السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

حسن خليل: حينما يكون الفن في خدمة "لعفن"!!

حسن خليل: حينما يكون الفن في خدمة "لعفن"!! حسن خليل

لابد أولا من بعث رسالة تقدير لكل فنان يحافظ على عزة نفسه وشموخ كرامته وأنفته، مهما تقلبت ظروفه الاجتماعية عبر محطات حياته كفنان يعيش من التمثيل أو الفكاهة أو المسرح... ولا ينبطح لاقتراحات تحوله "لبراح وحياح وممتهن التنكيف"، ذلك بإيعاز من مستغلي الفرص السانحة عبر بوابة الإحسان أو الدعاية الانتخابية أو سهرة ذات أهداف ذاتية معينة.

ومن هذا المنطلق هناك فئة تلبس معطف الفن، بينما الفن ذو النهج السليم يتبرأ منها، لكون هذه الفئة من "الفنانين" تتسابق للعمل بمناسبات تنظمها جهات معينة تأخذ من العمل الاجتماعي والإحساني مطية لتحقيق أغراض شخصية وذاتية.. وتجد بعض "الفنانين"، سامحهم الله، يأخذون على عاتقهم دور المدح الزائد والشكر "الباسل"، مقابل إكراميات لا تغني ولا تسمن من جوع.

من هنا نجد أن فئة منحت لنفسها الانتساب لقطاع الفن لغاية وحيدة، وهي الاسترزاق. فلو كانت ضمن الفئة التي تفرض احترام الكل حفاظا على عزة نفسها والاشتغال في مسار قوامه الأنفة، لما انساقت مع فن البهرجة والتهريج. فالفئة المقتدرة من الفنانين تبقى دائمة الشموخ وتنال تقديرا لا يوصف من الرأي العام.

إن الفن بكل أنواعه هو رسالة ذات مقومات أخلاقية كبيرة؛ ومن انسلخ عن الحس الأخلاقي ضيع كل المقومات الكبيرة التي تمنحه صفة فنان. وكثيرون هم الفنانون المغاربة الذين كانوا يصرون على التشبث بالمواقف الثابتة وعدم الانصياع للإغراءات المادية ذات الأهداف المصلحية.

ومن جملة الفنانين المغاربة الذين تميزوا بالأنفة محمد حسن الجندي، الذي كان لا يقبل الاشتغال في أي عمل فني إلا بفرض شروطه، وفق شعاره الدائم "إما أكون أو لا أكون"؛ وكان بنصح الفنانين بالعمل المقتدر، مقدما لهم نصيحة ذات قيمة معنوية كبيرة "إياكم والفن الذي يخدم مصالح "لعفن".

من هنا يحق لنا أن نتساءل: ما هو دور الفن إذا لم يكن يحفظ للفنان عزته وكرامته؟