الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

منصف اليازغي: بالرياضة قد تتحقق أشياء تعجز عنها السياسة

منصف اليازغي: بالرياضة قد تتحقق أشياء تعجز عنها السياسة منصف اليازغي
عندما اختار الاتحاد الأفريقي مدينة العيون لاحتضان بطولة أفريقيا لكرة القدم داخل القاعة، يمكن القول إن المغرب بدأ في توظيف الرياضة فيما يعرف بالدبلوماسية الموازية.
فالملك ممحمد السادس دشن عادة المغرب إلى مكانته بالاتحاد الأفريقي وقاد مشاريع اقتصادية كبرى بعدد من الدول الأفريقية، وبعدها فتحت عدد من الدول قنصليات لها بمدينتي العيون والداخلة، ومنها الغابون والكوتديفوار وجزر القمر وغامبيا.
إعلان الاتحاد الأفريقي قبل شهرين بمدينة شرم الشيخ المصرية عن احتضان البطولة بمدينة العيون ضربة «معلم» تحسب للدبلوماسية المغربية والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في شخص رئيسها لقجع الذي يشغل ممثل نائب رئيس الاتحاد الأفريقي.
وهذا العمل يعزز ما تم من قبل في توظيف الرياضة للدفاع عن مصالح المغرب بحيث تعودت مدينة العيون على احتضان مباراة نجوم العالم، وهي واحدة من الإبداعات.
وكان الملك الراحل الحسن الثاني قد استشرف دور الرياضة في ترسيخ مغربية الصحراء عندما قال في يوليوز 1984، وهو يستقبل فربق شباب الساقية الحمراء الصاعد إلى القسم الأول، هذا الفريق سيمثل المغرب في جميع الدول بما فيها الجزائر في حالة فوزه بالبطولة.
وهو ما سيحدث لكن مع فريق آخر هو وداد السمارة لكرة اليد الذي شارك في أبريل 2011 بالكاميرون في بطولة أفريقيا للأندية الفائزة بالكأس، وهو ما دفع الفربق الجزائري اتحاد سكيكدة إلى الانسحاب من البطولة.
ولا بد من التذكير بنجاح المغرب في تنظيم مباراة دولية بمدينة العيون عام 1984 عندما لعب منتخب سيراليون لكرة القدم مباراة ودية ضد فريق شباب الساقية الحمراء، وهي مباراة رتبت من أجل غرض سياسي.
فعلا بالرياضة قد تتحقق أشياء لم تنجح فيها السياسة.
 
منصف اليازغي، باحث في السياسة الرياضية