الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

يوسف غريب: الكمامات.. السلاح الوحيد عالميا ضد انتشار الوباء

يوسف غريب: الكمامات.. السلاح الوحيد عالميا ضد انتشار الوباء يوسف غريب

في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة الأمريكية، والغرب عموما، في طليعة الأمم الرائدة في الصناعات الرقمية الدقيقة ذات الجودة العالية… فمع أزمة كورنا اكتشفت حد الصْدمة أنْها عاجزة عن توفير أبسط المستلزمات الطبية المطلوبة لمواجهة الفيروس الشرس.

 

هي الدول التي كانت  تتنافس على زعامة العالم وقفت تبحث عن كمامة طبية أو جهاز للتنفس الصناعي. وصل الأمر إلى أن يهدد ترامب من يقف في طريق حصوله على الكمامات والأجهزة بالعقاب القاسي...

 

لينطلق البحث عن هذا السلاح الوحيد لمحاربة العدو الغير المرئي.. وينطلق معه كل أساليب الغير المشروعة للحصول عليه.. من الاختطاف إلى القرصنة.. أو المزايدة على المبلغ الحقيقي مثل ما قام راعي البقر الذي استولى على شحنة كمامات كانت موجهة إلى فرنسا من الصين بعد تغيير وجهة الطائرة من خلال عرض أموال أكثر كقيمة للشحنة، ألمانيا بدورها تتهمه بالاستيلاء على شحنة كمامات كانت قادمة إليها.. والتشيك تصادر شحنة كمامات كانت متوجهة إلى إيطاليا، والأخيرة تصادر شحنة كمامات كانت متجهة إلى تونس.. وتركيا تستولي على شحنة أجهزة تنفس كانت متجهة إلى إسبانيا...

 

هي حرب بين الأقوياء على قمّاش صغير تغافلواْ إنتاجه لعدم مردوديته.. ليأتي هذا الفيروس الصغير أيضا فيحولهم إلى قطاع طرق بشكل من الأشكال...

 

والوضع بهذه الصورة.. كيف يمكن للدول الصغيرة أن تؤمّن نصيبها من هذا السلاح الوحيد لمجابهة هذا العدو الوبائي...

 

وسط هذه الحرب، وبكل أنانيتها، تجد نفسك كمغربيّ مطمئن إلى أبعد نقطة بهذا الحدس الاستباقي الذي بدأ يميز هذه الخريطة التدبيرية لدولتك ومن كلّ الجوانب للخروج من هذه الحرب الوبائية بأقل الضحايا...

 

وهكذا سنجد بالأسواق المغرب، ابتداء من اليوم الثلاثاء 7 أبريل 2020 الدفعة الأولى من الكمامات في كل مناطق البيع بوتيرة إنتاج 3 ملايين كمامة كل يوم.. ، ليصل إلى 5 ملايين ابتداء من 14 أبريل، حسب المصادر… لتؤمّن بلدنا اكتفاءها الذاتي في هذا الجانب..

 

تماما ونحن في هذه العزلة بأكثر من شهر  ووضعية تموين الأسواق عادية ومزودة بكل المواد الأساسية حدّ الوفرة، ولم يسجل لحد الساعة أي خصاص في الموضوع.. بل إن التقارير الرسمية تشير إلى ادخار ذاتي بسقف ستة أشهر..

 

هو نفس السبق أيضا في حجز كل مخزون إحدى الشركات المنتجة لدواء (الكلوروكين) كعلاج للفيروس الوبائي.. والذي أقر فعاليته جل الخبراء في المجال...

 

كما أمّن المغرب وبشكل استباقي كل مستلزمات الاستشفاء والعلاج من أجهزة وغيرها بمعدل خمس طائرات نحو الصين وكوريا.. إلى جانب خمس مستشفيات في المناطق الأكثر انتشارا.. أمّن أيضا عبر صندوق التضامن استمرار معاش بعض الفئات المتضررة من الأزمة عبر الإسراع بأجرة طريقة الدّعم الذي بدأت عملية انطلاقه اليوم

 

هذه هي بلدنا.. وتلك قوّتها الذاتية التي انطلقت منها وهي تتخذ قرار الإغلاق عن العالم منذ الأسبوع الأوّل من مارس… معتمدين على تماسُكنا الاجتماعي التضامني وصلت إلى مبادرات لإيواء المتشردين واستضافة الأجانب، وغيرها من المواقف المدنية ذات الصلة بقيمنا الثقافية والإنسانية.. موحّدين قيادة وشعبا للخروج من هذه الأزمة نحو الحياة..

 

وسنخرج

 

لأن التاريخ علّمنا أن الشعوب الموّحدة لا تقهرها الأزمات...