الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد الغني السلماني: سنة سعيدة للعشاق والأبطال

عبد الغني السلماني: سنة سعيدة للعشاق والأبطال عبد الغني السلماني
أقول لمن يحتفل ومن يعارض الإحتفال بالسنة الميلادية . الفكرة بسيطة جدا احتفل بالطريقة التي تراها مناسبة ولوكلفك ذلك رفقة صديق في مكان ما  ولو "ببراد شاي" بالطريقة المغربية ، لماذا نتعامل مع السنة الميلادية بهذه الحساسية ، لماذا الأنا والآخر حتى في الفرح ، الفرح إنساني بامتياز بغض النظر عن المعتقد واللغة والإنتماء .
الناس تحتفل فقط للأمل لا لطقوس بابا نويل ولا لعادات الآخر ، الناس تحتفل لتعدد المنجزات وترسم أهذاف السنة المقبلة ، الإنسان طموح وعاشق للمتعة بما يرضي الضمير والقلب الناس تحتفل لتقول وتعبر بالأحاسيس.  من أجل الذات ومن أجل طموح أكثر .الناس تحتفل لتقيم المنجز الفردي والجماعي ، لابد من هذه الوقفة ويمكن أن نقول بشكل مفرد أو جماعي نستحق الفرح . 
ما معنى السنة الماضية ؟ وما معنى السنة الميلادية ؟ أعمارنا مرتبطة بهذه السنة شغلنا تقاعدنا أملنا هي سنة من أيام الله و تلك الأيام تداولتها الألسن و طوتها يد الزمان  
 إنها سنة2019. التي مضت بآمالها وصعابها وخيباتها كل يجب تستقظ على خبر محزن وفاة حبيب صديق جار اعتقال مرض الناس تبحث عن فسحت الأمل والفرح والوطن الذي تسود فيه الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية، هي اللحظة التي يريدا العشاق في انتظار الفرح والسراح  وكل متمنيات السنة الجديدة  سنة2020.
سنة شمسية بأيامها وشهورها لم نستطع تقييمها بقسطاس وميزان،.. تداخلت أحداثها في العالم برمته ولم يقدر الأعلام بلورتها واحصاء قصصها التي فاقت في تعدد أمكنتها وأزمنتها وحروبها وجشع الحكام فيها والضحية فيها هو الأنسان. المواطن في كل المواقع ...
وبالرغم من هذا الهلع المشين، الحياة مستمرة فيها مد وجزر فيها حزن وفرح..فيها خير وشر..فيها علم قاتل وعلم نافع.للإنسان . ما أجمل احساس المشاعر اذا كانت لبيبة في فك الرمز والمزية عبر  لغة الورود والزهور...مفروض من كائن أن تكون  له لغة جميلة يتحدث بها مع جنسه حتى الأزهار تتحدث برومانسية تفوق سمو الشعر وسنفونية ابداع الإنسان...لكن الإنسان الراقي الواعي  يعرف جيدا لغة الإنسان لغة الأحاسيس ...لأن لغتها تفوق بتفوق بليغ كلام الأنسان، لذلك تجد الأنسان الراقي يسخرها في المناسبات المفعمة بالفرح ...ومادمت سنة2020 ستحل علينا بشمسها وتعدد ايامها وشهورها فلنحتفل احتفالية المشاعر برسم الكلمات ذات السمو الجمالي لتعزو القلب المحب للإنسان ...كلمات تلوى كلمات نستطيع معا رسم لوحة فنية ذات سمو وجمال...لكن افضل أن اسقرأ سنة2020 ليس كالمنجمين والفلكيين ولا المحللين السياسيين بل قراءة فنان مسرحي ساخر  فيه لذة المتعة في التمثيل والتشخيص ...
لذلك مر العام ومرت  قبله أعوام كثر ولم يحدث في الثقافة والفكر ما يمكن اعتباره تحولاً أو انعطافاً أو جديداً في المشهد الفكري العام . إذا كان الانفجار الشعبي  الذي سمي  بالربيع العربي قد بدل كثيراً أو قليلاً في ركودنا السياسي فإن هذا لم يصل إلى الثقافة والفن والفكر بل قوى حضور الإسلام المتطرف وأصبح يغطى على أوسع نطاق .....
إذا تحرينا أسئلة الثقافة والفكر وجدنا انها لم تتململ ، بل ربما أدهشنا ان الأعوام تمر والأسئلة تبقى نفسها. بل قد يخطر لنا ان ثمة تقهقراً على هذا الصعيد وأن الزخم الأول يبرد ويتحول إلى رتابة مقلقة وأن الاندفاع الذي عرفه النصف الثاني من القرن العشرين بات في نهايات القرن وبدايات القرن التالي مع الوقت مراوحة وجمودا أسئلة سلامة موسى ،الكواكبي، علي عبد الرزاق ومحمد عبده والراحل محمد شحرور ..
ولم يعد العالم العربي قادرا على طرح الأسئلة وإنتاج المعنى بل صار مكتفيا بتحنيط التراث وتنصيب دعاة جدد يحصنون القلاع بالتكفير والتحقير. 
وروعة الخيال مارسوا خيالكم ، عيشوا لحظة الفرح بكل تفاصيلها . هذا معنى الإحتفال كما أتصوره وكما أعيشه مع أصدقائي وأحبتي وعائلتي الصغيرة والكبيرة قل هو أملي في الفرح إذا ما استطعنا إليه سبيلا ...
كل عام وأنتم سعداء صديقاتي أصدقائي .