الجمعة 26 إبريل 2024
سياسة

الإعلامي الغول يقرأ نتائج انتخابات البرلمان الإسباني ويقدم توقعه لمستقبل العلاقات بين مدريد والرباط

الإعلامي الغول يقرأ نتائج انتخابات البرلمان الإسباني ويقدم توقعه لمستقبل العلاقات بين مدريد والرباط الزميل الإعلامي محمد الغول، وفي اطار الصورة، سانيتاغو أباسكال، زعيم الحزب الشعبي اليميني
فاز رئيس الوزراء الاشتراكي الإسباني "بيدرو سانشيز" في الانتخابات التشريعية التي نظمت يوم الأحد 28 أبريل 2019، لكن بدون تحقيق أغلبية مطلقة، بينما يستعد اليمين المتطرف لدخول البرلمان للمرة الأولى منذ عقود.
أما حزب فوكس اليميني المتطرف فحصل على 24 مقعدًا وفق النتائج، حيث تزداد شعبية أقصى اليمين منذ العام الماضي وللمرة الأولى منذ وفاة الرئيس الأسبق فرانكو عام 1975.
في هذا الحوار مع الزميل الإعلامي محمد الغول يقدم قراءته لنتائج هذه الانتخابات وانعكاسها على مستقبل العلاقات بين مدريد والرباط:
+ماتعليقك على نتائج الانتخابات التشريعية في إسبانيا؟
++هذه الانتخابات التشريعية الإسبانية، أولا كانت مثالا حيّا على أن الديموقراطية تظل الخيار الأمثل والجواب الأفضل أمام التحديات التي قد تواجه المجتمع، ثانيا إن المواطن الواعي بحقوقه وواجباته قادر على صنع الفارق، وهو ما عبر عنه المواطن الإسباني الذي كان في الموعد، ثالثا، اليمين المتطرف أصبح تحديا واقعيا وحقيقيا في الديموقراطيات الغربية، رابعا بلقنة الساحة السياسية، تشكل عائقا حقيقيا في الممارسة السياسية، وتشكيل تحالفات حقيقية متماسكة، تنتج حكومات قوية ومستقرة.
+ كيف تفسر الاقبال الكثيف على التصويت؟
++الإقبال الكثيف على التصويت كان بسبب الحشد الايديولوجي القوي الذي شهدته الحملة الانتخابية، سواء على المستوى الوطني، أو على مستوى الأقاليم أخص بالذكر كطالونيا، الذي كان الإقبال فيه تاريخيا بحكم حشد الانفصاليين لكل قوتهم، وهو مافعله القوميون في إقليم الباسك، وكذا مخاوف الناخب الإسباني من احتمال اختراق كبير لليمين المتطرف، وهو الوتر الذي لعب عليه الحزب الاشتراكي حيث دعا زعيمه "بيدور سانشيز" في ختام الحملة الانتخابية المواطن الإسباني إلى تحمل مسؤوليته التاريخية في حماية الديموقراطية الاسبانية.
+عودة اليمين المتشدد والقومي "فوكس"، المعروف بمواقفه المناهضة لحقوق المرأة والمهاجرين، مقابل تراجع "بوديموس"، هل هو دليل على عدم استقرار الرأي العام سياسيا؟
++ومع ذلك، فاليمين المتطرف "فوكس" حقق نتائج متواضعة مقارنة بما توقعت له استطلاعات الرأي ولكن رقم 24 مقعدا من أول مشاركة رقم لا يستهان به مع ذلك ويحمل تحديات، لكن هل هو صعود على حساب اليسار الراديكالي، لا ليس صحيحا، حزب "فوكس" نال مقاعده على حساب اليمين نفسه ممثلا في الحزب الشعبي الذي مني بخسارة تاريخية وحتى أثناء الانتخابات، هذا الحزب كان ذكيا وهاجم الحزب الشعبي اليميني أكثر مما هاجم اليسار، صحيح أن اليسار الراديكالي "بوديموس" تراجع ولكن خسارته ومقاعده كانت لحساب اليسار، اليسار الجمهوري في كطالونيا، أو الاشتراكي العمالي وطنيا، بمعنى أن اليسار استعاد عافيته نسبيا في إسبانيا.
+كيف تترقب العلاقات بين الرباط ومدريد على خلفية نتائج هذه الانتخابات؟
++مبدئيا علينا أن نقر أن العلاقات المغربية الإسبانية، في السنوات الأخيرة لا تتأثر كثيرا بتغير الاتجاه السياسي الحاكم في مدريد، يميناً أو يسارا بغض النظر عن بعض التصريحات المعادية للمغرب التي قد تسمع في الحملة الانتخابية، ولكن ذلك لا يغير شيئا من أن إستراتجية العلاقات مع المغرب بالنسبة لمدريد، اقتصاديا و أمنيا في ملفات الهجرة الإرهاب المخدرات.. لم يعد يسمح لمدريد بهامش كبير من المناورة مع الرباط وجعل من علاقات البلدين في السنوات الأخيرة تعرف استقرارا مهما كان الحزب أو التيار السياسي الحاكم في مدريد، وخاصة في ضوء تحييد البلدين لقضية الصحراء وتقدم موقف مدريد من هذه القضية إلى نوع من التأييد النسبي للمغرب في هذا الملف، لكن هذا لا يمنعنا من الإشارة إلى إن الحزب الاشتراكي يضم وجوها بارزة من كبار أصدقاء المغرب، ولا يخفون ذلك، منهم رئيسي الحكومة الأسبقين ، اويس رودريغيز سباطيرو وفليبي غونزاليس.