الأربعاء 24 إبريل 2024
مجتمع

حبيبي ينعي الحجام المناضل.. كم هو قاس ومتجبر الموت حينما يأتي على حين غرة

حبيبي ينعي الحجام المناضل.. كم هو قاس ومتجبر الموت حينما يأتي على حين غرة الراحل محمد الحجام، وعبدالالاه حبيبي(يمينا)
محمد الحجام..
قائد طلابي عظيم، مناضل يساري وطني اتحادي أصيل، صديق من زمن ظهر المهراز الأبي، رفيق الدرب والفصيل والاختيار، عاشق الصدق والوضوح، فارس الكلمة الحرة والموقف البطولي النادر، الإنسان الذي أحبه الجميع، الشخص المتواضع ابن مدينة بني ملال، منها أتى ذات زمان إلى جامعة فاس لينسج ملحمة كبيرة في الخطابة السياسية الراقية، والتحليل الاستراتيجي الدقيق... 
سيرته النضالية  كانت علامة فارقة بين دروس المدرجات  الباردة، ودفء بلاغة الساحة التي  فيها كان  يتعلم الطلاب ابجديات الخطابة والتحليل السياسي والرؤيا الفكرية والسلوك النضالي الملتزم، هناك اسس محمد الحجام كارزميته، وطبع المكان برمزيته، وكسب ود وعطف الآلاف من الطلبة العاشقين لخطابه ومواقفه وسيرة الشهداء... كنا معه، وبجانبه نؤسس لنفس الحلم ونفس العالم، سكنا معا بحي الليدو في نفس البيوت، وأكلنا من نفس الصحون، وفرق بيننا الزمن، وكان نصيب الحجام من السجن حصة كبيرة، ذاق فيها مرارة الحرمان والتعذيب والتنكيل لتكسير هامته وخنق صوته، لكن السجن كان يعرفه من سيرة المناضلين الاتحاديين الاوائل وفي مقدمتهم الراحل محمد بوكرين وعمر بنجلون وكرينة وآخرين، وسيغادر اسوار السجن ليلتحق ببلدته بني ملال وفيها سيؤسس مشروعه الصحفي "ملفات تادلة " الذي تفرغ له واستطاع أن يرسخه كمنارة إعلامية في جهة بني ملال أزيلال سابقا وبني ملال خنيفرة حاليا... وظل مواضبا على موافاتي بكل الأعداد منذ التأسيس إلى اليوم... كم هو قاس ومتجبر الموت حينما يأتي على حين غرة ليخطف منا جوهرة ثمينة من قلادة الشرف في هذا الوطن العظيم... تغمدك الله برحمته الواسعة صديقي  محمد الحجام، والهم اسرتك الصبر والسلوان، وعزاؤنا واحد لكل رفاقه في النضال  على امتداد الوطن في هذا المصاب الجلل ..إنا لله وإنا إليه راجعون...