التعامل مع النفايات الطبية مؤخرا، انطلاقا من فرزها (ما بين نفايات الطبية ونفايات منزلية..) إلى أن تقوم شاحنات الشركات الخاصة المعنية بسحبها، إلا أن الملاحظ أن هذه العملية لا تتم بالسهولة الكافية، كما أن بعض الإدارات الصحية لا زالت لم تقم بالمطلوب منها، خصوصا وأن المنشور المنظم لهذه العملية يعتبر حديثا، ذلك على عكس المستشفيات التي سبقتها في هذا الأمر، ومن المفروض أن تتوفر جميعها على لجان محاربة التعفنات الاستشفائية (CLIN) من أجل تدبير فعال للتخلص من النفايات الطبية مع الأخذ بعين الاعتبار إلزامية منتج النفايات بتتبع كاف مراحل التخلص منها إلى نهايتها.
وحسب وزارة الصحة فقد تم اتخاذ عدة تدابير وإجراءات وقائية للحفاظ على البيئة على مستوى وزارتي الصحة ووزارة الطاقة والمعادن والبيئة، وضمان سلامة المرضى والأطقم الطبية والعاملين بالمؤسسات الصحية وعمال النظافة، كما تمت توعية وتحسيس المواطنين بمن فيهم الأشخاص الذين تأكدت إصابتهم بكوفيد-19 حول كيفية التعامل مع النفايات الناتجة عن استعمال معدات الوقاية الشخصية وكيفية التخلص منها بطرق سليمة.
وقد عملت وزارة الصحة –حسب بلاغها- على إيلاء أهمية بالغة للبعد البيئي في المخطط الوطني للترصد والاستجابة لوباء كوفيد-19، وذلك على مستوى التوعية والتحسيس، والمراقبة الصارمة لتدبير النفايات الناتجة عن العلاجات الطبية بالمؤسسات الصحية.
فعلى مستوى التوعية والتحسيس، قامت الوزارة بإنتاج دعائم تواصلية تضم النصائح الواجب إتباعها للتخلص من وسائل الوقاية الشخصية. وبالمناسبة، تؤكد على تفضيل غسل اليدين بالماء والصابون عوض استعمال القفازات التي يعيش عليها الفيروس لمدة 10 أيام بدل 10 دقائق فقط على الجلد، إضافة إلى التخلص من القفازات والكمامات الطبية والمناديل الورقية المستعملة في سلة نفايات تحتوي على كيس بلاستيكي.
أما إذا تأكدت إصابة أحد أفراد الأسرة بـمرض كوفيد-19، فيجب التخلص من جميع النفايات الناتجة عن استعمالات المريض في كيس بلاستيكي دون ملئه، ورشها بماء جافيل وإغلاق الكيس بإحكام، ثم وضعها في كيس يلاستيكي ثاني وإغلاقه قبل وضعه مع النفايات المنزلية لتجنب تلوث القمامة وبالتالي الحد من انتقال العدوى لدى عمال النظافة أو غيرهم.
وتؤكد وزارة الصحة على أنها عملت على التوعية والتحسيس بخطورة النفايات الناتجة عن العلاجات الخاصة بمرضى كوفيد-19 بالمؤسسات الصحية، وحث هذه الأخيرة على تقوية وتعزيز إجراءات النظافة داخلها،والتأكد من تدبيرها للنفايات الطبية وفقا لما تنص عليه القوانين الجاري بها العمل، وذلك من خلال حث الشركات المتخصصة في نقل ومعالجة النفايات الطبية على تقوية إجراءات السلامة والتقيد الصارم بقواعد النظافة العامة، فضلا عن المراقبة الصارمة لهذه الشركات للتأكد من معالجة النفايات الطبية بالشكل المطلوب قبل التخلص منها في المطارح العمومية مع ضمان احترام القواعد المعمول بها في هذا المجال. وبالإضافة إلى ذلك، قام قطاع البيئة بحث الشركات المتخصصة في تدبير النفايات المنزلية على توعية مستخدميها بمخاطر النفايات وتزويدهم بمعدات وملابس الوقاية اللازمة، والتقيد الصارم بقواعد النظافة العامة.