الجمعة 26 إبريل 2024
مجتمع

"العكس والعسر" بصمة حكومة الإسلام السياسي التي تدعي ّ التيسير"

"العكس والعسر" بصمة حكومة الإسلام السياسي التي تدعي ّ التيسير" سعد الدين العثماني، وطوابير الحكرة والمذلة

"الحكرة" و "الإهانة" و " المدلة " وكل أوصاف احتقار إنسانية المغاربة اختزلتها صور طوابير المئات من المواطنين والمواطنات أمام وكالات بريد المغرب لصرف " صدقة لعكس والعسر " التي ابتدعتها حكومة الإسلام السياسي و التي أطلقت عليها ظلما وبهتانا اسم " تيسير" .

عن أي "تيسير" يتحدثون  وحكومة سعد الدين العثماني تجتهد في وضع  الكمائن، وتعميم المصائب، وتوزيع "الفقسة" على جميع المواطنين بالتساوي ، نعم لقد عاينت جريدة " أنفاس بريس" طوابير المغاربة تحت أشعة الشمس الحارقة، بالجوع والعطش، طيلة يوم الجمعة 5 يوليوز 2019 أمام وكالات بريد المغرب في مدينة أسفي و اليوسفية ومدينة بن جرير والصخور الرحامنة وبرشيد و مدينة سطات في سلسلة من المشاهد المقرفة التي يندى لها الجبين.

مشاهد مقززة عاينها الإعلامي والمثقف والمفكر والباحث والشرطي و الدركي  والجندي والمنتخب والمسؤول  والأستاذ والطالب والتلميذ والفلاح والمعطل ....طوابير من المواطنين، آمنوا بنداء محاربة الهذر المدرسي، حولتهم حكومة العبث إلى  أشباه " متسولين"،  تحيلك نظرات عيونهم الشاردة،  خرائط تجاعيدهم  على زمن السخرة والأعمال الشاقة المقرونة بالتعذيب في زمن العبودية.

لقد تقاسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي منذ نهاية شهر يونيو من السنة الجارية، صور الإذلال والمهانة التي يتعرض لها المغاربة البسطاء الباحثين عن شعاع وبصيص أمل لتمكين أبنائهم وفلذات كبدهم من الالتحاق بالمقاعد الدراسية، ومحاولة تعليمهم أبجديات القراءة والحساب لفك طلاسيم لقمة العيش في غابة متوحشة أغلب ذئابها مقنعة بأقنعة التدين والطهرانية.

 

ـ دمنات نموذجا صارخا لهذر الزمن الإنساني.

 

"في عز الحر وتحت أشعة الشمس الحارقة يقف هؤلاء المواطنون المساكين من أجل الحصول على بعض الدراهم التي جادت بها عليهم الحكومة من أجل محاربة الهذر المدرسي" يقول أحد المدونين من مدينة دمنات الذي أرفق الصورة أعلاه مع تدوينته الحزينة. وأضاف بأسف عميق متحدثا عن جرائم حكومة الإسلام السياسي في حق شعب اكتوى بقراراتها اللاشعبية " العديد من النساء والرجال والأطفال قطعوا عشرات الكيلومترات من الجبال في اتجاه وكالة البريد الوحيدة بدمنات....هؤلاء ربما لن يستطيعوا الحصول على دراهمهم اليوم وسيعودون غدا أو بعد غد تاركين أعمالهم ومنازلهم دون جدوى". وخلص نفس الدون إلى أن هذا مثال "صارخ للعبث في هذا الوطن الذي لا يحترم مواطنيه".

وتساءل ابن مدينة دمنات قائلا: "لماذا لا تفكر هذه الدولة في تقريب هذه الخدمة لهم في مداشرهم كما تقرب لهم صناديق الانتخابات؟. كيف ستعلم لهؤلاء أن يحبوا وطنهم وأنت تتعامل معهم كالقطيع؟ كيف سيصدقون أنك تفكر في تعليمهم وهم لا يتوفرون على مدارس ولا كراسي ولا مدرسين؟"

وختم ذات المدون من مدينة دمنات قائلا: " هل بهذه الطريقة يحارب الهذر المدرسي.؟ نحن نعلم أن هؤلاء البؤساء لن يتجاوزوا التعليم الابتدائي في أحسن الأحوال. هؤلاء الأطفال سيغادرون المدرسة مبكرا، لأنكم فاشلون. وسيتجه الذكور منهم إلى ضيعاتكم الفلاحية بأكادير وغيرها لأعمال السخرة لتسمين أرصدتكم. بينما ستتجه الإناث للزواج المبكر أو الهجرة نحو المدن للعمل خادمات في بيوتكم ليعتنين بأطفالكم وتسمينهم و إشباع رغبات زوجاتكم ....."