منذ نعومة أظافرنا ووعينا بفقدان آبائنا إبان حرب الصحراء في سبيل عزة الوطن وكرامة المواطن دفاعا عن الأقاليم الجنوبية، و نحن تقاسي و نصارع الحياة و الناس بدون معيل غير تضحية أمهاتنا الأرامل ودون تدخل من طرف أي جهة كانت مدنية أو عسكرية حتى تلك التي أسست لهذا الغرض آثرت البقاء بعيدة عنا وعن همومنا رغم طرقنا لأبوابها دون نتيجة تذكر لتبقى مجرد مؤسسات و هيئات وجدت لتؤثث المشهد العام للعديد من المدن المغربية .
فقد تم إغراق بعض المواقع الالكترونية و الصحف الوطنية بأخبار زائفة الغرض منها وضع العكر فوق 'الخنونة"في محاولة لتلميع الصورة الباهتة لهاته الجهات، مفادها أننا كأيتام شهداء استفذنا منذ استشهاد آبائنا خلال مسارنا الدراسي -الذي نحتناه بفضل مجهوداتنا و رعاية أمهاتنا- من إعانات مالية تتراوح بين 1000درهم في الابتدائي و 2000 جرهم في الاعدادي و الثانوي لتصل إلى في ال3000 في المرحلة الجامعية و هو الشيء الذي لم نسمع عنه و لا أمهاتنا الأرامل اللواتي ضحين من حيث المأكل و الملبس و الصحة في سبيل ابنائهن.
نفس الجهات في محاولة بئيسة لا يقبلها صبي و لا أحمق فبالأحرى عاقل ادعت افتراء وكذبا في حضرة من هم معنيون و لازالوا على قيد الحياة من أيتام ، و أنا واحد منهم انها واكبتهم في سبيل إدماجهم بمختلف إدارات الدولة، علما أنه لم يسبق لأي جهة كانت أن تدخلت لفائدة او لصالح أحد ابناء الشهداء حيث وجد بعضهم أنفسهم محاربين و محاصرين كأن أحكاما قضائية صدرت في حقهم غيابيا بتجريدهم من حقوق المواطنة و على رأسها الحق في التشغيل...
نشير أن نفس الجهة المعنية التي رفضت التعريف بنفسها مدعية أنها رسمية حاولت التعلل بما أسمته قانون" مكفول الأمة" و الذي اطلقنا عليه قانون مهمل الأمة باعتبار انه جاء فارغا من حيث محتواه بالنظر لتاريخ صدوره بعد سنوات من وقف إطلاق النار مع العلم أن القارئ و المتتبع لمثل هذه الترهات لا ينفك يطرح السؤال عن السبب الحقيقي وراء عدم صدوره منذ بداية النزاع و سقوط الشهداء في ساحات المعارك ، كما أن مضمونه بصيغته الحالية بمثابة عطاء باليمنى و أخد باليسرى...
أما عما قيل يخصوص مناسك الحج بالنسبة للأرامل فحدث و لاحرج ، فالأولى الاهتمام بهن و رعايتهن عن قرب صحيا و نفسيا و ماديا باعتبار الأمراض التي نخرت و تنخر اجسادهم منذ استشهاد أزواجهن الذي تم التنكر لتضحياتهم و لتدير هذه الجهات ظهرها لهن في خرق سافر للأوامر الملكية القاضية بإيلاء هذه الشريحة ما تستحق من عناية و رعاية.
لنخلص إلى ما أطلقوا عليه سكنا سلم للأرامل و هو يشتمل على بيت و مطبخ لا تتعدى مساحته 1.5مربع و مرحاض هذا مع العلم أن العديد من الأسر لم تستفذ لحدود كتابة هذه السطور و لنا في مدينة أكادير و نواحيها خير دليل حيث لا زالت حوالي 38 أسرة بدون سكن. كما أن مبلغ 50000درهم المخصص للترميم كما قالوا لم نسمع كأسر إلا مؤخرا و قد تم تجميده بسبب إقبال الأسر الراغبة في الاستفادة من هذه المعونة.
فقدان البوصلة بعد السكر حد الثمالة يفقد الوعي ليفسح المجال للهو للإفصاح و التعبير عما خزنه لسنوات و هو ما اعتبرناه رصاصة رحمة ارتدت على صاحبها لينقلب السحر على الساحر و لتبدأ ساعة الحسم بالنسبة لقضية أسر شهداء حرب الصحراء باعتباره جزءا لا يتجزأ من القضية الوطنية الأولى قصية الصحراء المغربية .