الخميس 18 إبريل 2024
مجتمع

بلدية الهرهورة... سنتان والحرب دائرة، ومرت دورة أكتوبر بسلام.. يا سلام..!!

بلدية الهرهورة... سنتان والحرب دائرة، ومرت دورة أكتوبر بسلام.. يا سلام..!! من الوقفات الاحتجاجية التي قادتها المعارضة ضد رئيس بلدية الهرهورة فوزي بنعلال (في الإطار)

بلدية الهرهورة بعمالة تمارة واحدة من أغنى البلديات على الصعيد الوطني، وتقع في منطقة تعتبر واحدة من أرقى المحطات العمرانية والاستثمارية بالمغرب.. ولكي تكون رئيسا ببلدية الهرهورة يجب أن تكون شخصية له خصوصيات خاصة.. ذلك ما ينطبق على فوزي بنعلال، الذي قضى مسارا مهنيا هاما بسلك الأمن (كوميسير)، وبعد المغادرة الطوعية ارتأى أن يشق طريقا في حياته عبر دخول المجال السياسي.. وبما أن له تمرس مهني سابق في الترصد للمعطيات والأسرار، فإن هذا العامل ساعده على كسب الرهان منذ المحاولة الأولى.. ساعده في ذلك وضعه المادي المريح، وهو الذي يركب أفخم السيارات، وله أكبر المشاريع الاستثمارية بالمنطقة. وهكذا أصبح رئيسا لبلدية الهرهورة، ويقضي حاليا الولاية الثانية، واستفاد من عضوية البرلمان ومجلس المستشارين في مرحلتين مختلفتين.

إلى حدود هذه المعطيات الأمور عادية، لكن التحول وقع منذ 2016، حيث "اشتعلت" نيران المعارضة بشكل مثير جدا، من وقفات احتجاجية واتهامات ثقيلة بالاختلاسات والتزوير، وتحويل المال العام إلى بناء مشاريع استمارية.. وظل الإعلام منشغلا بهذه التوترات إلى حدود الصيف الأخير... والأكثر من ذلك أن المعارضة أصبحت تشكل النسبة المطلقة بمجلس الهرهورة، وكاتبت وزارة الداخلية والمجلس الأعلى للحسابات.. وبالفعل استجابت مختلف اللجن لطلبات المعارضة، وحلت بعين المكان (بلدية الهرهورة)، وفتحت العديد من الملفات، وزارت مجموعة من المشاريع، ووقفت على اختلالات عديدة.. وظل الكل ينتظر ما ستتخذه هذه اللجن من إجراءات وقرارات.. ولا يزال الانتظار قائما إلى اليوم، مع التأكيد أن المعارضة ضمت كذلك أعضاء من نفس حزب الرئيس (الاستقلال).

وجاءت دورة أكتوبر، وجاء معها الفصل 70 الذي كان بمثابة السلاح الذي منحته وزارة الداخلية للمعارضة للإطاحة بالرؤساء المفسدين أو المتشبثين بالقرارات الانفرادية والغير المتوفرين على الأغلبية (الهرهورة نموذجا).. لكن بمجرد وصول هذا الموعد، ذابت الخلافات، وتحولت المعارضة إلى مجلس مساند، ومرت دورة أكتوبر بسلام.. يا سلام!!!