غير بعيد من مقر عصبة الشرق لكرة القدم، وعلى مرمى حجر من مقرات الجهات المانحة، وفي غفلة من مسؤولي الجامعة المكية المغربية لكرة القدم، يعبث أحد الأندية الجرسيفية بكل القوانين وبكل المنح، وأشرنا ما من مرة إلى عدد من الخروقات التي رافقت هذا النادي المكلوم في عدد من كتاباتنا، وتحدثنا عن مجموع الحلول الممكنة لوضع الفريق على السكة الصحيحة حتى يصل إلى بر الأمان في حفظ الله ورعايته، وحتى يحقق الأهداف التي ينتظرها شباب وساكنة إقليم لما يزد عن عشرة سنوات، إلا أن لا حياة لمن تنادي رغم محاولة ابني العاق والذي أنجبته مع كرة القدم، لترقيع بعض من سروال حسنية أصله رقع عن طريق فبركة فئات ترتدي أقمصة بألوان تحت الطلب ...

وكما أشرت، كل ذلك ولا حياة لمن تنادي، رغم أن جلهم مقتنع في قرارة نفسه أن ما ننبه إليه هو عين العقل وهو المطلوب، إلى أن تطوع أحد الشباب نيابة عن الأغلبية الساحقة الساكتة الخنوعة المغلوب على أمرها، شاب عايش وعاشر كل هؤلاء وشهد شاهد من أهلها وفضح ما يمكن فضحه بحكم أنه كان ولا يزال ابن الدار الذي دافع بالغالي والنفيس من أجل أن يرى فريقه في المرتبة التي يتمناها من ناب عنهم من شباب هذا الإقليم المحروم من الاستفادة من التكوين الكروي أولا ومن نصيبه من الدعم العمومي ثانيا، بدعوى أن اللاعب المحلي غير مؤهل تقنيا وفنيا وبدنيا للعب في قسم أقل ما يمكن أن نصفه بالهواة، وهي صفة تحمل شرحها في ذاتها ولا تحتاج إلى تفسير أو تأويل ...

لو وُجدنا في مدينة وإقليم يحترم مسؤولوه شبابهم، لتم فتح تحقيق في كل ما أورده هذا الشاب الشجاع في مجموع تدويناته على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" بالأسماء والأرقام، ونتوفر كما يتوفر كل المعنيين بنسخ منها، كلام قاله وأنا متأكد أن القادم سيكون أكثر فضحا للأمور من سابقه، ومتأكد كذلك أن كل ما باح به حارس عرين "الخضر" لن يحرك ساكنا، لأسباب نعلم بعضها ونجهل أخرى، إلا أنني على يقين أن الأمر الذي تكلم عنه الرجل يشبه إلى حد كثير "شغل العصابات" إلا أنها تبقى هاوية ومنزوية في رقعة من الدولة المغربية ...

فلا الجهات المانحة ستحرك ساكنا، ولا عصبة الشرق لها قدرة تتبع نادي تناهز ميزانيته الــ 120 مليون سنويا، ولا الجامعة لها من الآليات ما يمكنها من مراقبة كل تلك الخروقات التي تنخر جسم هذا النادي ونوادي أخرى لها مكاتب مسيرة تشبه إلى حد كبير مكتبنا المسير الخالد وتتقاطع جميعها في نهج منطق الانتدابات بذريعة مبررات واهية تكاد تشبه بعضها البعض ويعرف أعضاؤها بعضهم بعض وقد يُهاتف بعضهم البعض خصوصا خلال الخمس مقابلات الأخيرة من كل موسم، والفاهم يفهم ...

هي أكثر من اثنى عشرة انتدابا، سيتم تسريح بعضهم بعد أن أخذوا مستحقات التوقيع دون أن يقدموا أية إضافة تُذكر، وسيتم الاحتفاظ بالطيعين منهم وسينتدبون آخرين طبعا لأن منطق تسييرهم مبني على الانتداب وليس التكوين، هو مدرب بتجربة متواضعة وبأجر يناهز 8000 درهم فشل في تدريب نادي أرفود، بل يتحمل كامل المسؤولية في رجوعه من قسم الأول هواة إلى القسم الثاني هواة ومنه إلى الأقسام الشرفية على حد تعبير ذلك الشجاع ابن تجزئة علال بن عبد الله، هذا الاسم "أبناء الشهيد علال بن عبد الله" الذي يستشهد به جل المعلقين على والمطبلين المزمرين لنتائج نادينا أو ناديهم كما يحلو لهم تسميته...

هذا بعض مما يتعلق بنادي كرة القدم، سنتطرق في مقال قادم لأمور أخرى تتعلق بنادي كرة اليد، ونشير إلى أننا لا نتحمل مسؤولية تشابه هذه الوقائع وهاته الشخوص مع تلك الموجودة على الواقع، إلى ذلكم الحين نشكركم على حسن المتابعة والإصغاء.