الخميس 28 مارس 2024
موضة و مشاهير

إملشيل: الشهيدة الجميلة فاضمة وحرفو تعود لتجدد الذاكرة وتعيد مأتمها

إملشيل: الشهيدة الجميلة فاضمة وحرفو تعود لتجدد الذاكرة وتعيد مأتمها صورة الشهيدة الجميلة فاضمة وحرف

عادت الجميلة فاضمة وحرفو، والجمال يعود، دواما، ولو أقبر ودُفن. عادت الجميلة فاضمة وحرفو لتحييَ ذاكرة سنوات الجمر والرصاص، بموضع إملشيل، وتُحييَ، وهذا هو الأهم، الرموز الثقافية الأمازيغية التي تتراءى في أوشُمها. إنها لقطة أمام  ذاكرة  تكاد تكون منسية، وثقافة في حاجة إلى التدوين، وحضارة تحتاج إلى مثابرة وجهد جهيد.

في الحقيقة  لن أنقل لكم سوى خبر محزن تلقيته صباح يومه. أخبركم أن المأتم تجدد بمنزل صديقي زايد وحرفو بقصر (دوار) سونتات، قرب إملشيل، إقليم ميدلت.
-ماذا حدث؟ سألت الصديق زايد هاتفيا.
- حدث أن عاد المأتم إلى منزلي، فكل الأبناء يبكون،
-ما خطبك بالضبط؟
- كلنا يبكي، نساؤنا وأبناؤنا، بسبب فاضمة.
- هل تتحدث عن فاضمة أخرى غير أختك؟
- لا.
- وما الذي حدث؟
- لقد عثرنا على صورتها!
مفاجأة جميلة للغاية، فوق ذلك، إن صح القول: الجمال يكمن في تعدده. وهي مفاجأة حزينة، رغم ذلك، إذ تعيدنا إلى سنوات الرصاص، يوم اختطفت الجميلة فاضمة وحرفو، في شهر مارس من العام 1973، بتهمة استقبال المرحوم زايد أوخويا في منزلها، ليصلى نارا دِفئا من كانون منزلها، وكان أولى بها أن تخبر الدرك، لكنها لم تفعل. هكذا يقولون، وفي الواقعة ثنايا أخرى ومنعرجات. يغلب على الظن أن الشهيدة فاضمة وحرفو، زوجه المرحوم زايد أوبا، بقرية سونتات، اختطفت لجمالها، وقد تكون الغاية انتهاك حصانة قبيلة أيت يعزة المقاومِة، أفرادِها جميعهم. مكثت السيدة فاضمة وحرفو مختطفة بمركز بوزمو 08 أيام، ليجري نقلها إلى الكوربيس، ثم إلى درب مولاي الشريف، وأخيرا سجنت بسجن أكدز السيء الذكر. وما كان لها لتصمد بعيدا، فوقع البأس والتنكيل عجل بموتها، لتسلم الروح يوم 20 دجنبر من العام 1976.
أظهرت هيئة الإنصاف والمصالحة مكان وفاتها، وموضع دفنها بمقبرة أكدز بإقليم زاكورة. ولقد برز قبرها اليوم مرمما حاملا الشاهد رسم عليه اسم فاضمة وحرفو
-        تعازينا القلبية للصديق زايد وحرفو الذي تجدد المأتم بمنزله.
-        تعازينا الحارة لقبيلة أيت يعزة بمنطقة إملشيل، ولكل إخوانهم من أيت إبراهيم، وأيت عبدي.
ذروني أعود إلى الشهيدة فاضمة وحرفو، ألا ترون في الصورة أنها تحمل ثلاتة رموز أمازيغية: رمز الشمس، ورمز الحمل، ورمز المرأة والخصوبة، فضلا رموز تيفيناغ. ونشير إلى أن شعرها منتظم مما يفيد أنها متزوجة، وهي زوجة المرحوم زايد أوبا.
عن مدونة "الأطلس الكبير الشرقي"