أسفر الجمع العام الانتخابي للعصبة الاحترافية والذي احتضنه قصر المؤامرات بالصخيرات، عن تجديد الثقة في سعيد الناصري الرئيس الحالي لنادي الوداد الرياضي، بعدما تحصل على 37 واعتراض إثنين من الأعضاء -الرجاء الرياضي-.
تباث موقف الرجاء الرياضي في شخص رئيسها جواد زيات، والداعي لعصبة احترافية مستقلة، يكون رئيسها ومكتبها مستقل بشكل تام، وان لم يغير شيئا لكنه حفظ ماء وجه الديموقراطية الكروية التي سعى لها رئيس الجامعة ورئيس العصبة خاصة بعد مهزلة رادس واقاموا الدنيا، من خلال التوجه للمحكمة الرياضية الدولية أو ما يصطلح عليها ب "الطاس"، وبعدها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في أطول مسلسل تاريخي للنهائيات الكروية الكبرى ولم يقعدوها على مجموعة من الأمور التنظيمية الخاصة بالرياضة الوطنية، وخير مثال نهاية الموسم الكروي المنصرم والذي شهد مشكل في برمجة مجموعة من المباريات خاصة المصيرية منها والتي كانت ستحدد معالم البطل، والمغادرين للقسم الوطني الثاني.
ازدواجية المناصب على مستوى تسيير الشأن الكروي الوطني، يضرب عرض الحائط الرسالة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي وجهها للمشاركين في المناظرة الوطنية الثانية من نوعها حول الرياضة بالصخيرات، والتي تحدث فيها جلالته عن غياب عناصر الشفافية والنجاعة والديموقراطية في تسيير الجامعات والأندية، لم تمضي أسابيع بل أيام قليلة من انتقادنا لمجزرة رادس بتونس، وصب جام غضبنا على أخطبوط الفساد الذي يتحكم في دواليب الكرة الإفريقية، والذي حذر منه السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والنائب الثاني لأحمد أحمد لرئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، الأندية المغربية المشاركة في منافسات عصبة الأبطال الإفريقية، وكأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، عبر التصريح لوسائل الإعلام ان الأندية المغربية ستعاني مجددا كما حصل مع الوداد.
تضارب التصريحات من أجل تولي المناصب لا يصب في صالح الرياضة الوطنية، وخير دليل علاقة السيد رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بأحمد أحمد رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وحضور هذا الأخير بصفة منتظمة للمغرب، والذي ساهم في تسويق مجموعة من الصور السيئة عن مصداقية تتويج وفوز مجموعة من الأندية سواء ببطولات او مباريات ضمن المسابقات القارية، واقعة لقاء بركان والرجاء بعاصمة البرتقال ضمن دور المجموعة لمسابقة الاتحاد الإفريقي على سبيل المثال نموذجا، وتصريح مرتضى منصور رئيس الزمالك قبل مباراة النهائي الذي خسره الفريق المغربي ذهنيا قبل خوضه. كلها معطيات تنخر الرياضة الوطنية في ظل حجم الاستثمارات المالية الضخمة التي يخصصها الجهاز الوصي على كرة القدم الوطنية للمنتخبات والفرق(...).
ستستمر هفوات الماضي، وسنشاهد احتجاجات الأندية المنافسة على القرارات التحكيمية، ولجنة البرمجة خاصة عند اقتراب نهاية الموسم الكروي، مادام رئيس العصبة الاحترافية هو نفسه رئيس نادي منافس بالبطولة الاحترافية عن اي مصداقية نتحدث؟ مع احترامي للسيد سعيد الناصري كرئيس فريق ناجح ساهم فتحقيق بطولات لفريق الوداد الرياضي، لكن كرياضي تبقى علاقته بالعصبة الاحترافية اقرب للخيال، وتدخل ضمن مجاملات الكراسي والمناصب التي تعصف بالرياضة الوطنية للهاوية، بعدما خلف رئيس الجامعة وعده بعدم انطلاق البطولة الاحترافية حتى يتم تحويل الجمعيات الرياضية لشركات، قصت البطولة الاحترافية شريطها على واقع التأجيلات لتجد العصبة الاحترافية فور انتخابها أمم مهمة برمجة مباريات الفرق المغربية المؤجلة نظرا لمشاركتها في المسابقات القارية، وكذا كاس محمد السادس للأندية الأبطال.
فالنهوض بكرة القدم الوطنية يتطلب الحزم في التسيير، وتغليب المصلحة العليا للوطن على المحاباة السياسية، والشخصية، حتى لا تفتقد كرة القدم بوطننا الحبيب صبغتها الشعبوية.