الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

سعيد زريوح: إلى شهود الزور في قضية الشهيد آيت الجيد بنعيسى

سعيد زريوح: إلى شهود الزور في قضية الشهيد آيت الجيد بنعيسى سعيد زريوح
1. نحن لسنا غرباء عن هذه القضية وكل واحد منا كان مرشحا قويا لنفس مصير الشهيد. يجب أن يعلم الجميع أننا كنا طلبة عزل شهدوا على تنقل النجار والحداد والجزار....من مختلف المدن والدولة لم تحرك ساكنا لمنعهم من تحقيق غزواتهم في آخر قلاع "الكفار" المقاومة بفاس ووجدة...! يجب أن يعرف بعض شهداء الزور الذي يساوون بين الضحية والجلاد، أن الطلبة القاعديين الذين جايلوا الشهيد لم يتابع أحدهم أو اعتقل بتهمة القتل حتى لما كانت فتاوى الإعدام تصدر يوميا في حقهم . يجب أن يتأكد هؤلاء أننا سعينا حثيث لمعرفة هل سلوك الدولة في تلك المرحلة هو ما شجع البعض ومنحهم الإطمئنان ليرتكبوا جرائم الاغتيال ؟ يجب أن نعلم الحقيقة كاملة.
2. يجب أن يعلم شهود الزور هؤلاء أن أصدقاء ورفاق الشهيد لم يعتمدوا سوى على إمكانياتهم البسيطة بساطة حياتهم في منح الحياة لقضية الشهيد. لقد كانت لا حناجرنا التي لم تكف على الصدح بشعار "على نهجك يا بنعيسى نسير" وريشة بعض الفنانين التي كان تقوم بمنح حياة أخرى لشهيدنا ولافتات تحمل سؤال الحقيقة مكتوبة بمداد رخيص تتنقل معنا إلى مقرات الأحزاب والجمعيات وكفاءة بعض المحامين الشباب الذين قاوموا قتل الشهيد مرة أخرى بحيلة التقادم... يجب أن يعلم شهود الزور هؤلاء أن هذا كله سابق على ما يعتبرونه تسييسا للقضية من طرف البعض ويجب أن يدركوا أن الحال لم يتغير وأننا لا نملك سوى إرادتنا والإيمان بمسؤليتنا الأخلاقية تجاه شهيدنا ووطننا وأن كل محاولات رمينا بمستنقعات السياسة الفاسدة هي مساهمة غير مباشرة في قتل قضيتنا العادلة.
3. نحن لا نهتم كثيرا لسؤال توظيف الدولة أو جهة أخرى للقضية ضد شخص أو حزب. لا نهتم كثيرا لأننا لم نقبل أن نوظف سابقا لما كنا لا نملك حتى ثمن الرغيف. لم نوظف حتى لما انقلب تغاضي الدولة عن جرائم الاغتيال ضدها وحاولت أن تمدنا بشروط القوة لتعيد التوازن لساحات الجامعة المغربية. لم نوظف وحتى من حاربنا بالجامعة يعلم بذلك وشاهد على عزتنا وكرامتنا ومروءتنا التي جعلتنا نقول بكل شجاعة أننا نمارس قناعتنا ولسنا ورقة قمار في يد أحد. نحن لسنا معنيين لا بحروب أجنحة النظام ولا بسعي البعض للحفاظ على مواقعه والخوف عليها لأننا بكل بساطة نحترم روح الشهيد وقضيته ونحترم قناعتنا. إننا نهتم كثيرا وحصريا لسؤال الحقيقة.
4. نحن جزء من شعب اليسار المؤمن بالديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والنضال الجماهيري السلمي. ولأنه كذلك سنكون دوما في كل المعارك والساحات التي تنتصر لهذه القضايا. ولكن كل هذا لن يكون سببا في انسحابنا من معركة الحقيقة في قضية الشهيد تحث تأثير من يريد أن يضعنا في قفة النظام وأدواته. لن ننسحب لأننا نؤمن بأن قضيتنا هي في صلب النضال من أجل مجتمع الحرية والعدالة. لن ننسحب وسنقاوم كل محاولات عزل قضية الشهيد عن محيطها النضالي والجماهيري.
5. الشهيد كان مناضلا قاعديا وتقدميا بالحركة الطلابية، ولكنه كان أيضا مناضلا بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان وبالعديد من الجمعيات الأخرى. الشهيد كانت له قناعاته ولكنه كان بشهادة الجميع مناضلا مؤمنا بالنضال السلمي وجانحا للإعتدال. لكل هذا فقضيته تساءل كل الإطارات التقدمية المناضل وستكون محكا للجميع في معركة الإنتصار للمبادئ. ستسائلنا قضيته لأن الحق المقدس في الحياة هو أكبر من حسابات السياسية مهما كبرت حتى لو كانت بحجم انتقام دولة من تنظيم أو شخص.
الحقيقة كاملة أولا وأخيرا.