الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

غريب عبد الحق: تقليص مدة الدراسة بكلية العلوم بالجديدة يثير استياء وسط الطلبة والأساتذة الباحثين

غريب عبد الحق: تقليص مدة الدراسة بكلية العلوم بالجديدة يثير استياء وسط الطلبة والأساتذة الباحثين غريب عبد الحق

تميّزت السنة الجامعية 2018-2019 بكلية العلوم بالجديدة بتقليص مدة الدراسة في الفصل الربيعي بأسبوعين (12 أسبوعاً عوض 14 أسبوعا)، وهو ما انعكس سلبا على برمجة الدراسة بالمؤسسة وخلق تدمّرا واسعا في صفوف الطلبة واستياءً عميقا وسط الأساتذة الباحثين.. كيف ذلك؟ 

طبقا للضابط ن د 2  الخاص بضوابط نظام الدراسات والتقييم، من دفتر الضوابط البيداغوجية الوطنية لسلك الإجازة (صادر بالجريدة الرسمية عدد 6322 بتاريخ 9 ربيع الأول 1436، الموافق فاتح يناير 2015)، فإن السنة الجامعية تتكون من فصلين دراسيين، يتضمن كل واحد منهما 16 أسبوعاً من الدراسة والتقييم.. (الدراسة تتطلب 14 أسبوعا والتقييم أسبوعين).

للأسف الشديد، لم تحترم عمادة كلية العلوم الضابط ن د 2 المشار إليه أعلاه ولم تتقيّد بمضامينه، حيث  أعلنت أن بداية الدراسة برسم الدورة الربيعية لهذه السنة هو يوم الاثنين 11 فبراير 2019، ونهايتها يوم السبت 11 ماي 2019..أي أن مدة الدراسة برسم الفصل الربيعي لهذه السنة هو 12 أسبوعاً فقط عوض 14 أسبوعا المنصوص عليها في دفتر الضوابط البيداغوجية..

وإذا كان تقليص مدة الدراسة بأسبوعين لا يوجد ما يبرره (إضرابات، كارثة طبيعية..)، فإن ما يثير الاستغراب هو عدم قيام عمادة الكلية بما يلزم من إجراءات وتدابير، من أجل أن تضمن سيراً عاديا للدراسة، ومن أجل ألاّ ينعكس ذلك سلبا على عطاء الأستاذ وتحصيل الطالب.. كل ما قامت به العمادة هو تكليف رؤساء الشعب بإخبار الأساتذة في أواخر أبريل، عبر بريدهم الإلكتروني، بأن تاريخ نهاية التدريس هو 11 ماي 2019.. أي بعد فوات الأوان.

وقد أدى هذا الإجراء المتأخر والمرتجل إلى حالة من التدمّر والارهاق والتيه وسط الطلبة بسبب تكديس حصص ثلاثة أسابيع من الدروس والأشغال التوجيهية وامتحانات الأشغال التطبيقية في أسبوع واحد ونحن في شهر رمضان، أي الأسبوع الأخير الذي ينتهي يوم السبت 11 ماي، بعد أن لجأ الأساتذة مرغمين إلى إضافة حصص استدراكية، امتدت بعضها لساعات طويلة ومتأخرة في اليوم، وهو ما أرهق الطلبة والأساتذة على حد سواء، وأجّج غضب الطلبة إلى درجة مقاطعة امتحانات الأشغال التطبيقية، في أول سابقة في تاريخ الكلية.. 

إن هذا العبث والاستهتار وغياب الحس بالمسؤولية في تسيير الشؤون البيداغوجية بكلية العلوم بالجديدة، لا يمكن عزله عن مشكل تواجد العميد بالكلية لبضعة ساعات في اليوم فقط، تصل أحيانا إلى ساعتين،  بسبب تنقله اليومي بين مقر عمله بالجديدة ومقر سكناه بالدار البيضاء منذ أكثر من سنة، وما يترتب عن ذلك من استنزاف لميزانية الكلية وتعطيل مصالحها (رغم تواجد منزل للسكن الوظيفي داخل كلية العلوم عبارة عن ڤيلا من طابقين).

جدير بالذكر أن خلال السنة الجامعية 2017-2018 قاطع الطلبة امتحانات الدورة الربيعية لأول مرة في تاريخ الكلية، بعد أن رفض العميد تأجيل تاريخ بداية الامتحانات.. وهاهم يصدرون اليوم بلاغا للرأي الطلابي يعلنون فيه تأجيل امتحانات الدورة الربيعية أو المقاطعة بعد أن قاطع طلبة SVT2 امتحانات الأشغال التطبيقية يوم 6 ماي 2019، ليُطرح السؤال: من يتحمل مسؤولية ما يقع بكلية العلوم؟