الجمعة 29 مارس 2024
اقتصاد

شمس الدين عبداتي: معالجة فوائد القروض مدخل أساسي لمصالحة البنوك مع المغاربة

شمس الدين عبداتي: معالجة فوائد القروض مدخل أساسي لمصالحة البنوك مع المغاربة شمس الدين عبداتي
يرى شمس الدين عبداتي، رئيس المنتدى المغربي للمستهلك، أنه سيترتب عن تغيير العقلية البنكية قرارات وتصرفات تساير منطق العصر ومتطلبات التمويل الاستثماري للمشاريع المقاولاتية والانخراط الإيجابي _كما سماه الملك_ في دينامية التنمية التي يعرفها المغرب.
وأبرز الفاعل الاقتصادي، أن خطاب الملك لم يقتصر على دعوة البنوك للانخراط الإيجابي.. بل إلى العمل -ليس فقط في التمويل- ولكن في تبسيط وتسهيل عملية الولوج إلى للقروض والانفتاح اكثر على أصناف أخرى من المقاولات المستجدة في السوق الاقتصادي المغربي وهي المقاولات الذاتية...

 
تطرق الملك إلى مشكل الابناك في خطابه خلال افتتاح الدورة التشريعية لمجلس النواب يوم الجمعة 11 أكتوبر 2019، وتطرق الى وجوب انخرطها في التنمية وتمويل المقاولات، ما تعليقك على ذلك؟
 
إن تعرية الملك لمشاكل البنوك، ودورها في التنمية فقد تم شرحه في سياق الخطاب. فرغم الإشادة بدورها في الاقتصاد الوطني وسيادتها في الاقتصاد الافريقي. ..الا انها رغم ذلك تحكمها العقليات البنكية إذ شدد الخطاب الملكي على ضرورة تغيير هذه العقليات، على غرار ضرورة تغيير العقليات الإدارية..وبالتالي سيترتب عن تغيير العقلية البنكية قرارات وتصرفات تساير منطق العصر ومتطلبات التمويل الاستثماري للمشاريع المقاولاتية والانخراط الإيجابي _ كما سماه جلالة الملك _ في دينامية التنمية التي يعرفها المغرب...والمراد أيضا هو تجاوز منطق التعاملات السابقة مع المقاولة والنظر إليها بنظرة شك في إمكانياتها التدبيرية . ...و نعرف جميعا أن التمويل البنكي، هو أهم الطرق أو الأداة المالية التي تساهم في نمو وتطوير مشاريع المقاولة وتوسيع نشاطها كذلك.. فخطاب الملك لم يقتصر على دعوة البنوك للانخراط الإيجابي..بل إلى العمل- ليس فقط في التمويل- ولكن في تبسيط وتسهيل عملية الولوج إلى للقروض والانفتاح اكثر على أصناف أخرى من المقاولات المستجدة في السوق الاقتصادي المغربي وهي المقاولات الذاتية، والشركات الصغيرة والمتوسطة. وبمعنى آخر ، على الأبناك أن تبتكر حلولا تمويلية ملائمة وآمنة. مع وضع برنامج عمل لذلك يهم الخرجين الشباب ومن خلال المجموعة المهنية للابناك، تحت مظلة بنك المغرب...

ترسخت لدى المواطن صورة قبيحة عن المؤسسات البنكية كأبناك غير مواطنة...،مالسبب الذي جعل الابناك تتسم بتلك الصورة القبيحة، في نظرك ؟
 
الصورة التي كونها لمواطن المغربي أو الفاعل الاقتصادي المغربي، نابعة من واقع عملي معيش في مجالات الاستقبال، واحيانا سوء المعاملة من البعض وعدم تقبل شكاياته وتعرضه (كمستهلك) لكثير من الغبن وحجب المعلومة عنه ..إلى جانب تعرضه للاحتيال الذي في ظاهره (مشروع) وفي باطنه تدليس في المعاملات المالية. فالعديد من المقاولين يشعرون بارتفاع كلفة القروض، وعدم مواكبة البنوك للمقاولات التي تتعرض لصعوبة مالية نتيجة لظروف معين كضعف في التدبير، أو اختلال في السوق أو بسبب غياب التأطير أو المواكبة من طرف البنك. هذه كلها أمور تجعل المواطن ( المقاول) يعزف أو يتحاشا التعامل معها نظرا لغياب الثقافة المالية لدى الكثير من المقاولين الشباب، وبما أنه في بداية مشروعه يصعب عليه ماديا الاستعانة بمستشار مالي مثلا. ومن هنا ندعو هذه البنوك إلى أن تكون بنوك تنمية بنوك داعمة ومساهمة، لابنوك خانقة، بنوك تاجرة، يهمها الربح اكثر ما يهمها البناء الاقتصادي والتنموي للبلاد، وهنا لا نتحدث عن القروض الاستهلاكية بل القروض الاستثمارية أو الموجهة للاستثمار، المستهلك يستفيد من نتائج الاستثمار بتوفير متطلباته الحياتية في السوق، سواء كانت خدماتية أو غذائية، وتوفيرها بأسعار معقولة وجودة كاملة وآمنة صحيا.
 
كيف السبيل لضمان دمقرطة التمويل للمشاريع الصغرى من جهة وتجنب خسران المشاريع وضياع الموارد من جهة ثانية؟
 
هنا تكمن الصعوبة، حيث يتطلب الأمر اولا دراسة جدوى المشاريع ومدى قدرة اصحابها على التسيير والتدبير السليم لمشاريعهم. ومدى إدراكهم لواقعها ومستقبلها في ظل تطور الأسواق والأنظمة المالية، وتعدد الأزمات الاقتصادية وطرق تدبير المخاطر...هذه كلها شروط لابد لصاحب المشروع أن يكون ملما بها ..فرؤيته لمشروع لابد له أن يستحضر كل هذه القضايا وان يملك القدرة على مواجهتها ..فهذه جزء من الضمانات التي تضعها البنوك في حسبانها عند تقديم القروض. لذلك قلت سابقا أن لابد لهذه البنوك أن تواكب المقاولة خصوصا الناشئة منها ..والخبرة المالية للبنك ستساعد المقاولة. وفيما يخص دمقرطة التمويل فهي مسألة صعبة لأن التقديرات والافتراضات التي تتوقعها البنوك، فالمعيار يبقى بيد البنك ..في غياب مدونة سلوكية لهذه البنوك، تلتزمها بمعايير محددة وواحدة حسب الفئات طالبة القروض..
 
ماهي ضمانة مصالحة الأبناك مع المغرب والمغاربة؟
 
اعتقد ان الضمانة التي تبدو لى ملائمة، هي أنه على البنوك أن تعيد النظر في طرق عملها إزاء تمويل المشروعات، خصوصا الصغيرة والمتوسطة والمقاولة الذاتية خاصة على مستوى نسبة الفوائد .حيث من الملاحظ ارتفاعها بشكل لا تستطيع معه المقاولة الناشئة تحقيق نمو مرضي ..وقضية معالجة فوائد القروض مدخل أساسي المصالحة البنوك مع المغاربة عامة، والمقاولين وأرباب المشاريع بصفة خاصة، بالإضافة إلى عامل المرونة في مسلسل أداء هذه الديون او القروض ..عند وجود صعوبة لدى المقاولة..اي ان يكون البنك عنصر إنقاذ ودعم عند التعثر وليس عامل هدم وإقبار المقاولة.. والتجربة المغربية للمقاولين الشباب مع البنوك المغربية..نموذج حي لدور البنوك السلبي إزاء المقاولة الشابة..حيث لم يتم إنقاذ هذه المقاولات ..والتي صدرت ضدها أحكام بالفناء .. وهنا أيضا لابد من التذكير بأن القضاء يجب أن يغير نظرته إلى وضعيات هذه المقاولات وان يقوم بإجراءات تضمن من جهة استمرار المقاولة وضمان استرداد القروض البنكية في إطار معين..وفي ظروف مواتية تسمح بنمو المقاولة.