الثلاثاء 16 إبريل 2024
كتاب الرأي

مصطفى عماي: حزين لك وطني وانا أرى التطرف يذبح زهرتين في مهد الطبيعة والسلم والسلام

مصطفى عماي: حزين لك وطني وانا أرى التطرف يذبح زهرتين في مهد الطبيعة والسلم والسلام مصطفى عماي
حزين لك وأنا أراك تذبح من الوريد  إلى الوريد 
حزين لك وأنت تغتصب قبل الذبح 
حزين وأنت تذبح بعد الإغتصاب
حزين وأنت تذبح من طرف الدواعش ونحن بريئون منهم براءة الذئب من دم يوسف 
حزين وقبل هذا يذبحك مسؤولوك ديموقراطيا 
فالدواعش ليس هم من تبنوا فكر أبو بكر البغدادي 
الدواعش هم من يقتلون الديموقراطية فيك الدواعش هم من يعطلون التنمية 
حزين لك وطني وأنت تقتل بدم بارد من جاء ليكتشفك 
نعم حزين حزين لك وأنت تموت ببطء بيننا وبنا ولا نملك لك حولا ولا سبيلا 
خبرنا الأزمات والخيبات فيك ولم نختر الإنفصال لإبتزازك 
ونصدم حين يختار جزء منا التطرف لمعاقبة لمبالاتك أو بالأحرى تجاهل مسؤوليك ؛
حزين يا وطني لك ولمستقبلك الذي يعنيني؛ ويهمني حيث أرى من يدبرو شأنك يتآمرون عليك وكأنهم من كوكب آخر ؛
نعم يقتلونك حين يجهضون المسلسل الديمقراطي ؛
يقتلونك حين يفبركون محاكمات صورية ونصفق لهم أو نصمت عن ظلمهم ؛
يقتلونك حين يصنعون ديموقراطية على المقاس ؛
حزين لك يا وطني وأنت مكبل وأنا صامت؛ 
التطرف والإنفصال يصنعهما التحكم وتغييب الديمقراطية ؛
في تركيا خفت صوت انفصال الأكراد بمجرد تقوت الديمقراطية وغاب صوت العسكر ؛
في رواندا ارتفع مؤشر التنمية وصار اقتصادها قوي بمجرد أن صارت المصالحة الوطنية مصالحة حقيقية وليست صورية؛ لأن المصالحة الحقيقية تشترط عدم العود؛ ونحن اليوم نعيش ردة حقوقية في بلادنا؛ 
حزين لك يا وطني، وأنا أرى غزالتين تذبحان على سفح أكبر جبل بك شهد بطولات رجالاتك وهم يقاومون المستعمر من أجل الحرية والإستقلال ؛
ما الذي تغير فيك يا وطني؟؟؟!
فأنت كنت النموذج الأفريقي والعربي في النضال من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، وكنت النموذج والقدوة في العدالة الإنتقالية ؛
ما الذي عاد بك للوراء؟؟؟
أهم القائمون على شأنك في تماديهم في العنهجية واللامبالاة ؟؟ أم نحن في تواطؤنا بصمتتا الرهيب ؟؟! 
كنت أول من حارب البربرية يا وطني ؛
كنت أول من أعطى النموذج في التعايش بين الأديان والحضارات وخير دليل أنه في عز اضطهاد اليهود كنت أول مأوى لهم، ولم يغادروك وحتى من غادرك طوعا عاد لك كرها بالحنين! نعم الحنين لحسن معاملتك ومواطنتك فهم عاشوا فيك ما لم يجدوه في أرض الميعاد
حزين لك و وكالات الأنباء العالمية تتناقل عنك أنك أصبحت موطن للتطرف والقتل بعدما كانت تصفك ببلد السلم والتسامح؛ وكانت تصفك بالوجهة السياحية الآمنة !! 
حزين وأنا أتلقى خبر إلغاء سياح لحجوزاتهم؛ ومنهم من كان ينوي الإحتفال بميلاد المسيح عليه السلام بترابك؛ كانوا يحتفلون معنا وبيننا في الجبال والسفوح  والصحراء والبحر  وفي كل شبر منك وعليك ! ولم يأبهوا يوما لدعاة الإنفصال إن كان ذاك المكان أو هذا  محل نزاع !!
حزين لك يا وطني لما حل بك وأنا أتساءل ما الذي حل بك؟ أهو سوء تدبير أم خطأ التأطير؟؟؟ 
صعب علي أن أتقبل أن يكون بيننا من يؤمن بالذبح كحل ،ونحن من أختار ركوب الأمواج والمخاطرة بحياته من أجل أمن وسلامة الوطن رغم ظلم مسؤوليه 
صعب علي أن أرى التطرف يتسلل بيننا بل ويسبقنا ليؤثر في البسطاء منا ونحن من تمتلك منا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أكبر قسط من ميزانية وطننا !!
صعب عليا يا وطني  أن أقول للعالم أن اختطاف مواطن إسباني بجبهة البوليساريو عمل إرهابي وأن قيام دولة قزمية في جنوبنا سيؤدي لهكذا أفعال وأجدني حائر في كيفية شرح ذبح زهرتين في مهد الطبيعة والسلم والسلام ؟!
حزين لك وأنت تنشد نموذج تنموي جديد وجهويتك موقوفة التنفيذ 
 حزين لك وأنت تقول " إن الوطن غفور رحيم "  لكن من استجاب وعاد يجد نفسه غريب بين أحضانك! 
حزين لك وأنت تطالب الجيران بالحوار معهم، ونحن لانجد من يستمع لآهاتنا !؟
ورغم ذلك، ، هناك أمل لأننا نؤمن برجع الصدى..