حل بروكسيل يوم الأحد 5 ماي 2019 وفد بعثة الأئمة والوعاظ والواعظات والمقرئين المبعوثين من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، لإحياء ليالي شهر رمضان الكريم، بقراءاتهم الشجية لكتاب الله في صلاة التراويح، ودروسهم التي تهدف لصون الجالية المسلمة بصفة عامة و المغربية بصفة خاصة من الخطابات المنحرفة والشاذة، وربطها بالأصول و الثوابت المغربية العريقة، وتحصينها من الغلو والتطرّف، وترسيخ قيم التسامح والتعايش والمواطنة الحقة لديها.
الوفد كان في استقباله بمطار بروكسيل الدولي صالح الشلاوي، رئيس مؤسسة تجمع مسلمي بلجيكا. هذا الأخير أقام حفل غذاء على شرف البعثة المغربية بإحدى القاعات الفسيحة بالعاصمة البلجيكية بروكسيل،حضرها كل من سفير المملكة المغربية ببلجيكا وذوقية اللوكسمبورغ محمد عامر والشيخ محمد التجكاني رئيس رابطة الأئمة ببلجيكا و شخصيات أخرى.
في البداية تناول الكلمة رئيس مؤسسة تجمع مسلمي بلجيكا صالح الشلاوي، رحب في مستهلها بالبعثة المغربية متمنيا لهم مقاما طيبا في بلدهم الثاني بلجيكا التي تعترف بديننا الإسلامي الحنيف رسميا منذ سنة 1974، بحيث توفر كل الظروف المواتية للجالية المسلمة لممارسة شعائرها الدينية على أحسن ما يرام، كما ذكر أعضاء البعثة بحاجة الجالية المغربية وتعطشهم لتوثيق الروابط الدينية والوطنية ببلدهم الأم المغرب، الذي يتشبث بالمرجعية التاريخية الواحدة للمذهب المالكي السني الذي أجمعت عليه الأمة و إمارة المؤمنين،و حاجة أفراد الجالية الملحة في هذا الظرف الحساس بالذات لمن ينير لهم الطريق المستقيم،على نمط النموذج المغربي المشهود له بعقيدته الأشعرية ووسطيته واعتداله، كما حث الشلاوي صالح في معرض كلمته، أعضاء البعثة المغربية بضرورة التقيد واحترام بعض التوجيهات التي تسلموها في ملفات أعدت للغرض نفسه، داعياً إياهم إلى ضرورة نهج خطاب معتدل ينصب على التعريف بالقيم العليا التي يزخر بها ديننا الإسلامي الحنيف،ومراعاة الإختلافات المذهبية بين مسلمي الجاليات الأخرى وعدم الخوض في أمور الفتاوى التي يعود إختصاصها للمجلس العلمي المحلي ببلجيكا. وسجل أن أهمية إرسال البعثة نابعة من إعتبارات موضوعية ومنطقية بحكم حجم الجالية المغربية المقيمة ببلجيكا لتحصين هويتها المغربية الأصيلة والعمل على الحد من التيارات الإسلامية المتشددة والمتطرفة التي تسيئ للإسلام و المسلمين.
كلمةمحمد عامر، سفير المملكة المغربية ببلجيكا و ذوقية اللوكسمبورغ، رحب في بدايتها بالوفد المغربي متمنيا لهم مقاما سعيدا خلال هذا الشهر الفضيل،معطيا إياهم نصائح للإستعانة بها في دروسهم ومواعظهم،مشيدا بعمق أواصر الصداقة المتينة التي تجمع بين الدولتين المغربية والبلجيكية و التنسيق الكبير الذي يجمع بينهما في مجموعة من المجالات خصوصا ما يتعلق بمحاربة الإرهاب، الفيروس الكبير الذي يهدد الإنسانية جمعاء. كما ذكر السفيرأعضاء البعثة بكونهم سفراء لبلدهم الأم المغرب و عليهم أن يكونوا في مستوى تطلعات الجالية المغربية المقيمة ببلجيكا بالعمل على توطيد الثقافة الدينية ذات الطابع المغربي بين أبناء الجالية وتعزيز و تطوير الهوية الدينية المغربية في أوساط الجالية.
الشيخ محمد التجكاني، رئيس رابطة الأئمة ببلجيكا،ألقى كلمة رحب فيها بالوفد المغربي ،منوها بالمجهودات التي تبذلها كل المؤسسات التي تسهر على نجاح هاته العملية،مقدما هو الآخر بعض النصائح والتوجيهات لأعضاء البعثة للعمل بها و توخي الحيطة والحذر من بعض الأسئلة الملغومة التي يجب الرجوع فيها للأئمة والوعاظ المقيمين ببلجيكا بإعتبارهم على علم ودراية بما يجري ويدور في الساحة.
بعد نهاية حفل الغذاء، التحق أعضاء اللجان الإدارية للمساجد لإصطحاب الوعاظ والواعظات والمقرئين لمساجدهم لتنشيط وإحياء ليالي شهر رمضان المعظم.