الخميس 28 مارس 2024
خارج الحدود

مختار جمعة: الإخوان المسلمون هم رأس الأفعى ومنبت الشر

مختار جمعة: الإخوان المسلمون هم رأس الأفعى ومنبت الشر
  لعل أحدا لم يعرف جماعة الإخوان الإرهابية كما عرفناها نحن في مصر، ولم يخبر ماهية هذه الجماعة الضالة كما خبرناها أيضا، فالغاية لدى عناصر هذه الجماعة الإرهابية تبرر الوسيلة، أي وسيلة كانت : قتلاً أو تخريبًا، أو تكفيرًا وتفجيرًا، أو كذبًا وافتراء وبثًّا للشائعات، فقد نشأوا على الكذب وتربوا عليه من قياداتهم المنحرفة، وهم أشبه ما يكون بخفافيش الظلام التي لا يمكن أن تحيا في النور أبدا, إنما سبيلهم الخيانة والعمالة والمكر والخداع، غير أن شعب مصر بحضارته العريقة الضاربة في جذور وأعماق التاريخ لأكثر من سبعة آلاف عام يدرك ما يخطط له أعداؤنا من استهداف لأمن الوطن والعمل على إدخالنا في دائرة الفوضى والتشرذم التي ضربت كثيرًا من دول المنطقة والعالم مستخدمين هذه الجماعة الإرهابية وكتائبها الإلكترونية في الفساد والإفساد والتخريب والتدمير .
فهذه الجماعة هي رأس الأفعى، بل رأس كل شر، وهي أم الحيات، وعلى استعداد لأن تتحالف مع الشيطان نفسه، وهي الحاضنة الكبرى والأم الرؤوم لجماعات الإرهاب والشر .
وعلى كل وطني مخلص أن يعلن بوضوح رأيه في جماعات الشر والضلال والإرهاب بلا ضبابية أو مواربة فلا مجال لأنصاف الحلول ولا للمترددين , كما أن علينا التحلي باليقظة التامة لهذه المخططات الخبيثة ، والتعامل بحسم مع الخونة والعملاء ، وقطع أي يد تحاول أن تعبث بأمن هذا الوطن وأمانه،  أو أن تنال من ثوابته الوطنية، أو تعمل على هدم  بنيانه، أو تفكيك بناه الاجتماعية .
على أن ذلك كله إنما يحتاج مع تضافر الجهود إلى الوعي الشديد بما يخطط ويحاك لوطننا ومنطقتنا من أعدائنا المتربصين في الخارج وعملائهم من الخونة والمأجورين بالداخل.
وللأسف الشديد لا يزال هناك بقية ممن يراهنون على الحصان الخاسر، ويتوجسون من الوهم، ويخشون أن تدور الأيام إلى الخلف، فلا تجد لهم موقفًا واضحًا، وهناك من هو على استعداد لأن يتحالف مع العنف والإرهاب، ومن تبنوا العنف والإرهاب مسلكًا، أو مع بقايا وفلول الفصائل المتشددة أو الإرهابية، أو ما يعرف بالخلايا النائمة لها ، دون تقدير للمصلحة الوطنية، ونقول لهؤلاء جميعًا: أفيقوا، ولا ترددوا، وأدركوا الواقع، فإما أن نكون أو لا نكون ، أما إمساك العصا من المنتصف فذلك عصر قد ولى إلى غير رجعة , وإنني لأشيد بمن أكد أن الحياد مع الوطن خيانة , إذ يجب أن نكون جميعا إلى جانب وطننا قلبا وقالبا , بلا مواربة ولا أدنى تردد.
وهنا يأتي دور العلماء والمفكرين والمثقفين في تفنيد أفكار وضلالات الجماعات الإرهابية وكشف زيفها ، وبيان خطرها ، وكشف الأغراض الخبيثة لمروجيها ، كما أن على كل متدين يتقي الله في دينه وكل وطني شريف يتقي الله في وطنه ألا ينساقوا خلف هذه الجماعات الإرهابية العميلة المأجورة ، وأن نعمل جميعا على مواجهة شائعاتها وأراجيفها بالحقائق الساطعة ما وسعنا ذلك .
إن واجب الوقت يقتضي التصدي بحسم لكل من يعملون ضد مصلحة الوطن لصالح أعداء الأمة، وعدم التمكين لهم في أي مفصل تنفيذي من مفاصل الدولة، لأنهم يفسدون ويعدون إفسادهم جهادا في سبيل الله ، كذبا وافتراء على أنفسهم وعلى الله وعلى الناس، يقول سبحانه : ” وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ” (المائدة : 64) , ويقول سبحانه : “وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ” (البقرة : 204 ,205)،“وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ” (الأنفال : 30)، “وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ” (فاطر43).
 إن الوقت لا يحتمل سوى شيء واحد ، هو الانضمام بوضوح إلى اللحمة الوطنية وما فيه صالح هذا الوطن ، وما يحفظ استقراره وأمنه القومي ، لأن حجم التحديات خطير ، ويحتاج إلى جهد كل وطني مخلص وبأقصى طاقاته ، لنجني معًا ثمرة هذا الكفاح ، ونتفادى مخاطر لا تصيب الذين ظلموا خاصة ، إنما تكون آثارها وخيمة ومدمرة على الجميع ، وبلا استثناء , حيث يقول الحق سبحانه : ” وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ” (الأنفال : 25) ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا” (صحيح البخاري).
د.مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري وعضو مجمع البحوث بالأزهر الشريف