السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد المجيد مومر: الإرهاب آيةُ الفاتحين لأبواب جهنم!

عبد المجيد مومر: الإرهاب آيةُ الفاتحين لأبواب جهنم! عبد المجيد مومر

ربَّاهُ يَا رَبَّاه ..

إنَّهم يعيشون بيننا، إننا نعتبرهم إخوة لنا في الوطنية والمواطنة وفي رؤية هلال رمضان وحج البيت إن إستطعنا إليه سبيلا. وإنْ رفضوا فصيلة أفكارنا فألسنتهم مستعدة لفتح باب جهنم لنا وأياديهم تَتَرنح لِسفك دمائنا مع تأجيل مراسيم حرق جثتنا إلى موعد آخر...

وَا وَاطَنَاه ..

إنهم لا يحفظون عن ظهر قلب أنشودة بالروح بالجسد هَبَّ فَتاكَ لبَّى نِدَاك... يا وطني الرائع يا وطني إننا في نظرهم لسنا رائعين ولا حق لنا في الحياة ولا لضيوف جبالِك الأبرياء ..

وأمام روع المصاب الجلل نستمسك بَذكرِ الحمد لله هي أعذب الحروف وخير الجمل. فالحمد لله إِنَّا له وإِنَّا إليه راجعون يا أيها الرجعيون!، فشتان ما بين الرجوع إلى الله وما بين الرجعية في تفسير شرع الله..

الحمد لله... رغم حجم التذمر الكبير من السياسات الحكومية اللاشعبية ومن هشاشة الإنجازات الاجتماعية، فإن المغربيات والمغاربة يتشبثون بالأمل في قوة مؤسساتهم الدستورية الوطنية وقدرة الأجهزة الأمنية على مواجهة فلول الإرهاب الدموي واجتثات كل ما من شأنه أي يمثل خطرا على أمن المغربيات والمغاربة وكل ضيوف وطن الأمن الثقافي.

وحتى لا يصيبنا سوء ظن البعض من قيادات تنظيم العدالة والتنمية، وجب التوضيح أن مَجَازَ الخيط الناظم الرابط بين الوقائع يَنطلق من تطابق الوقائع في وصف البشاعة ما بين لسان الجماعة الذي استطاع النطق بعبارة فتح أبواب جهنم من خلال تفجير أركان الأمن القضائي، وما بين يد القتلة التي تجرأت على ذبح خلق الله من الوريد إلى الوريد وسَعَتْ من أجل قطع شرايين الاستقرار والأمن الوطني.

إن أول الإرهاب كلام ، لذلك ومن باب النصح الراشد، فإننا كاختيار حداثي شعبي نحذر تنظيم العدالة والتنمية من مغبة الاستمرار في تديين الصراع السياسي واستعمال خطابات جهادية متطرفة، وندعو المنتسبات والمنتسبين إليه إلى الوعي بأخطار المرحلة وتغليب المصلحة العليا لبلدهم والابتعاد عن العصبية المذهبية أو الحزبية الهدامة التي  سَتُشَرْعِن الانقلاب على القانون وضرب التلاحم المؤسساتي وسَتَمنح المشروعية لتتحول بعض الخلايا الإرهابية إلى ممارسة فعل الرعب الصادم .

ولعل واقعة القتل الظالم للسائحتين تكشف قبل كل شيء أن هذا الفعل المُحَرَّم قام به "مغاربة" وَلَمْ يَكَدْ يَمُر على تصريح سليمان العمراني، نائب الأمين العام لتنظيم العدالة والتنمية، في مواجهته للمؤسسة القضائية المستقلة إلا أيَّامًا معدودات، ثم ظهرت لنا بعد تصريح فتح باب جهنم، بشاعة وقائع الذبح الذي قطع الرؤوس واستهدف الجمال والحياة، ويسعى كذلك إلى قطع أرزاق الناس وضرب السمعة السياحية للمغرب.

وليس من باب المغالاة في الوصف أن ننبه إلى ظهور بوادر ما يمكن أن نصطلح عليه مجازاً بتنظيم جبهة الفاتحين لأبواب جهنم بتلاوينها المتعددة ومرجعياتها المشتركة، فلا يمكن الفصل بين مكوناتها الجماعاتية المتطرفة مادامت  الغاية تبرر استعمال وسيلة العنف سواء عن طريق اليد (قتل السائحتين) أو اللسان (تصريح سليمان العمراني).

كل هذه الإرهاصات حول التحركات الإرهابية للعناصر المتطرفة تنضاف إلى تهديد الأمن القومي المغربي بالجهات الجنوبية من طرف ميلشيا جبهة الإرهاب الانفصالي البوليساريو حزب قطاع الطرق والاتجار بالبشر في سوق نخاسة تنظيمات التطرف الجهادي و تحريض الشباب على الحرب والقتل والحقد والكراهية والتعصب المذهبي والتطرف المُسلح.

إن الوطن المغربي لا يوجد بمفترق طرقٍ، بل وَاهِمٌ أيضًا من يعتقد بتحقيق الديمقراطية والتنمية في غياب الأمن بمختلف تمظهراته، أمن المغربيات والمغاربة وضيوفهم الذين يعتزون بتراب أرض الأمان الثقافي.

لذا فالمغربيات والمغاربة لِعهد السلم والسلام حافِظُون. إننا لا نكره أحدًا، إنَّا لمرجعيات القتل كارهون، وفقط نحن لِتنظيمات الإسلام السياسي ناصحون. فقط هو مغرب يستفيد من الجميع ويستفيد من ثمار أَمْنِه الجميع، فقط نحن بهذا المغرب حالِمون...

و مسك الختام لكل من تَوَّهَمَ أنه فوق الوطن، باسم ثقافةٍ رجعية لِتَدَيُّنٍ مغلوطٍ يبرر الإرهاب الجسدي واللفظي، نقول إن خير الجهاد جهاد النفس، وإن زمن البعثة والعصمة قد أغلق بابه مع الخاتم الصادق الأمين رسول الرحمة والحكمة المؤيد بالقرآن المبين .

وإن شيوخ جماعتكم المتطرفة ليسوا رسلاً ولا أنبياء، وإنهم لا يعلمون ما يفعل الله بهم ولا بِنا.. فلماذا التوهم بأن الاهتداء إلى سبيل الله يمر قسرا عبر دعوة الإكراه وجريمة القتل؟!، والله الرؤوف الودود يقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ".