الثلاثاء 23 إبريل 2024
مجتمع

المتسولة التي فضحت بهتان حكومة الإسلاميين

المتسولة التي فضحت بهتان حكومة الإسلاميين بنسعيد الركيبي، بجانب الأم المتسولة، وسعد الدين العثماني(يسارا)

اختارت أن تستجدي الناس يوم الجمعة 14 فبراير 2020 بالقرب من مسجد حسان بالعاصمة الرباط، لتقدم عروضها "الهشة اجتماعيا" رفقة أطفالها الأربعة الذين افترشوا الأرض وتمددوا فوق برودتها السامة لتزيد أجسامهم الضعيفة مرضا وانهاكا.

امرأة عبث بها الزمن، وحولها إلى متسولة تقتات على الصدقة لإسكات الأفواه الجائعة المحرومة من مقعد دراسي، ومن سقف بيت يقيهم شر برودة الطقس..أربعة أطفال في عمر الزهور حرموا من حنان الأب ونظرة رجل يعزز وجودهم بين الناس في زمن الغذر.

الخبر نقله الأستاذ بنسعيد الركيبي في تدوينته التي قال فيها:"أمام المسجد .. صوت يعلو على كل أصوات المتسولين لامرأة تستجدي المصلين "، وأضاف بأنها كانت تصرخ بأعلى صوتها الذي يخترق مسامع المصلين بالقول " عندي ربعات د الوليدات والراجل طلقني .. عاونوني ..".

وتساءل الأستاذ الركيبي في تدوينته قائلا: "أيننا من حكومات مخططات التنظيم الأسري وتحديد النسل و(كينة الهلال) التي كانت توزعها المساعدات الاجتماعية في المستوصفات وأثناء زياراتهن الدورية لمنازل الفئات الهشة ؟ كم يكفي من برامج الدعم الاجتماعي في ظل هذا التسيب الذي أصاب الأعضاء التناسلية لؤلئك الذين لا يملكون إلا منسوبا مرتفعا من الليبيدو؟ هل قدرنا أن نتحمل مسؤولية ( فحولة ) بعض المتسببين في أعطاب منظومة الحماية الاجتماعية للبلد ؟ واش زعما حنا اللي وا لدين 2 و3 ما كنعسوش ف الليل ؟"

وبأسف قال بنسعيد الركيبي "للأسف فالتخطيط الأسري وضعته الدولة للفئات الهشة ..ويبدو أن الفئة المتوسطة والغنية هي التي نفذته ."

بدورنا في جريدة "أنفاس بريس" نجدد سؤال برامج الرعاية الاجتماعية والدعم المخصص لها، وما موقف وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية أمام هذا الكم الهائل من الصور الاجتماعية المأساوية التي تخدش صورة الوطن؟

ألا تتحمل السيدة معالي الوزيرة مسئولية خدش صورة "الرباط" وباقي المدن المغربية التي تعج مساحات مساجدها بالعشرات من المتسولات المصحوبين بأطفال لا ذنب لهم سوى أنهم خلقوا "للافتراس" والضياع، أمام جمود مفاصل مسئولين أنيطت بهم مهمة البحث ورصد وتتبع وتحليل مثل هذه الظواهر الاجتماعية ومعالجة وتجفيف منابعها ؟

ماذا يفعل جيش من الأعوان والموظفين داخل مكاتبهم بقطاع التعاون الوطني، وهم يتحملون مسئولية البحوث الاجتماعية لمثل هذه الحالات التي تدمي القلب؟

لماذا هذا الصمت المطبق اتجاه الظاهرة، وأي دور للمتدخلين الاجتماعيين لمعالج هذه الحالات الاجتماعية الهشة التي تشوه وتبخس مشاريع التنمية التي تلتهم ملايير الدراهم؟

نعم، هناك مساطر وقوانين ومؤسسات وإدارات وموارد بشرية من اللازم تحريك دواليبها وتفعيل أدوارها لمصلحة المجتمع المغربي، والتعامل بصرامة مع هذه الحالات للوصول إلى حلول اجتماعية عادلة تنصف مثل تلك النماذج، وردع كل من يستعمل الأطفال كدروع بشرية لاستدرار عطف الناس ودغدغة أحاسيسهم من أجل الاسترزاق.

هل تتوفر تلك المرأة على بطاقة رميد لصد عدوان المرض؟ هل تستفيد من منحة صندوق دعم التماسك الاجتماعي؟ أين تقطن مع أطفالها؟ ماذا يأكلون؟ هل يستحمون؟ متى يلعبون وينامون ووو؟