السبت 20 إبريل 2024
مجتمع

كريدية : شاطئ " بحر لعيالات " بأسفي في حاجة إلى التثمين والتحصين والتأهيل

كريدية : شاطئ " بحر لعيالات " بأسفي في حاجة إلى التثمين والتحصين والتأهيل : شاطئ " بحر لعيالات " بأسفي جانب صورة لأبراهيم كريدية

يستعد عشاق شواطئ البحر والسياحة الساحلية، إلى الهرب من المدن الداخلية، والسفر لقضاء عطلة الصيف هربا من حر الشمس ولهيبها، بعد سنة من  الشاق، والاجتهاد والكد من أجل توفير مصروف العطلة والمخيم للأسرة والأبناء رغم قساوة الحياة. وتستقبل شواطئ مدينة أسفي حاضرة المحيط مثلها مثل العديد من المدن الساحلية، عدد لا يستهان به من ضيوف شواطئها المغرمين بمناظرها الطبيعية وثروته السمكية، ومآثرها التاريخية، و العاشقين لما تنتجه أنامل صناع و حرفيي الخزف.

لكن ما يحز في النفس هو الشعور والإحساس باللامبالاة تجاه هذه الثروة السياحية ( شواطئ بحر أسفي ـ الصويرية...) التي تتعرض للتدمير والنهب أمام أعين المسئولين الذين أسندت إليهم مهمة تحصين وتتمين الثروات المادية واللامادية والبيئية والسياحية بحكم تخصصاتهم ومسئولياتهم بالمؤسسات المنتخبة والقطاعات ذات الاهتمام المشترك ( الجماعات الترابية على طول الشريط الساحلي بإقليم أسفي..)

فهل تتحرك الجهات المعنية لحماية ساحل وشواطئ بحرأسفي الممتد على طول شريط حاضرة المحيط، والعمل على توفير شروط التخييم والاستجمام وتعزيز البنية الاستقبالية والأمنية والبيئية، في مجموعة من النقط التي يحج لها المواطنون ؟

في تدوينة للكاتب والباحث الأستاذ إبراهيم كريدية يسترجع  نوستالجيا ذاكرة أمكنة شواطئ أسفي التي كانت تستقطب الزوار والسياح والمصطافون، حيث يقول أنه " كانت أسفي حتى عهد قريب، تمتلك شاطئين فسيحين، هما شاطئ "البلايا playa "، ويشغله حاليا ميناء الفوسفور وملحقاته، ثم شاطئ " تافتاست " الذي ما يزال قائما "، وتمثله الصورة المرفقة بهذه التدوينة.

وأوضح المؤرخ والباحث إبراهيم كريدية أن "اسم الشاطئ المتداول في القديم وعند عدد من الآسفيين هو : "تافتاست "، وهو اسم ينحدر من العبارة الأمازيغية "أفتاس"، ومعناها الساحل والشاطئ".

ـ هل مازال المرأة الأسفية ترتاد بحر " لعيالات".؟

يقول كريدية متحدثا عن شاطئ ( أفتاس) : " كان في الماضي مكانا معزولا وموحشا ومخيفا، كان يشاع عنه، أن بحره خطير لا يقتحمه إلا السباحون الأقوياء المهرة، والطريف العجيب، أن جزءا رمليا ومعزولا من هذا الشاطئ في اتجاه (رأس الأفعى)، كان يحجبه ستار من الصخور البحرية، كان مقصدا لنساء أسفي والجوار في كل يوم أربعاء، لممارسة طقس غريب وهو (التطهر والتبرك)، فكان سكان الجوار والمرتادين الدائمين لشاطئ (تافتاست)، يحترمون هذا الطرف البحرى المعزول ولا يقتربون منه، و يسمونه (بحر العيالات)... كانت النسوة يغمسن كامل أجسادهن في مياهه، ليتممن بعد ذلك طقوس تطهرهن المنشود، بالصعود في مرحلة ثانية إلى (عين لالة ميرة) المجاورة، والاغتسال بمياهها الحلوة غير المالحة، وكلهن نشاط وإيمـــان وأمــل وتفاؤل، بأن فعلهن التطهري هذا، سوف يبعد عنهن(التابعة) ويجلب السعد والعريس للعوانس منهن، ويطرد النحس وسوء الطالع للشقيات منهن."

ـ نهب الرمال البحرية، و التخريب والإهمال يطال " بحر لعيالات" .

واليوم تغيرت صورة هذا الشاطئ حسب تدوينة الكاتب كريدية، " فرغم ما ناله من إهمال وتخريب جراء نهب جزء كبير رماله، أصبح اليوم بفضل ما أدخل عليه من تحسينات وتجهيزات، متنزها جميلا ومسبحا محروسا ومشهورا، مفتوحا في كل الفصول، تقصده ساكنة المدينة وضيوفها من المغاربة والأجانب، كما يشتهر في العالم كحلبة بحرية لعدد من الرياضات البحرية، وعلى رأسها رياضة "ركوب الموج"، التي تستقطب عدد من الأبطال العالميين وتشهد كل سنة تنظيم عدد من المباريات".