السبت 20 إبريل 2024
مجتمع

لنقف احتراما لعامل النظافة.. جدار مغربي واقِ بيننا وبين "كورونا" بطعم الوفاء والفداء (مع فيديو)

لنقف احتراما لعامل النظافة.. جدار مغربي واقِ بيننا وبين "كورونا" بطعم الوفاء والفداء (مع فيديو) لنحيي عامل النظافة دائما وخاصة في زمن الكورونا

وباء كورونا لن ينسينا "جنود الخفاء" الذين يشتغلون بتفان وتضحية، ومع ذلك يوجدون في أسفل الهرم الاجتماعي.

 

وظيفة عامل النظافة ربما كانت من الوظائف المهمشة والمظلومة، يكفي أن لهجتنا الدارجة قاسية حين ننادي على عامل النظافة ب"مول الزبل".. هو الذي ينظف أزبالنا التي نرميها بعشوائية ونضع فيها قشور الموز مع بقايا الزجاج المسننة، ومع ذلك نرد له هذا الجميل بهذا الاسم "القدحي"!!

 

 

في زمن كورونا تحولت النظافة إلى "عقيدة"، وغسل اليدين بالصابون إلى "عادة" مثل الأكل، واستعمال "جافيل" إلى ترياق ضد السموم. مع هذا الوباء أصبح لعامل النظافة دور محوري في التدابير الوقائية التي أعلنتها وزارة الصحة. لكن هل تعلم أيها المغربي الظروف الظالمة التي يعمل فيها من تنعته ب"مول الزبل"؟ هل تعلم بوضعه الاعتباري داخل منظومة المهن التي يحقّرها المجتمع؟ هل تعلم كم يتقاضى شهريا؟ هل تعلم بأنه يضطر إلى الأعياد الدينية و"لعواشر" إلى "التسوّل" ليستدرّ شفقة المواطنين؟ هل تعلم بأن مهنة عامل النظافة من أنبل المهن في الدول الديمقراطية؟ هل تعلم بأن شاحنات جمع النفايات لو تغيّبت يوما واحدا يمكن أن تتخيل البشاعة التي تغرق فيها مدينتك؟

 

عزيزي المواطن من يملك الشجاعة في زمن وباء كورونا ويلامس بقفازاته كل أجناس الجراثيم والميكروبات والبكتيريا والفيروسات؟ هل يمكن أن تتصور كيف ينام عامل النظافة متوسدا الوساوس والشكوك حول إصابته بفيروس كورونا؟ كم يتقاضى هذا العامل أساسا حتى يغامر بحياته وحياة أسرته؟

 

 

لذا لنقف احتراما لعامل النظافة.. لنستيقظ من غيبوبتنا.. لنعيد له كرامته المهدورة.. لنرفعه في سلم الهرم الاجتماعي.. لنكافئه على تضحياته.. لنعتذر له.. لنقدم له الزهور.

 

كم نحن قساة بقلوب من صخر.. وكورونا استطاع أن يرينا وجهنا القبيح في المرآة، ويفضح فصامنا.. ويشهر ذعرنا.. ويسيح جبننا.

 

فلتقبل اعتذاري أوّلا قبل الآخرين.. كم كنت قاسيا وظالما في حقك!!