الخميس 28 مارس 2024
كورونا

كورونا يفجر جدلا في صفوف الأطباء المغاربة..هل الحظر الصحي مشروع؟

كورونا يفجر جدلا في صفوف الأطباء المغاربة..هل الحظر الصحي مشروع؟ المواطن المغربي قلق وعلى الأطباء ألا يضاعفوا من قلقه عبر الخروج غير المحسوب على شبكات التواصل الاجتماعي
لم يعد النقاش بين الأطباء حبيس العيادات ومراكز العلاج والصالونات حول تداعيات وباء كورونا، بل خرج وانتشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ليزيد هذا الجدال من حيرة المواطن المغلوب على أمره.
فهناك اختلاف في وجهات النظر حول أساليب وسبل العلاج وكيفية التعامل مع الفيروس وحول إجراءات الحجر الصحي إذا ما طال وامتد.
الدكتور العراقي المختص في الأمراض التنفسيةح يقول إنه لا يمكن الاستمرار في الحجر الصحي لفترة طويلة لأن القطاع غير الهيكل يشغل الكثير من المغاربة، وبالتالي فهذا سيحدث البلبلة في النظام العام.إضافة إلى أنه لا يمكن تقليد الدول الغنية في تعاملها مع الوباء، متابعا أنه على المغرب أن يتعامل مع الوضع بناء على إمكانياته ورؤيته للصحة.
وقدم الدكتور العراقي حلا شخصيا يتمثل في علاج المرضى المشكوك في حملهم  للفيروس مثلما يعالج المصابون بالأنفلونزا العادية بمبلغ لا يزيد عن 100 درهم، وكذا الاهتمام بمحيطهم  العائلي لتفادي العدوى كما يتم مع مرضى السل، وهذا سيخفض في نظره من كلفة العلاج مشددا على ضرورة التكثيف من الكشف لأن الأمر قد يستمر لشهور.
وأيد الدكتور السولامي الاختصاصي في أمراض القلب والشرايين زميله العراقي مؤكدا أن شهر أبريل يشهد الإصابة بالأنفلونزا العادية، ويمكن علاج المرضى لأنه في نظره ما يتم اليوم في التعامل مع وباء كورونا كارثة صحية حقيقية، داعيا الدكتور العراقي إلى عرض وجهة نظره على هيئة الأطباء.
أما الدكتورة زوبيدة بوعياد رئيسة  مصلحة  الأمراض التنفسية سابقا فإنها أبدت معارضتها لرأي الدكتور العراقي منبهة إلى أن هناك استراتيجية وطنية تم وضعها من طرف الدولة بعد الاستشارة مع أطباء ذوي مصداقية علمية. وعلى الجميع احترامها لأنه لايمكن لأي طبيب أن يتدخل وينشر رأيه بشكل فردي.ففي نظرها،الوضع صعب وحساس وعلى الجميع الانضباط للتوجيهات العامة.
وقالت الدكتورة بوعياد إنه من المفيد الإطلاع أونشر معلومة طبية من طرف باحثين ذوي مصداقية أو حتى من زملاء أجانب قاموا بدراسات مدققة بناء على حالات تشريح للجثت أو متابعة للمرضى  في الإنعاش أو في البيوت.
وخلصت إلى القول بأنه على جميع مهنيي الصحة احترام و تنفيذ الاستراتيجية التي تبنتها الوزارة بما فيها الحجر الصحي الكشف و العلاج بالأدوية المعترف بها، وأن لا حق لأي أحد أن يقول ما يحلو له وينشره ما دون تدقيق علمي،متابعة أن  المواطن المغربي قلق وعلى الأطباء ألا يضاعفوا من قلقه عبر الخروج غير المحسوب على شبكات التواصل الاجتماعي.
أما الدكتور جعفر هيكل المختص في الأمراض الوبائية والخبير لدى المنظمة العالمية  للصحة، فقال بناء على المواكبته اليومية لعلاج مرضى كوفيد 19،إن هناك مضاعفات صعبة و قوية لدواء الكلوروكين تدعو في الحالات إلى توقيفه وهو ما يستدعي تقديمه تحت الرقابة الطبية، موجها الكلام إلى الدكتور العراقي بأنه لا يمكن تقديم الرأي إلا في حالة الاطلاع جيدا على الموضوع،وان وباء كورونا أزمة صحية وسوسيو-اقتصادية،ومع ذلك لا يمكن تبرير أي عمل طبي برهان اقتصادي لان الوباء لازال مجهولا لحد الساعة.
وتابع الدكتور هيكل أن المغاربة واعون ولن ينزلوا إلى الشارع اذا ما طال الحجر الصحي، مشددا على الاحترام  الصارم للحجر والرفع من نسبة الكشف.